مقالات

د. الشاذلي عبداللطيف يكتب: .. ترانيم الظلم..ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة

د. الشاذلي عبداللطيف يكتب: .. ترانيم الظلم..ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة

 

 

هو في زول بيموت ناقص عمر؟
دي كلمة السوداني البسيط، البتعرف إنو الموت ما بنقص العمر، لكن الجبن بنقص الوطن.
وما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة — لكنها مش قوة السلاح، بل قوة الوعي، والإرادة، والاتحاد.

دارفور اليوم ما قصة ولاية، دي قصة وطن كامل بينزف. الدم الوقع فيها ما دم غرب بعيد، دا دم السودان ذاته، دم الأمهات الصابرات، والمزارعين البينتظروا المطر، والطلاب البينكتبوا أحلامهم في الظلام.
دارفور هي المِحكّ الحقيقي للوطن، فيها يُختبر صدقنا، ووحدتنا، وإيماننا بأن السودان ما بيتجزأ ولا بيتقسم.

“كل القوة دارفور جوّه” ما شعار حرب، دا قسم وطن.
قسم بيقول:
ما في شمال ولا غرب، ما في شرق ولا جنوب، في سودان واحد، قلب واحد، جيش واحد، وهدف واحد — استرداد الكرامة.

لكن شنو هي القوة؟
القوة ما بس طلقة، القوة في صوت المعلم الواقف وسط الركام،
في الأم البتدعو لأمان بلدها،
في الجندي الواقف على الثغر ما بينام،
في المزارع الراجع للأرض رغم الرماد.
القوة في ضمير الشعب لما يرفض الفساد، وفي صبره لما يحمي وطنه بالوعي لا بالغضب.

نعم، ما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة،
لكن القوة البنتكلم عنها هي قوة الدولة العادلة، والمؤسسات الحقيقية،
هي قوة القانون اللي يعاقب الظالم، ويصون الضعيف،
هي قوة الاقتصاد اللي يُطعم الناس بعرقهم لا بصدقات الآخرين،
هي قوة الشعب المنظم الواقف صف واحد خلف راية السودان.

دارفور ما جوّه الخريطة،
دارفور جوّه القلب، جوّه التاريخ، جوّه وجدان الأمة.
ومن هناك بيبدأ التغيير: من دارفور إلى الخرطوم، ومن الشرق إلى الشمال، حتى يصير السودان كلو سطر واحد في كتاب السيادة والعدل.

يا أهل السودان…
ما ننتظر من ياخد حقنا،
ولا نخاف من الموت لأنو العمر بيد الله،
لكننا نخاف من لحظة نعيشها بدون كرامة.
وإذا كانت دارفور تصرخ، فكل السودان لازم يلبّي النداء.

> كل القوة دارفور جوّه
وما أُخذ بالقوة لا يُسترد إلا بالقوة
وقوة السودان في وحدة أهله وعدالة قضيته.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى