مقالات

د حسن التجاني يكتب : ضابط السجن…!!

وهج الكلم

د حسن التجاني يكتب : ضابط السجن…!!

* الحديث عن السجون السودانية له طعم خاص فقط من مفردة السجن تهذيب وتدريب وعقوبة …والعقوبة المعنية تأتي اخيرا يمحوها التهذيب والتدريب الذي يجده النزيل بنهاية المدة.

* من اصلد العناصر العسكرية في مفهوم العمل العسكري في قوانين الشرطة التي تنتمي لها قوات السجون هم ضباط وأفراد قوات السجون وهم الأكثر علما ودراية بفنيات عملهم الانساني الذي تنص عليه قوانين السجون

عالميا تأتي سجون السودان في مقدمة هذه القوات عسكريا وانضباطا وفهما وهم الذين تخرجوا علي عهدهم من اقوي كليات العمل العسكري وهي كلية السجون التي كانت تطبق مفاهيم العمل العسكري والانضباط باعلي درجات الكفاءة ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

* العمل داخل السجون مدرسة اجتماعية عريقة تقوم علي البحث العلمي الاصيل بكيفية إعادة المحكوم عليهم جنائيا الي المجتمع اسوياء في كثيرهم وتعديل سلوكهم الي السلوك القويم المستقيم بل تدريبهم وتصنيفهم

تصنيفا دقيقا كل حسب جرمهم الذي اتوه قبل ادانتهم به واعادتهم الي المجتمع بشرا اسوياء.. وما اصعبها مهمة واقساها مهنة ان لم يكن هؤلاء الرجال علي دراية عالية بمهامهم وواجباتهم التي تدربوا عليها بكفاءة عالية اهلتهم ليصبحوا بها قدر هذه المسئولية الإنسانية العظيمة

وعلماء الاجتماع وعلماء النفس حاضرون في المهمة هذه.
* العمل مع النزلاء بسلوكهم المختلف داخل السجون يتطلب مقدرة عالية للتعامل معه وهكذا كان رجالات السجون علي قدر هذه المسئولية الشاقة.

* سمعت وقرأت خبرا عبر الوسائط والصحف بإصدار احدي المحاكم بادانة ضابط شرطة برتبة اللواء لمخالفته تعليمات المحكمة وعدم الانصياع لأوامرها في امر اداري بحت دون الانتظار و التأكد من تفاصيل الواقعة…انه لم يفك قيود احد المتهمين لمثوله أمام المحكمة وعدم

الإلتزام بأمر المحكمة ولوضع المتهمان في بلاغ واحد في جريمة بالاشتراك بينهما هما متهمان فيها في غرفة واحدة…ولم يعلم حينها القاضي تفاصيل الحادثة حيث أن المتهمين كانا علي شجار بينهما وضرب يمكن ان يؤدي

الي ضياع أحدهما وتصبح مشكلة اكبر مما يتوقع الذين لا تقع عليهم مسئولية حمايتهما حتي ينالا حكمهما براءة او إدانة بالقانون امام القضاء .

* شخصيا احترم القضاء السوداني جدا وكتبت فيه كثيرا اننا نفخر بقضائنا السوداني وقضاتنا السودانيين ونفخر بهم داخل وخارج السودان ومازلت علي هذه القناعة الي ان يرث الله الأرض ومن عليها لكن احيانا تحدث بعض

الحيثيات تحتاج منا كاعلاميين توضيح الحقائق للرأي العام فيها حتي لا تفهم خطأ ان هناك عداء في وسط أركان العدالة وأنهم ليسوا علي قلب رجل واحد لاكمال العملية العدلية بالبلاد وتهتز صور العدالة لدي ذات الرأي العام .

* يجب ان يعلم الجميع أن العلاقات طيبة جدا بين الذين يعملون في العملية العدلية بالبلاد لانهم دائما علي قسما غليظا حكمه فقط عند رب السماء ولكنها أخطاء إدارية تقع دون قصد يفسرها البعض علي هواهم واجندتهم الخائبة .

* الذي حدث ماهو الا خطأ اداري لم يصل بالتفصيل الواضح لقاضي المحكمة حينها بالصورة الصحيحة التي انتهجها السيد اللواء او ضابط السجن من اجراءات يري انها من ضوابط عمله الأصيلة للحفاظ علي الأرواح التي

اؤتمن عليها وهو المسئول عنها ان لم يكن قد قام بها لاعتبر وفق قانون السجون الحصيف الدقيق انه مقصر تماما ويعاقب عليها بالقانون لكنه كان حصيفا ومدركا لمهامه والا أدانه القاضي نفسه ونفذ فيه القانون بتهمة التقصير في اداء الواجب .

* هي اجراءات إدارية تقصير من العمل الاداري هنا وربما هناك في انه لم يعرض رد مدير السجون علي المحكمة في استفسارها حول سؤالها بتفصيل الحادثة قبل انعقاد جلستها تلك مما جعل السيد القاضي الذي نحترمه ونحن لا نعرفه انه بني قراره بالعقوبة علي السيد اللواء دون

السؤال عن اين رد مدير السجون وهل وصل الرد ام لم يصل بعد وهذا من حقه.
* لانشكك حاشا لله في قرار السيد القاضي ولكن نقول الحقيقة حسب ما علمناها من السيد مدير عام السجن

شخصيا حين سألناه كصحفيين لمعرفة الحقيقة ونقلها للرأي العام لتتضح الرؤية.
* واحتراما لقرار السيد القاضي اهتمت الشرطة بتحقيق دقيق مع الضابط الذي صدر في مواجهته الاتهام بل

الادانةوأوضح سعادته الحقيقة كاملة وأوضح موقفه القانوني من الاجراءات التي اتخذها في مواجهة المتهمين .

* السجون في السودان ياسادتي تعمل بمهنية عالية ودقة متناهية ندر ما تقع منها كارثة كهذه ونحن نتابع عمل السجون عن قرب بحكم مهنة الصحافة وقوانين حقوق الانسان التي يشيد بها العالم وأننا شعب متفرد نقدر

الانسان الذي كرمه الله علي سائر مخلوقاته وضابط السجن انسان سوداني اجتماعي محلي (بضم الميم وفتح الحاء) بمفاهيم الإنسانية الحقة التي ارتضاها الله لعباده في الأرض.

سطر فوق العادة :
رسالة الاعلام التي تعلمناها ان تصل الحقائق للرأي العام كاملة عبرها فهي أمانة من خانها فقد خان الله قبل البشر .
(ان قدر لنا نعود)

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى