د.أيمن لطيف يكتب : (سيــــــــداو)…
بالقلم الأسمر
د.أيمن لطيف يكتب : (سيــــــــداو)…
CEDAW•••
إتفاقيَّة الدمار الشامل
ظاهرها فيه الرحمة، وباطنها كل العذاب..
#(1 من 5)
⚫إكرام المرأة في الإسلام…
_______
• نفَّـــــاج:
(ما أكرمهُنَّ الا كريم وما أهانهُنَّ الا لئيم)
صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
◼️عندما ثار الشعب السوداني لم يثُر (ضد الدين)؛ بل ثار ضد (تُجَّار الدين)، وعندما أعتصم وأستعصم بدماء الرجال والنساء؛ الشيب والشباب لم يكُن ذلك ضد (الشريعة الإسلامية) بل كان ضد من إتخذوا من الشريعة ذريعة، ومن الإسلام سُلَّماً يبلغون به ذروة السلطة ثم لايكُن لهم نصيبٌ من «الإسلام الحقيقي» سوى شعارات برَّاقة وهتافات زاهية، ومن خلفها قصورٌ منيفة، ومالٌ وبنون وغيرها من زينة الحياة الدنيا؛؛
~كان هذا هو حال الثورة السودانية التي خرجت بحثاً عن الحُرية والسلام والعدالة، ولم تخرُج طلباً للفوضى والإنحلال الأخلاقي والسفور، وسفاسِف الأمور؛؛
◼️وعندما نتحدث عن (الحُريَّة) و(العدالة) من منظور شامل لواقع الحياة..
فاننا يجب أن نتوقف لنقول بأن الحرية لاتعني الفوضى، والحرية «المطلقة» هي الفوضى بعينها،
اما العدالة فلاتعني بأي حالٍ من الأحوال المساواة المطلقة- ففي بعض الأحيان تكون المساواة (المطلقة) بين طرفٍ وآخر (ظلم) وهذا أمر يفهمه كل لبيب، ويعيه كل ذي بصرٍ وبصيرة-
فالعدالة هي إعطاء كل ذي حقٍّ حقه وحفظ حقوقه- وفقاً للفروقات الواقعية التي بموجبها تُمنح الحقوق وتُفرض الواجبات؛ وهذا الأمر يحتاج لتفصيل عبر مساحة أخرى؛؛
~وإن شئنا أن نربط بين (العدالة و الحرية)- و(الإسلام) فاننا نقول بأن رسالة النبي محمد عليه الصلاة والسلام جاءت لتعدل بين الناس، وأتت لتُحرِّر الإنسان من كل أشكال وأصناف العبودية وتجعله حُر نفسه «عبداً لله الواحد القهَّار» ؛؛
•وجاء الإسلام ليُتمِّم مكارم الأخلاق ويحفظ للإنسان آدميته وكرامته، ولم يُفضِّل الإسلام إبن آدم على آخر الا بالتقوى،
لذلك جعل الإسلام الناس سواسية كأسنان المِشط-
عرباً كانوا أو عجم؛ لافرق بين أبيض وأسود،
رجلٌ أو إمرأة… الا بالتقوى،،،
~وهنا نقف ونرفع لوحة مكتوب عليها «نقطة نظام» لنقول بأن تفضيل الإسلام للرجل على المرأة -(درجة)- لم يكن على حساب آدميتها أو كرامتها أو عزتها، كما يرى أصحاب الأفكار السطحية الذين ينظرون للإسلام بمنظار الغرب العلماني ولايعرفون كُنه الإسلام وإعزازه للمرأة وتكريمه لها؛
فتمييز أو تفضيل الرجل على المرأة في الإسلام جاء وفق طبيعة الخلق من حيث جميع مناحي تركيب الجنسين (الذكر والأنثى)- فسيولوجياً ومورفلوجياً ونفسياً؛ وهذا ما يثبته واقع الأشياء وطبيعتها من منظور علمي بحت بعيداً عن تسليمنا بحكمة الله في خلقه وتشريعاته، وإحكام كتابه الذي به نؤمن ونُدين؛
~وكل من يُنكر عدالة تفضيل الرجل على المرأة على أساس الفروقات المورفلوجية والفسيولوجية والسيكلوجية والذهنية- فهو إما جاهل، أو إمعة لايعي ولايفقه ولايُريد أن يرى أو يعلم؛
ولنا في ذلك أدلة علمية أثبتها علماء الغرب- من غير المسلمين- سنعرض لها لاحقاً بحول الله؛ وليس في أي من هذه الحقائق إنقاص للمرأة وشأنها في المجتمع؛ بل على العكس تماماً؛؛
◼️فقوامة الرجُل على المرأة ليست تسلُّطاً ولاتنمُّراً ولا دكتاتورية بل هي حمايةٌ لها وصيانة لعرضها وحفظاً لـ «أنوثتها» التي يزعم (الغرب) الدفاع عنها- في حين أنه ينظر لتلك الأنوثة بعيداً عن طبيعة الخلق والتكوين ليساويها بالرجل في كل شيء – وهذا مخالف لطبيعة الخلق ومُنافي للفطرة السليمة وفيه ظلم للمرأة – لو كانوا يعقلون؛؛
◼️فالحقيقة الماثلة تؤكِّد بأن الإسلام كرَّم المرأة وجعلها كالدُّرة المصونة-
وكان من أول مانهى عنه وحرَّمهُ وجرَّمه هو «وأد البنات» الذي كان من عادات الجاهلية- حيثُ كان المولود (الأنثى) رمزاً للعار وكان دفن الأنثى حيَّة هو السبيل للتخلُّص من ذلك العار فجاء الإسلام لينهى عن ذلك ويُحرِّمه ويقول بأن النساء شقائق الرجال (أي نظرائهم و نصفهم الآخر)..
◼️ومن بعد ذلك فإن شواهد ومشاهد تكريم الإسلام للمرأة لاتُحصى ولاتُعد ويكفي أن نبي الإسلام عليه الصلاة والسلام قال:
(إنما النساءُ شقائِقُ الرجال ما أكرمهن الا كريم وما أهانهُنَّ الا لئيم)؛
وأمر عليه الصلاة والسلام بالرِفق والترفُّق بالنساء حيث قال:
(إستوصوا بالنساء خيرا)؛
وقال أيضاً: (رفقاً بالقوارير)؛
والقارورة هي الزُجاجة – وقد شبَّه نبيُّ الإسلام عليه الصلاة والسلام المرأة بالقارورة وصفاً لرقتها وحفاظاً على أنوثتها، وحضَّاً على معاملتها برقة وعطف، فأي إهتمام وأيُّ تعظيم للمرأة أكثر من هذا؟!!
◼️ومن أعظم ماجاء به الإسلام في التلطُّف بالنساء والإحسان إليهن هو ربط الإيمان الكامل والقُرب من النبي صلى الله عليه وسلم بالإحسان للمرأة – حيث قال صلى الله عليه وسلَّم:
(أكمل المؤمنين إيماناً، وأقربهم مني مجلساً، ألطفهم بأهـله)؛؛
~ومضى عليه الصلاة والسلام ليحذِّر “الرجال” من التعدِّي على “حقوق المرأة” ويربط ذلك بتقوى الله حيثُ قال:
(إتقوا اللّٰـه في النساء)؛؛
◼️ولعل ماذُكِر من أدلة قولية وشواهد ووصايا تدل على عظم مكانة المرأة في الإسلام يؤكِّد على أن هذا الدين الحنيف هو الأسبق والأوفق والأجدر بحفظ (حقوق المرأة) – حيثُ سبق كل منظمات الغرب ومؤسساته ومشرِّعيه بأكثر من الف وأربعمائة عام في وضع كل التشريعات التي تجعل المرأة “شقيقة الرجل” ونصفه الذي به تكتمل الحياة و تتألف الأسرة على الفطرة السليمة لينتج مجتمع قوي، سليم، ومعافى لكل فرد فيه دور ووظيفة- وكلٌّ مُيسَّر لما خُلِق له…
•ونختم هذا الجزء من سلسلة هذه المقالات بالآية الكريمة التي أعلنت “العدل” بين الرجل والمرأة في الحقوق والواجبات – وأثبتت “المساواة” بما يتناسب وطبيعة خلق “الجنسين” وماهو معلوم بالضرورة من إختلافات “خَلقية” لايُنكرها الا من بعقله سفه أو عته..
حيث قال الحقُّ العدل:
(وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ) البقرة: 228.
~ولنا عودة -بإذن من خلق القلم ومايسطرون- لمواصلة السرد والرد حتى بلوغ المرام؛؛
~نهـاية المـداد:
◼️القلم أمانة وقد أقسم به ربُّ العزة، والكلمة اما ترفع صاحبها مكاناً عليَّاً أو تهوى به في نار جهنم سبعين خريفاً-
فالله نسأل أن نؤدِّيها بحقِّها-
وهذا جهدنا على قدر “ماتيسر” لنا من فهم- وقليلٌ من العلم فإن أصاب اليراع فذاك فضلٌ من الله؛ وإن أخطأنا فهو من عند أنفسنا ومن الهوى، وحينها يكفينا أجرُ المجتهد؛؛؛
#اللهم أرحم روحاً أغلى من روحي#
ونلتقي إن كان في “القلمِ” بقيَّة..
Dr.Ayman.A.Latif