مقالات

د. ايمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر..حرب… لجوء… و هوان:《حفرة دخان》.. عنوان للسودان

د. ايمن لطيف يكتب: ..بالقلم الأسمر..حرب… لجوء… و هوان:《حفرة دخان》.. عنوان للسودان

 

 

دون تعميمٍ ظالم، و دون تحجيم لايُناسب حجم الفاجعة أكتب بمداد الحزن لأقول بأنني فيما مضى كنت أعتقد – ولعلي الآن أقفُ على أرض من اليقين الذي عضَّد وأيَّد ذلك الإعتقاد- بأن الإحترام والوقار والحشمة في المظهر والمسلك التي كان يُعرف بها “نساء وبنات السودان”- قد

إندثرت منذ عقود من الزمان، وأن ماكنا نراه من هذه الصفات “الحميدة” خلال ثلاث الى أربع عقود مضت لم يكن سوى تظاهر أقرب ال”النفاق الإجتماعي” وسط مجتمع “محافظ” بطبيعته وتربيته و “دينه”؛ وأن تلك الحشمة “التي إكتشفنا بأنها في غالبها مصطنعة” كانت

تقوم على بعض من خوف من ولي صالح “أب او أخ أو زوج”، أو وجل من عقاب “والي” كان يرفع شعار “الشريعة الإسلامية” والإنضباط في المظهر قبل المخبر- ويحكم بقانون “النظام العام” – حتى وإن حاد أو طغى وظلم وتجبّر،،

● أي أن الإحترام ، والحشمة التي كانت تكسو المظهر العام لحواء في “الشارع السوداني” لم تكن -في سوادها الأعظم- سوى “مظاهر خدَّاعة” تندرج تحت مقولة “مجبورة خادم الفكي على الصلاة”…

●والآن ..
عندما أنفرط العقد ، وغاب الولي- أو غُيِّب- و سقط الوالي و أُسقِط العقاب و “عام النظام” أصبحت فتيات ونساء السودان “الا من رحم ربي”- يمشين على “حل شعرهن” ويتبعن أهوائهن ، ويبدين زينتهن -ماظهر منها ومابطن-

ويكشفن عن مفاتنهن – لكل من هبَّ و دب، من غريب وليس “قريب”، ولايضعن إعتباراً لبعولتهن ولا آباءهن ولا إخوانهن؛ فعم الفجور وأنتشر السفور، فأشتعلت شرارة الإنحلال مع غياب “الحاكم” و “تغييب الأحكام” في الشارع السوداني بعد “ثورة ديسمبر” التي أُسيء

إستغلالها من قِبل دعاة التحرر والإنحلال وليس دعاة “الحرية والإعتدال”- ثم جاءت الحرب “العبثية” لتزيد طين السودان “بِلَّة” ، فغادر “الشعب المنكوب” أرضه وهاجر ، فهجرت نساءه “الا من رحم ربي”- بيت الطاعة والحشمة والإحترام؛ فأصبحت ديار “الغُربة واللجوء”

أشبه بالملهى الكبير أو 《سوق المتعة والهوى》 الذي لايحكمه دين ولا يُدين لعادات أو أعراف ولا يعترف بتقاليد،،،

●فأضحت صالات القاهرة معرضاً لكل ماجنٍ وغانيةٍ وسافرة ؛ و أزقَّتها مرتعاً لكل “عاهرة”، وصارت شوارع “فيصل وكعابيش” – بحسب ما قرأت لإحدى الأخوات الفاضلات- 《حُفر دُخان》 في الشارع العام ، يرتادها نسوة سودانيات أمام أعيُن الجميع؛ وتفوح منها روائح كنا نعدَّها في “عصر الحشمة” من المحرمات على العامة، ولانراها أو نشتم رائحتها الا في “ضهاري البيوت

وحيشانها الخلفية”- يلفها الحياء ولايكاد يجد ريحها الا 《الزوج》وبعض حوائط الجوار،،

●وكذا الحال .. أصبحت “جدة وغبيرة” وغيرهما- مرتعاً خصباً لبضاعة بنت أ.ف. ومن شابهها، أما عواصم ومُدن الإنحلال “الأوربية” فقد أضحت مسرحاً مفتوحاً “للكاسيات العاريات” من بنات الهوى “السودانيات” ،

وأضحت الفضائح على “اللايف” -على قفا من يشيل- وأصبح التيكتوك السوداني أشبه ب”الإنداية”، فلا تكاد

تصدِّق بأن من يُطِلُّون عبر هذا المنفذ المفتوح على الملأ ينعمون بشيء من الوعي أو تمام العقل، فلا “الشريف” حافظ على شرفه ولا أضحى الفحلُ فحلاً و لا الكهُل كهلاً؛ فحابل أشباه الرجال إختلطت بنابل “نساء السوء” فأصبح

مانراه من سفور وفجور “على عينك يا فاجر”- سوقاً لتجارةً تكسب “التكبيس” وتربح “الهدايا” ولايرى مدمونها بأنها ستخسر أو تبور،،

●لقد غاب الولي والوالي- فأمِن كل من كان يتدثَّر بعباءة الشرف “الزائف” العقاب فأساء الأدب، وظن من هجر “سودان الحشمة والحياء”- ظنَّ- وبعض الظن إثم- الا عودة لهذا الوطن الجريح ولارجوع لحُكم “النظام والإلتزام” ،،

●لقد كنت- ولازلت أعتقد بأن شعوبنا “التي تنتمي للدرجة التالتة ديمُقراطية” لازالت بعيدة تماماً عن مفاهيم الحُرية سواء “المأثورة من الدين” أو المستحدثة “من الغرب”،

فالحرية عندنا تعني “الفوضى” و “كل زول على كيفو”، والديمُقراطية تعني الخروج عن المألوف ومخالفة الأعراف والإصرار على إتباع الأغلبية “الفاجرة”- بعيداً عن أي قيد أو حد أو “نظام عام”…

●نختم بالقول-والتأكيد- على أن ثورة ديسمبر قد أُسيء إستغلالها من قِبل فئة ضالة مُضِلَّة -قادت السواد الأعظم- من شباب السودان الى محرقة الإنحلال والسفور؛ وقد خرج من كانوا يمارسون تلك الأفعال “المشينة” خلف ستار- خرجوا من مكامنهم ليفعلوها “على الهواء الطلق”

بلا خوف من ولي أو وجل من والي؛ وأكتملت الصورة “القاتمة” بتلك الحرب “غير المسبوقة” لنقطف ثمار الحرية “فوضى وإنحلال” والسلام “حربٌ ودمار” والعدالة “ظُلمٌ و طغيان وأستبداد”..

فلنرحم أنفسنا ولنتناصح وليقُم ماتبقى من سفارات سودانية “ديكورية” في بلاد “اللجوء” بشيء من مسؤولياتهم حتى يحافظوا على ماتبقى من سمعة السودان و “السودانيات”.. علّ الله يغيِّر مابنا “إن غيَّرنا ما بأنفسنا”…

*نهاية المداد*:
#عندما أصبحنا ننظر للدين بخُرم الإبرة ، صرنا نرى بأن التناصح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة شرع الله “ثانويات” لايجب أن يقوم بها الا “أصحاب الدقون

المتطاولة والجلابيب القصيرة” بين جدران أربعة ، ونسينا بأن الدين مسلك وحياة وأن عموده《مكارم الأخلاق》
وأنما الأُممُ الأخلاق مابقيت..
فإن هُمُ ذهبت أخلاقُهُم ذهبوا…


اللهم أرحم أرواحاً فاضت إليك وأغفر لمن رحل من دار البوار الى دار القرار#
و……
نلتقي إن كان بالقلم بقية#

*Dr.Ayman.A.latif*

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى