مقالات

د. حسن التجاني يكتب:..وهج الكلم..الدفاع المدني يا شرطة…!!

د. حسن التجاني يكتب:..وهج الكلم..الدفاع المدني يا شرطة…!!

 

 

تظل قوات الدفاع المدني واحدة من هيئات وادارات الشرطة السودانية …إن كانت تتبع للوزير وللا للمدير فهي شرطة والشرطة كلها تتبع للوزير انا ما عارف المشكلة وين؟؟ …ويجب ألا يختلف هيكل الوزارة عن هيكل رئاسة الشرطة الا (انسلاخا) …هذا هو الفهم الإداري الصحيح الذي تعلمناه وفهمناه طالما مهام القوة متشابه ويحكمها قانون واحد هو قانون الشرطة الا اذا خلعت شرطة الدفاع المدني الكاكي وغيرت البطاقة بالزي الملكي وازيلت الرتب من علي الأكتاف

حينها تصبح قوة مدنية لا علاقة لها بالعسكرية تتلقي تعليماتها شأنها وشأن اي قوة مدنية في اي وزارة من الوزارات الكثيرة (الزي) الهم في القلب بدون فايدة.

 

* شرطة الدفاع المدني… طبيعة ومهمة عملها نعم قد تميل للطابع المدني ولكنها في واقع الأمر اقرب للعسكرية لان سر تنفيذ العمل فيها صعب تسهل التعليمات العسكرية جزء كبير جدا منه .

* شرطة الدفاع المدني تقوم بمهام كبيرة وعظيمة وجليلة يصعب علي اي شخص مدني القيام بها وهي (حتي لو ادي ذلك للمجاذفة بحياتي) …تنطبق تماما علي رجل الدفاع المدني وهي مجاذفات خطيرة وكبيرة…

* إنقاذ حياة المواطنين من مهام الدفاع المدني البحث والتفتيش عن مخلفات الحرب مهمة الدفاع المدني …انتشال الجثث من عمق الابار والسايفونات مهمة الدفاع المدني دفن الجثث من مهام الدفاع المدني في حالة الحروب … حماية المواطنيين من الفيضانات والسيول مهمة الدفاع ألمدني …إطفاء الحرائق واجلاء المواطنيين من مهامها…وكثير وكثير كيف كل هذه المهام دون أن يكون من يؤديها متدرب تدريبا عاليا علي كيفية التنفيذ؟.

 

* بفهم وسلوك المواطن السوداني علي عهود مضت ربما لم تكن هناك أدوار للدفاع المدني غير اطفاء الحرائق ولذا رسخ في اذهانهم تسميتها ب(المطافي) لكن الآن تطورت الحياة كثيرا وتعاظمت مهام شرطة الدفاع المدني وتوسعت جدا حتي أصبحت هيئة من هيئات الشرطة(اعتقد ذلك أن لم أكن مخطئ)…لكن ليس هذا هو المهم …المهم يا سادتي أن الدفاع المدني لا يمكن أن يصبح في اي يوم من الايام قوة مدنية
طالما طبيعة عمله لا يمكن أن يؤديها ملكي …وانها تحتاج لكادر بشري مؤهلا تاهيلا عسكريا حتي يستطيع أن يؤدي واجباتها .

* مهام الدفاع المدني ليست بالبساطة التي تتخيلونها و(تعتقدونها) و(تحسبونها) انما هي خليط بين الاكاديميات والتدريبات والثقافات والخبرات والمهارات تصل حتي لفن الغطس في النيل والبحار وصعود المباني العالية والأبراج (ووووو) وكثير من المهام التي لم تسمح لي مساحة العمود سردها تفصيلا …لله درهم.

 

* التدريب لمثل هذه المهام الا ان يكون تدريبا عسكريا بفنيات مدارس تعلمجية الميادين العسكرية التي يتلقاها كل شرطي عام لأنهم يواجهون ظروف صعبة يحتاجون للدفاع عن انفسهم…..صحيح ربما شرطي الدفاع المدني غير معني بمكافحة الجريمة كمال هو الحال لدي الشرطة العامة…لكن سبحان الله يحكمهم قانون واحد في عقوبات المخالفات لكن ربما تلحق بقانون الشرطة لوائح خاصة لكل تخصص شرطي لان الأخطاء المهنية في الدفاع المدني تختلف عن أخطاء الشرطة العامة.

 

* الكلام ده كله و (الجوطة) دي كلها عاوز اقول يصعب جدا تحويل الدفاع المدني لشرطة مطافي كما كان علي سابق عهدها…حين كان يري المواطن انها قوة لاطفاء الحرائق فقط أو كما اشتهرت قصة الرئيس الأسبق نميري رحمه الله حين طالب مدير المطافي علي زمانها بترقيته الي رتبة الفريق أسوة ببقية الشرطة والقوات العسكرية فيقال أن نميري علق قائلا (ارقيك فريق اصلو عاوزك تطفي جهنم)…ربما قد تكون حقيقة ولكنها غالبا تكون في إطار المداعبة لكن تظل المطافي مهمة بمسماها الحديث شرطة الدفاع المدني.

 

* هذه الأيام تظهر أهمية شرطة الدفاع المدني ويوم (حوبتم) جاء …الحرب خلفت كثير من المشاكل التي لا يمكن لأي جهة كانت معالجتها الا الدفاع المدني وهي كميات الجثث المبعثرة في المنازل والاحياء والطرقات ومخلفات الحرب من أجسام غريبة غير متفجرة ومتفجرة والبحث عن المفقودين في الابار و(غرف التفتيش) والمنهولات وغيرها.

 

* ذكاء وشطارة شرطي الدفاع المدني وتدريباته التي تلقاها بالكلية ومراكز التدريب في حال الافراد ..تجعل هذه المهام سهلة عليه…وهذه الأدوار المهمة حتي تعقيم المنازل والاحياء من تعفن الجثث تقوم به شرطة الدفاع المدني وبكفاءة عالية جدا .

 

* بعض الناس لا يعرفون حتي اليوم من يقم بكل هذه الأدوار عندما يعودوا لمنازلهم ويجدونها سليمة نظيفة …نحن نقول لهم بالصوت العالي انها شرطة الدفاع المدني.

 

* يجب أن تتبع هذه الشرطة هي والجمارك والحياة البرية و السجون أن تتبع جميعها مباشرة لمدير عام قوات الشرطة وجميعها بما فيها الشرطة العامة يجب أن تتزيل هي وهياكلها الإدارية وتقسيماتها تحت هيكل السيد وزير الداخلية….بمعني قانونا يكون السيد مدير عام قوات الشرطة مسئولا امام السيد وزير الداخلية عن حسن أداء هذه القوات… انتهي.

 

* قرار الدمج من الأساس كان خطأ رحم الله الشهيد الزبير حين كان وزيرا للداخلية اصدر قرار هذا الدمج… رغم انه جاء في مصلحة أفراد هذه القوات ورفعها من الهيكل الراتبي الملكي الي الهيكل الراتبي و(المعاشي) العسكري افضل بمائة الف مرة من الملكي….لذا اري بلاش كل وزير يجي يلخبط شغل القدامه ويسوط ويجوط وكأنك يا اب زيد ما غزيت.

 

* انا شخصيا احترم وزير الداخلية الحالي خليل باشا سايرين احتراما كبيرا واعتبره من علماء الشرطة وزول مفكر وحقاني وعاقل جدا و(مؤدب) ودي اهم حاجة ..عيبه الوحيد فتح المجال ل(مخربي) الأنظمة الإدارية الجيدة بل الممتازة (فخموه) و(الاخيرة دي بلزوم لغة العامة) بأفكار بائسة وفعلا فعلوا ما فعلوا وخابوا و(بشتنوا الواطة) وحدثت مشاكل ما كان يجب ان تكون و(مناقرات) وناس ما صدقوا (ضروا عيشم).

 

* لولا حكمة السيد الوزير وزهد المدير العام لكانت هناك مشكلة
في امر لا يستحق علما بانه لا يطور عمل الشرطة ولا يضيف لها جديدا بل (يعرقل) مسارها.

 

* العصبية المهنية ليست بين القوات العسكرية فحسب وليست في العسكرية حصريا ولكنها في كل زمان ومكان وجد فيه الإنسان حتي في الوزارات الملكية موجودة وهي موجودة حتي في عالم الحيوان منذ عهود وازمان.

 

* وزارة الداخلية من الوزارات السيادية الحافظة لوحها وقايمة بي دورها….ويحمد لحكومة البرهان أن جاء (الكباشي) ب(سايرين) بحكم ان الداخلية من ضمن الملفات التي تتبع للكباشي التي يديرها (وللا انا غلطان)…إن الاختيار وقع علي شرطي من القوات أصيل.

 

* عاوز اقول ان الدفاع المدني قوة شرطية كاملة الدسم …لها مهام جليلة وعظيمة تقوم بها وستقوم بتنفيذها لاحقا بإذن الله …اذا كان الشعب السوداني كله تعسكر فمن باب اولي ان تظل القوات العسكرية في الدفاع المدني عسكرية ليوم الدين….علي فكرة منذ أن تولي

أمرها الفريق د عثمان عطا…طفرت (طفرة استحداث) غير مسبوقه وصار لها اسما بين الاسماء…ولذا وجب علينا تن نحي الفريق د العطا وعلي الوزارة والحكومة أن تمدد له حتي المشاهرة والا علي الدفاع المدني السلام…عارفين ليه؟ الخبرات المتراكمة و(المعرفة العالمية) مهمة ونحن نحتاجها علي سنواتنا الجارية ولي قدام الله كريم ؟

سطر فوق العادة:
الفريق سايرين والفريق اول خالد حسان …اعرف عنهما… انهما قمة في التواضع والأخلاق والسلوك المنضبط والزهد المتناهي حتي يوم ان غادرت الشرطة….كانا علي هذا الوصف خاصة السيد حسان ولأن السيد سايرين غادر الشرطة (تعسفيا) مبكرا
احسب انه كان كذلك.

(أن قدر لنا نعود)

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى