مقالات

د حسن التجاني يكتب : وداعاً… صاحب الضحك في بيت البكاء…!!

وهج الكلم

د حسن التجاني

وداعا… صاحب الضحك في بيت البكاء…!!

* يسفك الدهر من أبنائه خيارهم ويظل يحفل بالقباح اللئام… هكذا هي الحياة او كما يقولون …والأخيار خير منا جميعا وهم أصحاب صفات قيمة وحميدة ومحببة لله والرسول وعباد الله أجمعين.
* رحل منا امس صاحب الطلة الخفيفة والدم اللطيف والذوق الرفيع والعقل الراجح صاحب المفردة الجميلة والكلمة المعبرة الطيبة …رحل منا حبيب الجميع صديق الكل (نديد) الكبار والصغار صاحب كل لغات المجتمع الذكية منها والغبية والمعقدة والسهلة و(السهلة الممتنعة) لذا ألف الجميع وألفوه… كيف لا… فقد ميزه الله بمقدرة فائقة وذكاء خارق عرف القانون وعلم الأدب وأدب السياسة وألف الضحك في بيت البكاء كتابا .
* غيب الموت عن دنيانا أمس الفريق محي الدين محمد محمد علي وبغيابه فقدته مجالس الشرطة ومجالس الأحياء والفرقان والحلال وفقده صديقه الحبيب الفريق صديق الهادي الخضر وفقده السودان كل السودان.. فقد كان ركنا متينا تستند عليه المجتمعات حين تميل للمشورة والحكمة والطرفة والتعليق الساخر..
* مات الفريق طاهرا عفيفا نقيا لم نسمع عنه سوءا الا أنه كان أين جلس ضحك الناس لحلو حديثه وخفة دمه وجمال اسلوبه ورقة مشاعره وطيبة قلبه وترك أثرا طيبا علي نفوس ونفسيات كل من عرفه اوقرأ له أو سمع به .
* كان الفريق محي الدين شاعرا وحكيما ورزينا وحصيفا ورفيع الذوق .
* كان كاتبا صحفيا تتسابق عليه اخيرة كل الصحف لجمال مفردته وحلو تناوله للقضايا باسلوب ندر أن يكون اليوم او امس او مستقبلا متوفرا… فكان اسلوبه خاص به يميزه عن كل الكتاب الآخرين .
* سيرته ذاهيةمنذ أن تخرج في كلية الشرطة برتبة الملازم في العام ١٩٦٧..عمل بمعظم مدن السودان المختلفة وكل إدارات الشرطة الي أن تقاعد برتبة اللواء لتتم ترقيته أخيرا لرتبة الفريق مع دفعته قبل وفاته باشهر قلائل كحقه الذي كان مهضوما.
* تقلد المرحوم الفريق محي الدين مناصب مهمة عديدة منها عضوا بالمجلس الإنتقالي ووكيلا لوزارة الثقافة والسياحة ومستشارا لذات الوزارة والتراث وكان مديرا للمكتب الصحفي برئاسة الجمهورية.
* كان الفقيد حكيما من حكماء الشرطة فألف كتبا منها الضحك في بيت البكاء واذكر حين فرغت من قراءة كتابه هذا … اتصلت عليه لأسجل له إعجابي بما قرأت في كتابه وسألته كيف نضحك في بيت البكاء يا سعادتك ؟ فقال لي ضاحكا رحمه الله وفي ذكاء عجيب أجابني الضحك امتداد للبكاء حين تصيبك هستيريا البكاء جنونا تضحك ولا تدري أنك تبكي وتبكي ولا تدري أنك تضحك وكانت إجابة خارج نصوص الكتاب ألم اقل لكم انه كان يفهم رحمه الله حتي لغة الأغبياء .
* وكتب كتابا اخرا أسماه الضحك المسيل للدموع
واخر أسماه الضحك السكوتي.
* له تحت الطبع كتاب (خطأ وصاح) وديوان شعر منشور بالعامية شمل العديد من القصائد …وديوان عيال مهيرة ينتظر الطبع .
* الموت حق وكلنا سنموت والمابموت وين بفوت ؟ مات الفريق محي الدين محمد محمد علي وترك في النفس الما وحزنا والعين تدمع والقلب يحزن وانا لفراقك يا محي الدين لمحزونون.
سطر فوق العادة :
العزاء لابنه كمال واخوته وأسرته الصغيرة والكبيرة ولصديق عمره ودفعته الفريق صديق الهادي الخضر والفريق أول عثمان الشفيع شفاه الله وعافاه امين ..الفقد جلل …انا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولاقوة إلا بالله.
(ان قدر لنا نعود)

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى