د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم ..السيولة الأمنية… هي السبب..!!
د. حسن التجاني يكتب: ..وهج الكلم ..السيولة الأمنية… هي السبب..!!
من اخطر مراحل الحرب ان تخرج عن اهدافها وتنحرف نحو المواطن الاعزل في ظل السيولة الأمنية وتقع عليه قتلا ونهبا وسرقة وتخويفا وارهابا .
* لم تكن اهداف التمرد في الحرب الجيش فحسب بل كان هدفها اقذر مما يتوقع اي عاقل يعرف فنيات الحرب… ان المواطن سيحكمه من ينتصر …اذا من
ستحكم وانت قد قتلت وشردت وكرهت ونهبت واغتصبت … تبا لك ولامثالك وتبا لمن خطط لك وارشدك لسوء الفعل.
* انحرفت الحرب ومن مليشيا مرتزقة تمردت علي قوات الشعب المسلحة وتحولت الي عصابات نهب وسلب وسرقة بالقتل والترهيب…بالطبع لن تفلح الا في ظل وجود سيولة امنية لغياب القوات الامنية الاخري من امن
وشرطة وهي المعنية بهذه المهمة التي في حد اعتقادي سهلة جدا اذ كانت تكافحها الشرطة لوحدها في دارفور او ما كان يعرف بعصابات النهب المسلح …كانت قوات
شرطة الاحتياطي المركزي لها بالمرصاد (ابو طيرة البفك الحيرة)… لكن حتي هذه القوات فكفكوها واضعفوها واخذوا سلاحها قبل الحرب
وصارت ضعيفة في تعدادها وعتادها مما سهل الهجوم عليها يومها وحدث ما حدث .
* السيولة الأمنية هي سبب كارثة الخرطوم… ليت الناس جميعا صمدوا في منازلهم يومها دون الخروج لما حدث
الذي حدث لهم ولكانت الجرائم اقل مما هي عليه الان…هذه المليشيا المرتزقة استباحت منازل الناس لانها خدعتهم والتمست فيهم بوادر الخوف والجبن والاستسلام …مما شجع هؤلاء الغرباء للتمادي اكثر
والاعتماد علي الطابور المجرم الذي كان يتحين الفرص لتحقيق مبتغاه في النهب والسرقة فغالبيتهم من الذين هربوا من السجون في جرائم من ذات الطابع الاجرامي الملعون اجتماعيا.
* صحيح نعترف بان المواطن لم يجد الحماية الكافية من القوات الامنية التي انشغلت عنه في ماذا لا ادري غير انه وجد نفسه في حالة سيولة وصلت مرحلة الاستهتار بالارواح وقتلها واغتصابها ولما صدقت المرتزقة المحلولة
امكانية كل ذلك دون حسم تمادت اكثر واوصلت للمجرمين فكرة ان كل انواع الجرائم ممكنة …فسهلت لهم التأمين وكسرت لهم ابواب المنازل ووجدها المجرمون فرصة لن تتعوض .
* السيولة الامنبة تعني الفوضي وغياب القوات الامنية التي توفر الامن وغياب القانون الذي تمثله النيابة في وجود الشرطة التي غابت هي الاخري او غيبت بمعني ادق ..دون تفاصيل.
* تعيش الخرطوم هذه الايام اخر ايام السيولة الامنية بعد ان حسمت القوات المسلحة امر هذا التمرد بطحن قوات هذا التمرد في وجود القوات الخاصة الامنية التي
تخوض المعركة بجدارة واقتدار ….ولا اشك لحظة ان النصر في خاتمة الامر حليف قواتنا المسلحة باذن الله طالما يساندها الشعب كل الشعب….
* الان الشعب السوداني اكتسب خبرات ستؤهله لاصحاح كثير من الاخطاء التي كان يعيشها بحالة اللامبالاة والاستهتار وعدم المسئولية التي كانت سببا مباشرا في هذه السيولة والفوضي الامنية …اذا استقر الوضع وعاد الامن وهذا امر وارد
للبلاد والعباد باذن الله …لن تتكرر له هذه المأساة التي اخرته كثيرا في امر ترتيب حياته ودفع مقابل ذلك الاهمال ثمنا غاليا وصل مرحلة ضياع النفس.
سطر فوق العادة :
غدا نعود حتما نعود ….لكن ابقوا الصمود ….وستعود الخرطوم عاصمة السودان اكثر امنا واستقرارا لوضعها الطبيعي او لافضل مما كانت…. وتتذكروني.
(ان قدر لنا نعود)