د حسن التجاني يكتب: الموت يغيب طيفور ..!!
د حسن التجاني يكتب: الموت يغيب طيفور ..!!
وهج الكلم
* مات د طيفور الأمين حافظ القرآن وصاحب الصوت الجميل في تلاوته
* مات صاحب القلب الطيب
الرجل الزاهد المتواضع التقي الورع صاحب الكلم
الموزون … مات طيفور ولم تجف دماء امه في قبرها بعد فهو الذي رافقها للعلاج بالقاهرة وهكذا فعل مع والده حتي مات ..اشهد له انه كان بارا بهما وقد شهدت ذلك بنفسي يوم ان جلست لهما في حضوره وكيف كانا
يتحدثان عنه برضاء ودعوات.. مات والده فلحقت به زوجته والدة طيفور بعد ان كان فرحا بعلاجها وشفائها ولم تمر ايام قلائل حتي لحق بهما اليوم ليسكن لجوارهما راضيا مرضيا.
* سبحان الله تجاور مقابر الحلفايا منزل المرحوم طيفور فهو الذي يترحم علي موتاها ليلا صباحا ولكن احب ان يدفن لجوار والديه بقرية برانكو بشرق الجزيرة فهي مسقط رأسه
وملاذه عند المحن… كان كلما يشتد به الزمن قسوة يشد الرحال لوالديه هناك كل أسبوع ضمن زياراته الراتبة لهما ويأتي مغسولا برضائهما ودعواتهما له فيحدثني ماذا قالت له امه موصية اياه وبماذا يزوده والده من نصح وصبر وزهد لامر هذه الدنيا.
* تخرج د طيفور من كلية التربية جامعة الخرطوم وواصل فيها حتي نال درجة الدكتوراة بجدارة والتحق بالشرطة الدفعة (٦٠) وكان نعم الضابط الراشد الواعي الحكيم … كان مرشدا وناصحا لدفعته يحل كل مشاكل
زملائه بحب ويتصدر لها حتي يحلها ولا يخبر بذلك احدا ب( عبارته الثابتة ) …لن يحدث الا كل خير وأمر المؤمن كله خير …فهو لا يريد جزاءا ولا شكورا.
* لدكتور طيفور من الأبناء الحمد لله ذكورا واناث ولم يكن لهم والد فحسب بل كان لهم صديقا حميما يلتفون حوله ولا يفارقونه
لكن فارقهم اليوم… يا حزني عليهم ويا المي ويا بكائي علي حالهم فقد فقدوه اليوم ابا وصديقا وناصحا وحبيبا علمهم وادبهم واحسن تربيتهم ولكنه لم يفرح بفرحهم فقد مات.
* لا أبكي علي طيفور فالموت حق وكل نفس زائقة
الموت…ولكن ابكي علي سلوك رفيع فقدناه وأدب جم الفناه وروح متسامحة ذهبت عنا دون ان تستأذننا
مودعة حتي.. فكان موته سريعا ومازالت ابتسامته علي وجهه باقية علي اعيني
لا تفارقها.
* كان ضابطا زاهدا ومعلما راقيا وقائدا راشدا واعيا.
* طيلة فترة معرفتي به ونحن طلاب كلية الشرطة لم اشهد له خلافا كما الحال بين الطلاب في أمر دنيا بل كان يتوسط الجميع في حلقة التلاوة قارئا له صوت يهز كياننا
متي ما تقدم الصفوف او اعتلي المنابر فقد كان إماما لمسجد جامعة الرباط الوطني في خطب الجمعة .
* كان طموحا امينا وكنت أقول له هذا في حياته وليس كما اقولها لكم اليوم وقد غادرنا عن هذه الفانية ووجه البسيطة هذه .
* كان ضمن الضباط الذين احيلوا في كشف ٢٠٢٠..كشف (مجهول الهوية)… فوجدته راضيا صابرا لم تصدر عنه كلمة جرح بها احدا ولا لفظا مؤذيا في حق احد فكان يقول لي الحياة المهنية قطار كل ينتظر محطته ليغادره
وهذه محطتي فيه فقد حان رحيلي عن هذا القطار .
* بعد ان احيل من الشرطة وهو في كامل عطائه… عمل باحدي الشركات العربية التي عملت بالاستثمار في السودان فكان نعم السوداني الاصيل الذي وجد احترام
المسئولين بالشركة العرب ونجح نجاحا كبيرا وحقق مكاسب كبيرة حتي أحبوه والفوه لنزاهته وامانته فكان لهم القوي الأمين.
* مات اليوم بجناح الحضيري بمستشفي الشرطة دكتور طيفور في أعظم ايام الله وابركها العشر الاواخر من شهر رمضان المعظم وليلته المنتظرة ليلة القدر .. في هدوء بحسن الخاتمة وهو علي فراشه الابيض .
* لا نبكي اليوم طيفورا ولكن ندعوا له بالقبول الحسن
وان يصبر الله اسرته الكريمة الصغيرة والكبيرة
علي فقده الجلل فقد كان ركنا قويا معتقا في اسرته
وهو صاحب الشورة والمشورة ولكن العزاء في الصبر ان
طيفور سيظل باقي فينا ما حيينا بكل جميل صنعه فينا وفي اسرته وشرطته ووطنه الحبيب (السودان) فقد عمل له جنديا مخلصا صادقا حتي ترجل ومابرح يقدم له حتي
غادرنا اليوم الي الدار الآخرة التي كلنا لها ولو بعد حين.
* وداعا طيفور الي جنات الخلد باذن الله … وتعازينا لدفعتك المكلومة الدفعة (٦٠) فقد تركت فيهم اليوم حزنا
سيظل باقي ما بقوا
علي وجه هذه البسيطة.
سطر فوق العادة:
اللهم ارحم عبدك طيفور
وتقبله عندك قبولا حسنا
ولا حول ولاقوة الا بالله.
(ان قدر لنا نعود)