د حسن التجاني يكتب : توقف رنين موبايلي..فهدأت !!
وهج الكلم
د حسن التجاني
توقف رنين موبايلي..فهدأت !!
* الوظيفة العامة مهلكة ومتعبة خاصة لو كنت فيها مخلصا وصادقا …ومحبا لها وتعمل لأجل مراميها وأهدافها فقط.
* لكنها ممتعة وجميلة اذا قصدت بها باب الله في خدمة خلقه ومساعدتهم ووظفتها لحل كرب الناس في الدنيا …فك الله لك بها كربا من كرب يوم القيامة.
* للوظيفة أصدقاء يمكن تصنيفهم ولك انت صاحب الوظيفة (اخوان وظيفة).. وأصدقاء لك انت وليس للوظيفة …ركز علي دي عديل .
* قبل الموبايل ان يكون ماثلا بين الناس كانت الزيارات المباشرة من أصحاب وأصدقاء الوظيفة تكون منتظمة ومستمرة ولا تنقطع لغرض الوجاهة الاجتماعية والمجتمعية..ولإظهار جانب القوة ولتحقيق أغراض يعلمها صديق الوظيفة وحده .
* الموبايل قصر المسافة وحفظ ماء الوجه لصديق الوظيفة فمحادثاته تكون يوميا صباحا ومساءا و(الضهرية) تكون مهمة جدا لزوم الاهتمام وتحقيق الهدف.
* هي طبيعة البشر بحسن النية وغيرها وما بينهما…
* وهذه الصداقة و(الصحبية) المؤقتة والمرتبطة بفاعلية الوظيفة تنتهي بنهاية صلاحياتك لممارستها ..فتنخفض المحادثات الثلاثية من ثلاثة لاتنين ثم لواحدة ثم تتوقف.
* فإذا كان عدد اصحاب وأصدقاء الوظيفة كثيرين فسيظل رنين جرس الموبايل يعمل علي مدار الساعة دون توقف وبمجرد مغادرتك للوظيفة يبدأ الرنين في التعداد التنازلي الي ان تظل رنات الأصدقاء الحقيقين والإخوان الصادقين هي سيدة الرنات في موبايلك…هذه لا تتوقف اطلاقا لانها ليست مرتبطة بالوظيفة ولكنها مرتبطة بك انت ..كيف حالك واحوالك وصحتك وموقفك ووليداتك واسرتك وماهي خططك لي باكر ونحن جنبك
ومعاك بس (أششر) .
* لذا يقولون لك أن الناس معادن كل حسب جودته..ففي المعادن الذهب وفيها النحاس وكلها مفيدة ولكن بدرجات الأهمية يتم التصنيف والتقرب والتقريب ..فليس النحاس كالذهب فيقولون لك هذا معدنه من ذهب… اي لا يتغير ولا يصدأ ولا تغيره المواقف ولا تجرفه رغبات من تكون أنت الا من أنت فقط ؟
* لكن الشخص هو الذي له أن يحدد نوع أصدقائه ويمكن ان تكون له مقدرة عالية في التصنيف لهذا النوع من القوم هذا بالطبع اذا كان (لميحا) و(ذكيا).
* الذين يعملون في الوظيفة لاجل المواطن والوطن لا يفقدون كثيرا من هذه الرنات في هواتفهم .. بل تظل كثيرها متواصلة لا تتوقف لانك تجبر اصدقاء الوظيفة ان يفهموا ان فيك خيرا لهم وان انتهت الوظيفة … وهؤلاء يستمرون في الاتصال بك.
* الوظيفة بالطبع اهلنا يقولون فيها ويشبهونها ب(ضل الضحي) وأنها زائلة وسرعان ما ينتهي بريقها ولمعانها فأفضل لك من بدايتها ان تجعلها لله خالصة وليس لأشخاص ولا تخص بها احدا دون الاخر والآخر له الحق في امتيازاتها.
* حين تغادر الوظيفة يهدأ بالك وتنوم عينك ويستقر حالك والمعاش ليس نهاية المطاف بل منه تبدأ الحياة ويحمد للمؤسسات عامة في السودان …انها تستغني عن كوادرها وهم في عز عطائهم ولكن للاسف بغرض المنافسة (الصدئة) بين بعضهم البعض انا ابقي وانت تذهب…وهذه لعلمي صفات البشر خلقهم الله عليها والشاطر يفرق بين متع الدنيا وعذاب الآخرة بجريرة ظلمه لاجل متاع الدنيا ونعيمها الزائل.
* في النقاش ودراسة صغيرة اجريتها مع بعض الاخوة الذين غادرتهم الوظيفة تكشفت لي كثير من الحقائق ان كثيرا من البشر صاروا غير صادقين في صداقاتهم وأنهم يربطون الصداقة بالمصلحة متي انتهت المصلحة يتركونك دون السؤال عنك واكتشفت من مرارة حديثهم ان هواتفهم توقف رنينها ولم تعد كما كانت وهم علي وظائفهم تلك.. قلت لهم ان الله أراد بكم خيرا وقلت لهم ربما صمت هذا الرنين حساسية مفرطة من اصدقائكم تجاهكم ولا يريدون ان يزعجونكم اكثر ويظنون انكم اصبحتم لا حول لكم ولا قوة.
* لكن لم اقارن نفسي بهؤلاء وغيرهم فاصدقائي لم اجعلهم يلتفتون لا قبل معرفتهم بي ولا بعدها بل جعلتهم هم هم …فلم تكن استجابتي لطلباتهم كلها ايجابية فكثيرها توقفت عند حدود امكانياتي وعلمتهم علي طبيعتي واعلمتهم وكشفت لهم حدودي وإمكانياتي وعبارة (لو تقدمت لاحترقت) كانت شعاري ..الذي بينهم وبيني.
* لا تستجيب لصديقك او صديق الوظيفة في كل شئ و كأن لك مفتاح النجاة… فعلمه ان لكل اجل كتاب وعلمه ان هناك حدود يجب التوقف عندها في مهام الوظيفة وأخبره انك تنفذ ما يرضي الله ورسوله وأنك تعمل وفقا للقانون واللوائح التي ارتضاها المواطن نفسه هنا وبهذا تتكشف لك معادن البشر مبكرا وتبني استراتيجيتك علي ذلك فلن يتوقف رنين هاتفك محبة وصدقا ووفاء وتقديرا وشتان مابين رنين الطلب والطلبات والكلفة والتكليفات ومابين رنين المحبة والمحبين والمحبات .
* صادقوا الناس لاجل محبتهم لاجل اخلاقهم لاجل حسن معاملتهم لطيب معشرهم وجبر خاطرهم لا تصاحبوهم لاجل وظائفهم واغراضكم لديهم دعوها تأتي لوحدها حتي لا تفسد ما بينكم ماهي أنفع للغد ..
* سطر فوق العادة :
حين ينقطع رنين (موبايلك) فتحسس بطاريته ورصيده وصلاحيته اولا قبل ان تلقي اللوم علي صديقك فربما لا يكون من أصدقاء الوظيفة…والله جد
(ان قدر ونا نعود)