د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..جوازات وسجل …بالرياض..!!

د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم..جوازات وسجل …بالرياض..!!
عادة لا اتشجع بزيارة سفاراتنا بالخارج حين تقودني المهام الخاصة او العامة لأي دولة من دول العالم اذهب اليها …ليس افتراء او لعدم تقدير مني لمن هم هناك يعملون فيها لكن تقديرا مني لربما يكون تقدير غير صائب…ولكن تقديرا مني ان السفارة في دول الخارج
توصف في مهامها بالحساسية العالية والسرية ويسودها الطابع الدبلوماسي الذي يكسوه البعد الأمني في غالبه…وان التردد عليها دون سبب مبرر يقود الي
كثير من الظنون حول هذا التردد.
* قناعتي التامة في ذلك أن الزيارة للسفارة قد تسبب كثيرا من الحرج للعاملين فيها من السودانيين وربما يترك ذلك انطباعا سيئا و اتهام بسوء المعاملة و الاستقبال البارد
لظروف وطبيعة العمل الحساسة بالسفارة.
* السفارة تمثل الدولة الخاصة بك خارج حدود وطنك وهي المسئولة اولا واخيرا عن حلحلة كل مشاكل السودانيين الموجودين في الدولة التي بها السفارة وتسهل لهم أمورهم كلها حتي لا يشعر السوداني بانه يعيش حياة معزولة تماما عن وطنه السودان…كل هذا معلوم وهي الملاذ عند المحن .
* كثير من السودانيين يشكون دوما من سوء المعاملة من القائمين بالعمل فيها وان ابوابهم موصدة تماما في وجههم حين يلجأون اليها ولهذا الظن الذي قد يكون صادقا او مخطئا يحجب هؤلاء عن التعامل معها وزيارتها حتي …واعرف كثير من السودانيين لا يعرفون مواقع سفارتهم طيلة فترة وجودهم في البلد المضيف ايا كان.
* مدهش حالة السفارة السودانية بالمملكة العربية السعودية وسلطة عمان …مدهش بين الواقع الملموس وما يشاع من حديث أعلاه في الوهج اليوم.
* دهشت اليوم وانا أزور مقر السفارة السودانية بالرياض لأول مرة رغم زياراتي المتكررة للمملكة العربية السعودية
لكوني متوجسا من كيفية الدخول لها لاكمال إجراء معين عندما اندفعت من بوابتها الرئيسة التي كانت اشبه ببوابات مجمعات الخدمة الشرطية بالسودان ايوه والله من الاستقبال وحتي مكتب مدير الجوازات مباشرة دون أن يعترض مقدمي أحدا بالسؤال بغير عبارة مرحبا تفضل مع الإرشاد والتوجيه .
* قبل أن أذهب لجهتي التي أرغب
في اجرائي عندها مررت علي مكاتب وصالات العمل بالجوازات والسجل المدني والفيش وغيره ادهشني حد الاندهاش النظام والترتيب والامكانيات العالية والهدوء الذي ينساب به العمل بصورة تجبر الخاطر وكل منهمك في أداء مهمته ولم أجد مكتبا واحدا ليس به موظف او مكتب خالي من موظف …بل كل في محله .
* وصلت مكتب المدير العقيد رحمة الله الفارس رحمة الله مدير الجوازات وشد انتباهي مكتبه الانيق المرتب …شئ عجيب والمهم أن المكتب مفتوح او تكاد تجزم انه بلا باب وبلا سكرتير حتي…وبالبحث عن المدير وجدته في كامل هندامه الدبلوماسي بربطة العنق المميزة
وبطاقة علي صدره بجانب علم السودان الذي زين هو الاخر صدره…متجولا بين مكاتبه يرشد ويوجه ويستفسر والعمل يسير منسابا بصورة تفرح النفس…والجميل لم اسمع صوتا نشاذا طيلة فترة وجودي
هناك…والسودانيين الذين وجدتهم هنا ليسو هم من عينة من عندنا هناك … فالسودانيون هنا غير….حفظهم الله.
* أثناء وجودي بمكتب المدير رحمة الله (الفارس) وفعلا فارس …تعرفت علي سودانيين
ظننت انهم يتبعون للسلك الدبلوماسي بالسفارة او ربما من التيم العامل بمكتب الجوازات من شدة ارتياحهم النفسي وتعاملهم مع مدير المكتب…في ادب يسألون وفي خبرة وادراك يجيب العقيد رحمة الله علي استفساراتهم والحال ماشي كما ينبغي له ان يكون…دبلوماسية عالية.
* العقيد رحمة الله الحائز علي درجة الماجستير في علم الإدارة كان واضحا من تعامله مع زملائه ورواد المجمع انه نال تلك الدرجة بفهم عميق وليس نيلها كان من باب اني احمل ماجستيرا وكفي بل انزلها واقعا مفيدا جدا لخدمة متلقي الخدمة.
* أعجبني الحال هنا في مكاتب الجوازات والسجل المدني واعجبتني الشرطة التي دائما امتدحها فالحة وانتقدها مقصرة ولا اخشي في الحق لومة لائم…
* الذي يشرف يجب أن نفخر به ونعتز…وقسما تعالي وهذا قسما غليظ أن ما شاهدته اليوم بمكاتب جوازات سفارة السودان بالرياض لهو محل فخر واعتزاز.
* أكد لي ما عشته اليوم في أقل من ساعتين عدا واحصاءا أن السودان لن يضام يوما طالما فيه من امثال هؤلاء الشباب يديرون شئون أهلهم خارج الحدود بهذه الجودة والكفاءة والمسؤولية…لم احظ بتحية الشباب فردا فردا علي ايديهم لانشغالهم في خدمة البلاد والعباد …وحظيت بمقابلة ابنة الفريق الدكتور إبراهيم الكافي
احد سلاطين وقيادات الشرطة العظيمة التي كانت وجها حضاريا لتمثيل الشرطية السودانية خارج الحدود .
سطر فوق العادة :
وفي سلطنة عمان وجدت شرطة في سفارتنا هناك بذات النهج والفهم
ولكن الرياض غير ..والله جد.
(أن قدر لنا نعود)