د حسن التجاني يكتب: البرهان.. والفال لينا بفال حماد…!!

د حسن التجاني يكتب: البرهان.. والفال لينا بفال حماد…!!
* الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان….زول سوداني عاش في السودان من الشرق الي الغرب فالوسط والشمال و(ساط الدنيا سواطة)…بمعني أنه صال وجال فيهاضابطا في ريعان شبابه وما أعظم قيمة الضابط ايا كان جيش
شرطة أمن ما أعظم قيمته الاجتماعية في الأقاليم والولايات …فالمقاعد الامامية في الحفلات لهم والعشاء الخاص لجنابو …وهو صاحب الكلم في وقتها.
* حماد واحد من الذين يقومون بادوار الخدمات الجليلة لهؤلاء الضباط تقديرا واحتراما لهم بحكم انهم من (شفوت) الأحياء
ويظلوا يلازمون الضباط في كل المناسبات لتسلط عليهم أضواء المجتمع بحكم أهمية الضباط في تلك المجتمعات …وبذا يجدون ايضا هم أهمية لدي هؤلاء الضباط ويساعدونهم في حلحلة اجراءاتهم ولغيرهم من أفراد المجتمع بحكم معرفتهم اللصيقة بالضباط.
* وهذا النموذج متعارف عليه في مجتمعات الولايات …خاصة عندما يكون الضابط غريبا علي المجتمع يحتاج لمن يبصره في أمور حياته بالمجتمع الذي اقدم عليه .
* السيد الرئيس البرهان زول متواضع جدا وزول ذكي استفاد من تجاربه القديمة في هذه المجتمعات وهو ضابط لينقلها معه وهو قد اصبح رئيسا وبالامس القريب كان مجرد ضابط..وبذا لابد أن تكون له علاقاته الشخصية ومعارفه الخاصة مع الميكانيكي والنجار والسواق والنقاش والتاجر .. الأذكياء امثال الرئيس البرهان (الشفوتة) لا
يقطعون هذه العلاقات السابقة بل يحتفظون بها ليوم كهذا يكونون فيه اقرب بهذه العلاقات الي العامة من الناس وهذا يضمن لهم استمرارية المحبة في شريحة المجتمع المستضعفة زمنا وهي استراتيجية كسب الشارع العام
عبر امثال حماد.
* لاحظ رئيس البلد كلها عندما يبحث عن مواطن بسيط ويسأل عنه عبر اعلام (السوشال ميديا)
اولا يؤكد ان الرئيس متابع ممتاز لما يجري من البسطاء …ثانيا يؤكد ذلك أن البرهان خطيييير في استقطاب اي شخص مهما تواضعت مكانته او تعالت…وبذا يضمن شريحة وقاعدة كبيرة جدا لأن امثال حماد يملك إمكانيات اعلامية تقليدية عالية جدا بحكم انتشاره وتغلغله في مجتمع الدندر …ثالثا تؤكد جدعة البرهان هذه انه زول ود بلد بسيط …وعالميا لها صداها.
سبق أن قام بذات التجربة الرئيس السيسي في مصر ولكنها ليست بهذه العفوية بل كان مخطط لها.
* لكن إذا قيمنا من هو الكسبان في هذه (الجدعة) نجد انهما الاثنان …فالبرهان حقق هدفه الذي رسم له وحماد جاته ليلة القدر (عدييييييل) كده…(لينا بي حاله في اللقاء والحج).
* صار حماد شخصية عالمية من صنع الرئيس في دقائق فقط ..لمن قال (انا قلت ليهم فتشوا لي حماد وين)
…ضجت الاسافير والاعلام بهذا الحديث وعلي فكرة بعض الناس استهجنوا هذه الجدعة كيف رئيس دولة ينزل لزول عادي والبلد تمر بظروف قاسية ولا يدرون ان سعادته يرمي لاشياء
لها ما بعدها وربنا أراد للسيد الرئيس ان يأتي لهناك عشان نادي المنادي حماد للحج هذا العام …وهي مرسومة كده وبالشكل ده تحديدا و(العجبو عجبو والماعجبوا يعترض علي امر الله كان يقدر)…والله جد.
* لا أعرف اذا كان السيد الرئيس علي سابق معرفة بالاخ حماد او لا… لكن المهم هو مواطن سوداني قلبه حار عبر عن شعوره الدفين في خلال معركة الكرامة وعن سوء
أفعال الدعامة وعبر عن غضبه بصورة صادقة جدا دون تكلف وايا كانت عبارته التي عبر بها سالبة او إيجابية او خادشة للذوق العام هي تعبير صادق بكراهية هؤلاء
الاقذام المرتزقة وانا شخصيا لهؤلاء الشرذمة لا اتحرج في قولها …لأنهم اقل ما يمكن أن يوصفوا بهذه العبارة التي جاءت علي لسان حماد موضوع وهج اليوم…(والله روحي محرقاني قربت اقولها).
* بدون اي تردد في قراري الشخصي عن مقابلة الرئيس لحماد اقول هي مقابلة موفقة جدا وترمز لكثير من المعاني والمضامين الحياتيةالسودانية.في مجتمع يعيشه البرهان يوميا ونشأ فيه وترعرع الي ان صار ضابطا (مالي قاشه) وقدر المسئولية الرئاسية وزيادة.
* لكن كده نعرج شوية علي شعور حماد وقد داهمه السيد الرئيس فجأة وأعتقد داخل مبني حكومي ماذا كان احساسه لحظتها لو كنت هناك لسألته مباشرة عن هذا الاحساس هل كان مطمئنا لهذا اللقاء وماهي الملاحظات والانطباعات التي خرج بها من هذا اللقاء و(القلدة) الحميمية من السيد الرئيس له؟
كلها أسئلة تنتظر من الإعلام استنطاق حماد حولها لأنها علي حد اعتقادي ستصبح ذكري تجبر الخاطر وواحدة من جدعات السيد البرهان التي سيدونها التاريخ زي الأغنية التاريخية …(جات دانة تضرب الخرطوم ضربت حمار كلتوم) فصار الحمار اغلي ثمنا وقيمة من يومها فما بالك بأن يقالد (الكاهن الشفت) البرهان … حماد الإنسان العاقل الوطني البسيط….قطعا سيكون التاريخ لها بالمرصاد… وتسير في الاسافير عبر الاجيال جيلا بعد جيل .
سطر فوق العادة :
حرص القادة والعظماء والرؤساء علي مثل هذه (الجدعات) جزء أصيل لو اتيحت لهم الفرص حولها… وما كل الرؤساء يجدون حظهم في ذلك (ظابط) فهي نادرة يختص الله بها بعضهم دون سائرهم …ذكرتني ظاهرة حماد هذا بقصة المذيع الذي كلن شهيرا يومها علي عهد الرئيس جعفر
نميري رحمه الله وبارك الله في عمر البرهان …كان المذيع مسئول عن تقديم الاحتفال وكان النميري فيه مشرفا ..وجاء دوره ليقدم السيد الرئيس وفاتت عليه معرفة رتبة السيد الرئيس نميري وقتها …فقدمه بالفريق جعفر محمد نميري او هكذا تدور القصة في معناها وعندما اعتلي السيد الرئيس المنصة ذهب مباشرة للمذيع وتحدث معه خلسة
(مشير)(مشير) ياحمار ….وعندما انتهي الحفل اجتمع الناس حول المذيع ليسألوه عن ماذا قال له الرئيس ..طبعا ما ممكن يقول ليهم شتمني والا كتب نهايته (من الذين يحملون السواطير حول الرئيس) ..ولكن كان (مفتح)قال ليهم قال لي انت وين زمن ما شايفنك مناديا اياه باسمه
لازم تجيني في القصر….ومن يومها المذيع ماسك رسن توجيه الآخرين المسئولين بالاعلام …فقط تحت عبارة الرئيس ب(عرفني وكلمني)…فدحين يا حماد الرئيس قال ليك شنو تاني؟ (لينا بي حالك)!! (الاداك بالكوريك يدينا بالمعلقة).
(ان قدر لنا نعود)