الأخبار

د. ايمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر…رحيقُ الجُمعة•••”السعادة” في منظور الإسلام

د. ايمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر…رحيقُ الجُمعة•••”السعادة” في منظور الإسلام

 

 

البعض يظن “وهماً”، والبعض الآخر يزعم “كذباً” بأن الدين الإسلامي يقوم على التزمُّت والتنطُّع والتشدُّد، و ربما يعتقد الكثير من غير المسلمين ، و غيرهم من “المتأسلمين” بأن ديننا الحنيف بعيد عن الدعوة الى سرور النفس والبحث عن (السعادة)..

ولهؤلاء نذكر بأن دين الإسلام هو (السعادة الكاملة) لأنه يجمع بين سعادتي الدنيا والآخرة؛

أما من ينسى دار “البقاء” ولايعمل لها ولايؤمن بها؛ وتستهويه دار “الفناء” وتستغرقه حتى لايعود يرى مابعدها – فهذا يعتقد “وهماً” بأن كل تعاليم الدين الإسلامي (قيودٌ مُكبِّلة) و أن هذه القيود لايمكن أن

تتوافر معها “السعادة” .. وهو مُحِق في ذلك ليس لأن هذه هي الحقيقة بل لأنه يبحث -فقط- عن تلك السعادة اللحظية الزائفة التي تقوم على المادة والجسد، وليس لها علاقة “حقيقية” بالروح والقلب والفطرة السليمة؛؛

■ولعل ماقادني لهذا الحديث عن (السعادة) هو تلك المقدمة الرائعة التي إستوقفتني وأنا أدلف لقراءة كتاب (مواعظ الإمام إبن قيم الجوزية) ، حيث ذكر مقدِّم الكتاب أهم المحاور التي إرتكز عليها الإمام “إبن القيِّم” وهو يكتب تلك المواعظ..

حيث كان من المُلفِت أن المحور الثاني بعد إلتزام الكتاب والسنة؛ كان هو محور (السعادة) ؛ حيث ذكر الكاتب أن الإمام إبن القيِّم كثيراً ماركز على “السعادة” والسعي في طلبها إذ هي غاية مايطلبه المسلم؛

حيث يرى أنها تقوم على ثلاثة أركان:
الشكر على النِعم، والصبر عند الإبتلاء؛ والإستغفار عند الذنب،

■و إن توقفنا هنا- لنستجلي حقيقة (السعادة) على عجل- نرى بأن هذه الأركان تجمع سعادتي الدنيا والآخرة ،
فمن يشكر الله على النِعم ينال سعادة الدنيا “بالمزيد” ويحظى بسعادة الآخرة بأن أدَّى شُكر النعمة ولم يجحدها،،

ومن يصبر عند الإبتلاء فهو كذلك يُصيب “سعادة الدارين” فهو راضٍ غير ساخط في الدنيا ويقينه أن ما أصابه لم يكن ليخطئه وأن ما أخطأه ماكان ليصيبه، وهو بذلك لايجزع ولايفزع ولا يصيبه الحَزَن لأنه يؤمن بأن صبره هو المنحة التي وهبهُ إياها الخالق في قلب المحنة-

■أما من يستغفر عند الذنب فهو كذلك من السُعداء الفائزين لأنه يعلم بأن ربه “غفورٌ حليم” وأنه يُحبُّ الأوَّابين، وأن باب المغفرة مفتوح في كل أوان وحين؛؛

■ فأي سعادة أكثر وأوسع و “أبقى” من سعادة المسلم الذي يسكن دار الممر بنفسٍ تشكُر فتزداد نعيماً، و تصبر فتنال ثواباً وأجراً عميماً، وتستغفر فتُصيبها الرحمة والمغفرة ، وهي تعلم “يقيناً” بأن خالقها جواداً كريماً..

● *نهاية المداد:*
-هذا هو الإسلام ..
وهذه هي السعادة الحقيقية “الدائمة” ، وماسواها ليس سوى برقٌ خاطف وسرابٌ بقيعة يحسبهُ الظمئانُ ماء ..

فالله نسأله الهُدى والتُقى وأن يرزقنا سعادتي الدنيا والآخرة..

#اللهم أرحم روحاً أغلى من روحي..

#اللهم أرحم أخي وحبيبي “أحمد” وأسكنه في عِلِّيين”..

-و…..
نلتقي إن كان بالقلمِ بقية#
*Dr.Ayman.A.latif*

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى