د.أيمن لطيف يكتب:..نصف القمر..سيد البلدين…
![](https://i0.wp.com/alahdonline.net/wp-content/uploads/2022/09/%D8%A7%D9%8A%D9%85%D9%86-%D9%84%D8%B7%D9%8A%D9%81.jpg?fit=363%2C468&ssl=1)
د.أيمن لطيف يكتب:..نصف القمر..سيد البلدين…
نفَّاج:
ظلموك إذ أسموك ياهذا الهلالُ هلالا
فأنت بدرُ التمِّ في الدجى يتلالا..
-رأيتُ الهلالَ و وجهُ الحبيب
فكانا “هلالين” عند النظر
فلم أدرِ من حيرتي فيهما
هلالُ السما من هلال البشر
فلولا التورُّدِ في الوجنتين
وماراعني من سواد الشعر
لكنت أظُنُّ الهلال الحبيب
وكنتُ أظُنُّ الحبيبَ القمر..
إبتداراً -أعودُ- والعودُ (أزرق)؛ ولأن من لايشكر الناس لايشكر الله فلابد من العودة بالشكر والتقدير لمن يأتي ذكرهم…
شكراً جميلاً لصحيفة 【الجوهرة الرياضية】و على رأسها الأستاذ المخضرم (رمضان أحمدالسيد)، شكراً عميقاً لصحيفة 【ريمونتادا】 و لربانها الأستاذ بابكر مختار، شكراً كثيفاً لصحيفة 【النيل الدولية】ولرئيس تحريرها الأستاذ ياسر إسماعيل، شكراً جزيلاً لصحيفة
【العهد أون لاين】الإلكترونية و لحادي ركبها الأستاذ الكناني، وكذا الشكر أجزله لموقع 【ريجيستا】وللعزيز الدكتور علي عصام…
شكراً لكل هذه الصحف (الورقية) منها والإلكترونية، ولكل تلك المواقع والصفحات التي ذكرتها – وكذا لتلك التي سقطت بفعل النسيان وتقادُم الأيام والسنون- شكراً لهؤلاء وأولئك ولكل الذين شرَّفوني -فيما مضى من سنوات- بنشر عمودي السابق (ضوء القمر) على متن صفحاتهم
وصُحُفهم الغرَّاء فكان ذلك قلادة فخر لي؛ كنت ولازلت- وسأظل الى ماشاء الله أفاخر بها؛ حتى وإن خبأ (ضوء القمر) ؛ فإن للقمر وجهٌ آخر ينبعث منه ذلك الضوء لينير درب الوصل ويُمهِّد طريق الوصال بيني و “شعب الهلال”..
اليوم أعودُ مُحبِّراً بوجهٍ جديد.. وهلال السودان -بلا جديد- فهو يواصل التقليد بتحقيق نصر العادة على وصيفه “التقليدي” في مباراة للتأريخ، ولأن هلال السودان كان – ولازال- صاحب السبق و”الأولوية” في كل شيء فهاهو يحقق أول إنتصار خارجي في مباراة تجمع قمة
السودان في دوري “غير الدوري السوداني” ؛
وإن كانت ثنائية “مع الرأفة” الا أنها تضاف لسجل إنتصارات الزعيم الأزرق على وصيفه الأحمر؛ وهي أمتداد للإنتصارات الخارجية التي دوَّنها رفاق الوالي
الغالي(رحمه الله) بدوحة العرب؛ ودبّلها الأزرق بدرع زايد (له الرحمة ولأبناءه من الله مايستحقون)؛ وأكدها إخوة الغربال بنواكشوط الموريتانية؛ وماقبلها كان الهروب المعتاد لسُلالة “زيكو” من دار السلام التنزانية..
نعم كان في الإمكان “أكثر” مما كان- الا أن تراخي لاعبي الهلال بعد الهدف الثاني؛ وتغيير إستراتبجية “فلوران” من الهجوم المتقدِّم الى الدفاع المتأخر- كان لها الأثر الأكبر
فيما آلت إليه نتيجة المباراة التي كان يمكن أن تنتهي برباعية “على أقل تقدير” لو إستمرت فرقة “إبينجي” على ذات النهج الهجومي الكاسح؛ والضغط العالي على لاعبي الوصيف في ثلث ملعبهم الآخير؛؛
حقيقة لاندري كيف ولماذا فكر السيد “فلوران” في تغيير إستراتيجية الشوط الأول -الناجحة- والتي أثمرت هدفين في أول ربع ساعة من الشوط الثاني؛ كان يمكن أن تتضاعف لولا ركون الفرقة الزرقاء الى الدفاع المتأخر
الذي منح الوصيف “المنقوص” فرصة السيطرة الكاملة على وسط الملعب وبناء الهجمات “المتتالية” بكل أريحية؛ ولولا أن “وصيفنا” أفتقد للنجاعة الهجومية وعابه سوء إنهاء الهجمة لحدث مالايُحمد عقباه؛
وبعيداً عن النتيجة الطيبة والإنتصار المستحق؛ ولأننا ننظر الى أبعد من أرنبة أنف “الوصيف” فإن هناك أمران سلبيان يجب أن نتوقف عندهما بالنقد والمراجعة قبل الإنتقال الى مرحلة “الجد” الأفريقية.. الأمر “السلبي”
الأول هو تراخي لاعبي الهلال وميلهم الى الإستعراض والإستهتار بعد الهدف الثاني- مما أدى الى سهولة فقدان الكرة وكثرة التمرير الخاطيء؛ علماً بأن هدف الهلال الثاني أتى في وقت مبكر “أول ربع ساعة من شوط اللعب الثاني”، مايعني بأنه لايوجد مايُبرر ذلك “الفتور” الهلالي الذي تحول في بعض لحظات الشوط الثاني الى “غرور” عند بعض اللاعبين،
أما الأمر السلبي الثاني الذي لابد من التوقف عنده فهو تحول “فلوران” من الإسلوب الهجومي “الشجاع” الى النمط الدفاعي “الجبان” الذي قدَّم وسط الملعب على طبق من ذهب للمريخ ، مع الوضع في الحسبان أنه يلعب
منقوص العدد ومقصوص القوة الهجومية؛ لذا فإننا لم نجد أي مبرر فني أو حتى “بدني” لذلك التراجع “المبكِّر” الذي منح أفضلية الإستحواز والبناء والمبادرة الهجومية للمريخ على مدار نصف ساعة كاملة ؛ ونفخ الروح في الجسد الأحمر “الميت إكلينيكياً”..
وبناء على مامضى نقول بأن خوف فلوران غير المبرر ؛ وميله للدفاع منذ وقت مبكر؛ إضافة الى نقص اللياقة “الذهنية” عند عدد من لاعبي الهلال؛ بجانب خروج “الغربال” المزعج ، كل تلك العوامل مجتمعة أنقذت الفرقة
الحمراء من هزيمة كان يمكن أن تسير بها الركبان، وجعلت الفرحة الهلالية “منقوصة” رغم الثنائية التي أكدت تفوق الزعيم الأزرق على الوصيف الأحمر (داخلياً وخارجياً)..
نختم بصادق الأمنيات أن يستفيد الجهاز الفني للهلال؛ ولاعبيه من درس مباراة الأمس الذي كان عنوانه العريض: لاتغير إستراتيجية الفوز بلا أسباب مقنعة، ولاتتراجع وتكتفي بنصر “ضعيف” وأنت تستطيع تحقيق “المزيد” ، فمجموعات الأبطال في الإنتظار، ومارأيناه بالأمس من
تراجع مُخِل أمام فريق منقوص العدد ومفكك الأوصال، وتحفُّظ “مخجل” بلا مسوِّغ فني منطقي؛ وأستهتار وتهاون في الثلث الآخير من المباراة، كل ذلك يستحق التوقف بالتصحيح والتصويب قبل معترك “الكبار”..
●ضوء الختام:
“الحذر” دائماً مطلوب؛ أما “الخوف” فهو مرفوض، لأن الأول يحميك، والثاني “يقصم ظهرك” ويهزمك و يُرديك..
#اللهم أرحم روحاً أغلى من روحي؛؛
اللهم أغفر لأخي وحبيبي “أحمد” وأجمعنا به في عِليين..
و…
لابُد أن يكتمل الهلالُ بدراً.. وإن طال الصبُر#
*Dr.Ayman.A.latif*