د.أيمن لطـيف : كل عام وأنتم الىٰ اللَّه أقرب
د.أيمن لطـيف : كل عام وأنتم الىٰ اللَّه أقرب
•”أعوامنا” .. مابين التقييم والتقويم..
•• (العُمر) أنفاسٌ لاتعود..
_____________________
*نفَّـــاج*:
يا أبن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومُك ذهب بعضُك…..
الحياة رحلةٌ قصيرة وإن طالت، والعمر أنفاسٌ لاتعود و”ساعاتٌ” لاتُعاد؛؛
فـ إذا لم تكن نافعاً لغيرك فلا تكن “مُضِـر”؛
وإذا لم تستطِع تقديم الخير للناس فلتقصر عنهم “الشر”؛
وإن لم توطِّن لسانك على ذِكر محاسن الناس فلتُمسِكه عن الخوض في “مساوِئِهِم”- فكُلُّك عوراتٌ وللناسِ ألسُنُ،
~وإن لم تستطع نفع الناس بنفسك أو مالك فلتنفعهم بقلبك فالدُعاء مخُّ العبادة، والأعمالُ بالنيات،،
• ولتعلم بأن الحياة ليست كلها سعادةٌ وهناء وليست كلها تعاسةٌ وشقاء-
فإن كان لك مقدارُ درهمٍ من الإيمان فسيكون لك وزنُ قنطارٍ من الأمان، لأنك حينها ستوقن جازماً وتُسلِّم حازماً بما قاله حبيبُ الأمة وشفيعها ﷺ بأن ما أصابك لم يكُن ليُخطِئَك وأن ما أخطئك ماكان ليُصيبك،
و سيقِـر بقلبك أن الإنس والجن لو إجتمعوا على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه اللّٰهُ لك، ولو إجتمعوا على أن يضرُّوك بشيء لن يضرُّوك الا بشيء قد كتبه اللَّه عليك..
~هكذا هي الحياة تمضي كما يُريدُها الخالق لا كما يتمناها المخلوق ،
وهي “للمؤمن” كـلها خير فإن أصابته (سرَّاء) حمد وشكر فكان خيراً له و “زيادة” ، وإن أصابته (ضرَّاء) رضي و صبر فنال جزاءُ الصابرين الذين يوفِّيهم اللَّه أجرهم ويكُن لهم عوناً ونصيرا،،
~ومادامت الحياة سنواتٌ “محسوبة”؛ ومادام لكل أجلٍ كتاب *فلنعلم بأن كل عام يمضي من حياتنا يُقرِّبنا من “الأجل المحتوم”* فلتكن نهاياتُ الأيام والأشهـُر والأعوام مدعاةٌ للوقوف مع النفس وفرصةٌ لـ “جرد الحساب”
فالعاقل الفطِن هو من يُحاسِب نفسه قبل أن يُحاسَب، فلتنظـر ماذا قدمت فيما مضى من عُمـر ليكُن لك عظةً وعِبرة و “تجربة و زاد” لما هو آت،
ولتنظـر في كفَّتي الميزان .. ماذا أعددت وماقدمت لآخرتك.. “ولاتنس نصيبك من الدنيا”؛
وما بين هذا وذاك ليكُن شعارك في معادلة الحياة :
ما أجملَ الدينِ والدنيا إذا إجتمعا
وما أقبحَ الكُفـرُ والإفلاسُ بالرجُلِ..
~وإن “صعُب” عليك الجمع بين الأولى والآخرة فلتعِش الأولى “على الكَفاف”، ولتجعل كفَّة الحياة البرزخية هي الأرجح والأعلى ولتؤثِرها على الحياة “الدنيا” لأن الآخرةُ خيرٌ وأبقىٰ،،
~ولتكُن نهايةُ العام نهاية لكل حزنٍ لامس قلبك أو ضُرٌّ قد مسَّك ، ولتكن بداية العام الجديد بدايةً لحياة “جديدة” يغلِبُ فيها كثير العمل قليل الأمل ، ولتحتفي “إن شئت” بما أنجزت لا بما عجِزت عنه وأنجزه غيرك، ولتُغيِّر كل
مايجول بـ “رأسك” من أفكارٍ سالبة لأن العبرة ليست بـ”رأس السنة” بل برأس من يعِش هذه السنة،
ولتنظر حولك وتذكُر من رحل في عامك المنصرم
وتتذكره بصالح الدعاء ولتعلم بأنه سابق وأنت “لامحالة” لاحق فلتُعِد الزاد لذلك المِعاد:
تزوَّد للذي لابُد منه
فإن الموت ميقاتُ العبادِ
و تُب مما جنيت وأنت حيٌّ
وكن متنبِّهاً قبل الرُقادِ
ستندم إن رحلت بغير زادٍ
وتشقى إذ يُناديك المُنادي
أترضىٰ أن تكونَ رفيقَ قومٍ
لهُم زادٌ وأنت بغير زادِ
• هكذا يجب أن نحسب أيامنا ونعد “سنواتنا”..
هكذا يجب أن نقف على “رأس كل سنة” ماضية “لنقيِّم” ونقف عند رأس السنة القادمة لنعقد النية لنصلح أنفسنا و “نقوِّم” ،
فما بين عامٍ مضى وعام آت تتناقص أعمارنا ومابين شهقةِ سنةٍ مضت و زفير سنةٍ قادمة ستكون لحظة الوداع “الحتمية” فلنعمل لدنيانا كأننا نعيشُ أبدا، ولنعمل لآخرتنا كأننا نموتُ غدا،،
•هذه هي الحياة وهذا هو العمر وهذه هي السنوات ومن كان له “رأي مخالف” فليرمني بحرف وإنِّي له من المعتذرين..
~و من كان ديدنه “الرقص” على “رأس” كل سنة وأتباع سُنن الآخرين فلن يُفلِح ولن ينجح ولن ينصلِح ولن يُصلِح..
فلنحتفي بما أنجزنا، ولنُراجع ما أخفقنا..
ولنُقيِّم عامنا المُنقضي لنقوِّم عامنا القادم، ولنعتبِر لنعبُر وننتصِر..
وكلَّ عامٍ وأنتم الى اللَّهِ أقرب،
وكل لحظة وأنتم بألف خير..