مقالات

د حسن التجاني يكتب: انفراط عقد المجتمع كيف العودة..!!

وهج الكلم

د حسن التجاني

انفراط عقد المجتمع كيف العودة..!!

* المجتمع السوداني ده كان مجتمع محافظ جدا ومسالم
ومتماسك ده لو قارنته بمجتمعات جوار اخري قريبة وبعيدة.
* ياخ نحن كنا مؤدبين شديد …وانضباطنا عالي
واخلاقنا سامية حتي زمن قريب …و بالطبع في ذات ذلك الزمن هناك من يتصفون بعكس هذه الصفات تماما ولكنهم قلة لا تذكر…. لكن للأسف أصبحوا هم الغالبية الان والقلة هي التي مازالت تقبض علي الجمر ومازالت بعض الاسر بخير.
* لا ننكر ابدا ان السجائر كان موجودا والمتعاطون له بالكوم لكن معروف وسط الكبار فقط ونادرا جدا ان تجد من يتعاطاه وسط الشباب وبالدس من المجتمع نفسه والاسرة اكثر (دسا) واذا انكشف امرك فانت وكأنك خارج عن الملة والعياذ بالله.
* ادب عجيب وانضباط شديد …وكانت السيجارة تعرف بالسيجارة الحمراء تفريقا بينها والخضراء وهي البنقو وهذا دليل تواجد الخضراء ايضا منذ ذلك الزمن ولكن محصورة في نطاق ضيق لمراقبة الاسر لابنائها مراقبة دقيقة ومسئولة .
* وكانت المراقبة متوفرة في كل زمان ومكان في افراد المجتمع كلهم فكل الآباء مسئولين عن اولاد وبنات المجتمع يحق لأي شخص ان يؤدب دون الرجوع لأخذ الأذن في مراجعة وتأديب من يخرج عن الضوابط المجتمعية المعروفة.
* فالاب مسئول والعم مسئول والخال مسئول والجار مسئول والاستاذ المعلم في المدرسة مسئول لذا كانت آليات الرقابة كثيرة ومتعددة لذا كان السلوك العام منضبط يسوده الادب والاحترام وكلمة الكبير مسموعة دون أي اعتراض عليها.
* الان ماعاد الحال كما كان بل انفك قيد الرباط المجتمعي وتفككت كل روابط الاسر وصارت كلمة الاب نفسها غير مسموعة وغير معتمدة في الكثير من الاسر وغاب دور الاب ودور الام حتي وصار الأبناء يصولون ويجولون وينغمسون في كل السوء دون ان يكبح جماحهم احد لذا تاهوا تماما في الوصول والاستمرار في الطريق المستقيم.
* الأدهي والأمر حتي البنات انفك عقد رباطهن بالأخلاق وصرن يفعلن كل ماهو معارض لاخلاقهن التي تربين عليها امهاتهن خير تربية.
* الان البنت تتعاطي اي شئ ودون استحياء وحياء الا بالطبع من رحم ربي فيهن واكرمهن فيهن القابضات علي الجمر في الزمن الصعب.
* عادي تجد مجموعة من البنات يجلسن في الأماكن العامة ويطلبن الشيشة بمواصفاتها واخريات يتعاطين السجائر عينك يا تاجر ويعدن لاسرهن في اوقات مع فجر كل يوم ثاني دون ان تسألها ام ولا حتي اب اين كانت وحين السؤال وان ورد تكون مسرحيات الكذب والتلفيق واردة للخروج من الموقف الحرج.
* لكن يجب السؤال هنا ما الذي جعل الحال يصل لهذا الحال السئ بالمجتمع السوداني العفيف المعافي ؟
* عوامل كثيرة ومتعددة وشائكة ومتداخلة بنسب مئوية مختلفة ومتفاوتة…ليأتي علي حد تقديرنا علي رأسها الظروف الاقتصادية التي فككت رباط المجتمع وجعلته مجتمعا باهتا هزيلا لا حول له ولاقوة فالاب صار غائبا باحثا عن سد حاجة الاسرة وضروراتها والنتيجة العجز لتحقيق ذلك وعند الحاجة يحدث التصرف السئ هنا وهناك …سرقة اختلاس احتيال قتل جريمة سجن ثم تفكك تام للاسرة ودقي يا مزيكا هذا هو الذي يحدث الان دون تفصيل وشرح .
* الان الحال لا يسر والوضع سئ…. من بالله عليكم لهذا المجتمع واعادته لما كان عليه ؟ وهل يمكن ان يصبح ذلك ممكنا ؟
* هل ضوابط وأخلاق المجتمع تستطيع أن تجعل ذلك واردا وبهدوء؟ .
* كيف يمكن معالجة الشرخ الذي حدث بالمجتمع هل تعالجه الحكومات وبالطبع هي المتسببة فيه ؟ ام يعالجه المجتمع نفسه وهو الذي يدفع فاتورته الغالية الدفع؟ …كلها أسئلة حاضرة وحائرة تنتظر إجابات من جهات الاختصاص …لقد ضل المجتمع طريقه السليم الصحيح وانحرف مساره …بالله عليكم من يعيده لصوابه.
سطر فوق العادة :
الدولة بحكوماتها يمكن بسلطتها وقانونها ان تفعل ذلك… ولكن هل ستفعل؟
(ان قدر لنا نعود)

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى