مقالات
د حسن التجاني يكتب : الألم يعصرنا يا خالد !!
وهج الكلم
د حسن التجاني
الألم يعصرنا يا خالد !!
- هكذا هي الشرطة لا تجعل الروح رخيصة الا فداءا للوطن وحماية للمواطن…وهذا قسما غليظا قسمت عليه يوم ان انبرت للعمل الشرطي واخذت تعضيدا علي فكرة وجزئية (حتي لو ادي ذلك للمجازفة بحياتي) كم هو قسما غليظا وقاسيا لو تعلمون …وما احلي الروح واغلاها وهي تغادر الجسد ليبقي الاخرون امنون .
- شرطة كل يوم وهي تقدم شهيدا يؤدي واجبه بإخلاص وتفان وهو يعاني الأمرين امر مواجهة الحياة القاسية لاهله وامر يضعه امام القسم الغليظ امام الله ورسوله الكريم…دون من ولا اذي غير انه يبتغي فضل الله بوم لا ظل إلا ظله وتشهد عليه السموات والارض انه جاء لله خالصا مخلصا في اداء واجبه .
- كل يوم يمر علي الشرطة وهي تزداد حزنا والما وفقدا لعزيز في اوساطها ولا تتوقف ولا تركن ولا يهدأ لها بال الا حين تري دفاتر احوالها هادئة دون بلاغ يسجل ضد مجهول او جريمة وقد فكت طلاسمها مهما كانت معقدة وعصية علي التفكير في حلها الا وقد كشفتها و سددتها قضائيا.
- لله درك ايتها الشرطة وانت لا تبتغين اجرا ولا شكرا من احد الا من الله رب العالمين .
- قبل ان يلتئم جرحنا في فقدنا الجلل امس القريب بفقد احد منسوبيها بالخرطوم من ابناء القضارف اليوم تودع اخرا نالته يد الغدر بغتتة وهو يحرص علي تأمين ذات اليد التي اغتالته غدرا انه الشهيد خالد ادريس الشرطي الفني الذي يتبع لشرطة العمليات بشرطة القضارف وهو في ريعان شبابه جاء في وسط قوته لا يحمل سلاحا ناريا ولا عصاة اذية كما هم بل جاء حاملا قسمه الذي اقسم عليه يحمل ايمانا قاطعا برسالة مفادها المواطن والوطن اولا في حدقات العيون وممتلكاته مسئولية هو مسئؤلا عنها امام الله اولا وقادته في الدنيا ثانية هذا سلاحه وهذا زاده الذي جاء به لسوق القضارف وسط اخوته الاشاوس حارسا وامينا عليه وتأمينه.
- الشرطة الامنية المنتشرة في كل ميادين التظاهر نقلت الخبر لقائد شرطة الولاية سعادة اللواء حقوقي كمبال حسين كمبال انه احد جنودنا اصيب اصابة قاتلة والان بالحوادث بمستشفي القضارف وهب مسرعا الي هناك مع كل قياداته الشرطية مسعفا وناصحا ومرشدا لاسعاف شرطيه والنزيف ينهمر من عنقه ورأسه اجتهدت كل اطقم المستشفي لاسعافه بقيادة الطبيب مجدي الذي ظهر بروح الطبيب الانسان ولكن ما باليد حيلة وهنا تتوقف امكانياتهم في المستشفي فالحال فيها لا يسر ولا يطمئن مما دعي قائد الشرطة هناك لاتخاذ قراره الجرئ باسعافه لمستشفي الشرطة بالخرطوم بمشاورة مدير مستشفي القضارف العقيد د بهاء الدين فكانت الاجراءات في لمحة بصر جاهزة وتحرك الاسعاف به وسط اجراءات طبية من كادر مستشفي القضارف وزملائه الشرطيين متوجها للخرطوم علي امل الرجاء من الله ان يمن عليه بالشفاء تلاحقه دعوات اهل القضارف وزملائه في الشرطة ان يصل هناك سالما ويعود غانما الا ان يد المنون كانت اسرع رغم كل الجهود التي بذلت ورعاية مدير عام الشرطة وقيادة مستشفي الشرطة هناك الا ان الاجل قد تم وذهب شهيدا باذن الله يرافق شهداء الشرطة وما اكثرهم في جنة الخلود بمشيئة الله.
- استشهد خالد ولن يكن هو الاخير ولم يكن الاول بل كثر من سبقوه واخرون ينتظرون وما بدلوا تبديلا.
- ستظل الشرطة علي العهد باقية وعلي القسم حافظة لن يثنيها الموت عن حماية المواطن وممتلكاته والوطن اولا…لن تبرح الشرطة يوما مكانها ولن تتلكأ يوما في اداء واجبها مهما اعتراها من الام ومحن وتجريح وتقريح فهي علي العهد باقية وثابة ثبات الجبال لا تهتز ولا تتململ قيد انملة ليكتب التاريخ عنها يوما انها تنازلت عن اداء واجبها او تباطأت في اكمال رسالتها التي لن تنتهي يوما طالما كان هناك اكثر من انسان علي وجه البسيطة هذه .
- لله درك ايتها الشرطة ولا نريد أن نسترسل في جليل ما تقدمين من خدمات ونكران للذات لاجل انسان البلد فاليوم يملأنا الحزن ويعصرنا فقد خالد صاحب الخلق والاخلاق المنضبط المحترم المهندم شرطيا والناجح الكترونيا الفالح في تنفيذ التعليمات الصابر المؤدب الذي يخشي الله في وطنه ومواطنه .
- القضارف بواليها وشرطتها ومواطنيها تنتظر اليوم عودة جثمان الشهيد ليواري الثري في قضروف سعد والحزن قد عم الولاية كلها واتسعت رقعة الحزن فيها وفي وسط زملائه واحبابه واصدقائه وأسرته الصغيرة والكبيرة المكلومين لفقد عزيز جلل.
- نعزي قبيلة الشرطة من وزيرها ومديرها العام وكل قادتها هناك ونعزي السيد والي الولاية ومدير شرطة القضارف وكل منسوبي الشرطة هنا وهناك في كل السودان المنتشرون الذين يحملون ذات الهم والمسؤولية في حفظ الامن للوطن والمواطن …ونعزي اسرته المكلومة هنا وهناك وفي كل مكان ولانملك الا ان نقول مايرضي الله ورسوله ا(…نا لله وانا اليه راجعون ) وانا لفراقك يا خالد لمحزونون.
(ان قدر لنا نعود)