د.أيمن لطيف يكتب:.. بالقلم الاسمر.. سودان مابعد الحرب..سيادة حكم القانون.. وإصلاح “الضمير”

د.أيمن لطيف يكتب:.. بالقلم الاسمر.. سودان مابعد الحرب..سيادة حكم القانون.. وإصلاح “الضمير”
عندما يكون الحديث عن الحرب فإن الكتابة عن الدمار والخراب يمكن أن تعد (تحصيل حاصل) لأنه من المعلوم -بداهةً- أن تلك “المصائب” هي من متلازمات وحصائد الحرب..
◾أما إن كان للحرب “محاسن”- وهذا ما أود التطرق إليه- فإن أبرز تلك الحسنات هو أنها كشفت لنا الكثير من “عورات” الجسد السوداني المتهالك، وإن كانت أيام الحرب “السوداء” هي أسوأ مامر على المواطن السوداني- على الإطلاق- فإن ماقبل الحرب – مع توافر نعمة الأمن وإمكانية الحصول على لُقمة العيش- إلا أن ماقبل الحرب لم يكن يسر بجملة المعنى..
◾وإن كنا سنعود “بعد أن وضعت الحرب أوزارها”- لما كنا عليه (بحذافيره) فإننا سنكون كمن دار حول بئر عميقة محاولاً عدم السقوط فيها وبعد أن تخطاها عاد منكباً “على أنفه” ساقطاً على أم رأسه في أسفل سافل تلك البئر المظلمة،،
◾والحديث هنا .. عن حياة سودانية كانت مكتظة بالسلبيات مزدحمة بالسوءات.. متَّسِمة بالإبتعاد عن حكم القانون في سائر المعاملات، فعلى المستوى العام (الدولة) كانت المحسوبية وتعطيل مصالح الناس وسيادة قانون “صحبي وصحبك” وعدم إحترام المواطن “العادي”، والتعامل ب”التسهيلات” المسمى الدارج للرشوة – في كل مؤسسات الدولة العامة والخاصة- كل ذلك كان من سمات الحياة السودانية العامة،
والحديث هنا ليس عن نظام معين أو حزب كان يُحابي منسوبيه – فقط- وإن كان ذلك هو المقصود لهان الأمر، ولكن الحديث عن (نظام معاملات عام) أضحى مختل المعايير ، بعد أن غاب الحساب و تعطَّل العقاب “فساء الأدب العام” في كل دواليب الدولة- وما أكثر نماذج تلك السوءات لو كنا من الحاسبين..
◾أما على المستوى الفردي “المواطن” فقد كانت صفات الأنانية وعدم إحترام القانون وعدم الإلتزام بضوابط النظام العام، و سوء التعامل مع الممتلكات والمرافق العامة.. بجانب سيادة روح التعالي والتفاخر بالقبيلة و “التعنصر” ضد الآخر- كل تلك الصفات السيئة كانت هي السمات العامة لتعاملنا كمواطنين..
◾بإختصار يمكننا القول أن غياب هيبة وسيادة القانون، بجانب “موت الضمائر” للغالبية العظمى- كانت أبرز سمات الدولة السودانية (ماقبل الحرب)..
لذا .. فإنني أقول بأننا لو عدنا- بسلبياتنا التي كانت- وسوءاتنا التي بانت.. فإننا لن نجني غير سراب بقيعة كنا نحسبه ماء.. حتى إذا جئناه لم نجده شيئاً.. بل وجدنا مزيداً من الخراب والدمار .. وربما نمضي بعدها للإنهيار الكامل الذي لافواق بعده إن لم نجعل (القانون) هو الحكم الفصل.. و(الضمير) والخوف من الله في كل تعاملاتنا العامة والخاصة- هي السيد السائد..
ولنا عودة.. إذا أمد الله في الآجال..
● *نهاية المداد:*
-التجارب المُرَّة هي أكثر من يعلم الشعوب، و الشعب الذي لايتعلم من “الحرب” ماينفعه عند “السِلم” فلا سلِم ولاغنِم..
اللهم أرحم روحاً أغلى من روحي..
و…
نلتقي إن كان “بالقلم” بقية#
Dr.Ayman.latif