د.أيمن لطـيـف يكتب : إنتصـروا لكـرامتكم
د.أيمن لطـيـف يكتب : إنتصـروا لكـرامتكم
ضوء القـمــر
◻️توقفت عن الكتابة قرابة الإسبوعين لعدد من الأسباب (العامة والخاصة)؛
أما عن الأسباب العامة فأولها وأهمها على الإطلاق هو (الإعلام المصري وجمهور وإدارة النادي الأهلي) .. نعم أقولها بصراحة بأنني وبعيداً عن كرة القدم (داخل المستطيل الأخضر، من يفوز ومن يخسر) فقد إنتابني شعور بالغثيان على مدى شهر
مضى بسبب ممارسات الإعلام المصري (الفقير أخلاقياً) والمُعدَم مهنياً، فلم أجد مايمكن أن أكتبه وأرد به على ذلك “الإبتذال” لدرجة أني خشيت إن كتبت حرفاً أن أنزلق لذلك الدرك السحيق من التهاتُر والكذب والضلال الذي ينتهجه إعلام الأهلي وإدارته والسواد الأعظم من مناصريه،
وأُقسِمُ بالله ثلاثاً بأني شعرت -في لحظة من لحظات الحنق والغيظ والغضب- بأنني بدأت أكره كرة القدم بسبب ذلك الإعلام وتلك الإدارة الحمراء المغرورة وذلك الجمهور الأهلاوي العنصري “المُقزِّز” الذي لم يترك فرية أو سُبَّة أو شتيمة أو منقصة أو إساءة يمكن أن يوجهها لنادي الهلال ومنسوبيه- ولعامة الشعب السوداني- الا وألصقها بنا ورمانا بها دون وازع من ضمير أو حاكم من أخلاق أو رقيبٌ من قانون،،
◻️لقد شبعنا حد التخمة (من الكذب والتلفيق والتريقة المصرية) على الهلال وعلى الشعب السوداني،
والغريب والمثير للغثيان أكثر بأن هؤلاء القوم -الا القلة القليلة منهم- “وعلى صفاقتهم وقلة أدبهم” يستعجبون من أي رد فعل سوداني تجاه ممارساتهم القبيحة، بل ويرفعون حاجبي الدهشة من أي فعل من إدارة أو إعلام أو جمهور الهلال من أجل المحافظة على حقوق النادي السوداني المنافس لهم على بطاقة التأهل للدور القادم،
منسوبي (نادي القرن)- إدارةً وجمهور وإعلام يصفعوننا في كل يوم “بحديثهم المسموم” وأفعالهم القبيحة -على خدنا الأيمن “بكل بجاحة وأستحقار”- ويريدون مِنَّـا أن نُدير لهم خدَّنا الأيسر برحابة صدر و “أستحمار”؛
يسبُّون ويشتمون ليل نهار ويريدون منا أن نأخذهم بالأحضان وأن نهتف : عاشت وحدة وادي النيل..
يحولونها الى (معركة) وعندما نرُد يستعجبوا ويتساءلوا ببراءة “مصطنعة”: هو ماتش في كرة قدم إنتو بتعملوا كده ليه؟!!
هؤلاء القوم أفرغوا كرة القدم من مضمونها ومن أهدافها السامية ، وحولوا مباراة بين فريقين كبيرين في دولتين تمتد بينهما أواصر العلائق الأسرية و (النسب)- حولوها الى معركة حربية (تحكمها القذارة وتتحكم فيها قلة الأدب والتطاول على الآخر)،
والأدهى والأمَر أنهم يخسرون فيسخرون ، فقد ظلوا يتهكمون على الهلال الذي أذاقهم مر الهزيمة بأرضهم ووسط جماهيرهم بينما فشلوا في تحقيق ذلك بأرض الهلال (بدون جمهور)،
ولتأصيل مشاعرهم المحشودة (سلباً) تجاه نادي الهلال السوداني فإنهم «يُهانون» من فريق جنوب أفريقي يسحقهم بالخمسة (أكبر هزيمة بالمجموعة) فيخرجوا ليُسيئوا للهلال، وينتقصوا من قدره ويصفوه بالضعف والهوان (وهو ليس طرفاً في مذلتهم)..
◻️يتحدثون عن الفريق الذي هزمهم (بدون مساعدة صديق) كأنه فريق حواري، بل إنهم ظلوا يسخرون منه حتى وهو (منتصر ومتصدِّر) ولاندري كيف كان سيكون الحال إن كان (مهزوماً ومتذيِّل)!!
ليس ذلك فحسب- بل إنهم تمادوا في (خروجهم عن النص) ليتحدثوا عن الشعب السوداني كأنه تابع لهم و خادم و”بوَّاب” لايجوز له سوى السمع والطاعة،
◻️وفي خضم تلك الحملات الشعواء لم يتواضع أحدهم ليتحدث (كرة قدم) ليخبرنا كم مرة التقى هلال السودان بفرعون مصر وكم مرة انتصر الفرعون على الهلال بأرضه وكم مرة حدث العكس، وكم من الأهداف أحرزها أهلي القرن بمرمى الهلال بأرضه، وماهي أكبر هزيمة في تأريخ لقاءات الفريقين؟!!
كل هذا يضعوه (على الرف) وينصرفوا بطريقة كورالية (مقزِّزة) ليتهكموا ويسخروا ويستهزئوا..
◻️يحرموا الهلال (الضعيف) من جمهوره ويستعدون له بخمسين ألف “متعصِّب“، ويتصدقون علينا بمائة تذكرة، ثم يتعحبون ويستنكرون على الهلال المطالبة بأبسط حقوقه،
هؤلاء (الشراذِم)- الا القلة القليلة- ينظرون الى السودان من أعلى قمة (السد العالي) ويعيشون على ذاكرة إغراق أعرق المدن السودانية لأجل خاطر عيون مصر (أم الدنيا)،
هؤلاء العنصريون لم يتركوا لنا مجالاً لنتحدث عن كرة قدم (تُلعب تسعين دقيقة وتنتهي بصافرة الحكم) لأنهم أحالوها لمعركة لاتقبل الخسارة،،،
◻️عندما خسروا من الهلال (بمقبرة الأبطال) لم يتركوا (كذبة أو فرية) يمكن أن يأتي بها فريق خاسر الا و لفَّقُوها ، إشتكوا الهلال و (طبيبه) وإدارته وجمهوره (الغائب) لطوب الأرض، لم يتبق لهم سوى (مجلس الأمن والأمم المتحدة)- فقد إشتكوا للإتحاد الأفريقي، ولوزارة الداخلية والأمن المصري وللخارجية المصرية ولوزارة الإعلام، وتحوَّلت كل قنواتهم -الا من رحم ربي- الى أبواق “قذرة” تنفخ في الأهلي (المهزوم) وتسيء للهلال (المنتصر)؛
وقد كانوا -من قبل مباراة الهلال والأهلي التي جرت بأمدرمان-والتي حُرِم فيها الهلال من شعبه- يتحدثون بكل ثقة و “عنجهية” أنها (مضمونة) بل إنهم بصموا بالعشرة على عودة (فرعونهم المصري) بكامل نقاط أمدرمان -لأن الهلال لايكسب
الأهلي “فنياً” بل يكسبه عبر الجمهور ومايدور من أجواء خارج المستطيل الأخضر– كما زعموا- وعندما تجرعوا الهزيمة – في غياب الجمهور -لم يتمالكوا “كبرياءهم الفرعوني” فبدأت حملة الكذب والتضليل والتغبيش والتزييف والإساءات والشتائم، التي لم تتوقف مذ ذاك وحتى اللحظة،
◻️هكذا جعلونا نكره (كرة القدم) – إن كانت تلعب بهذه الأخلاق (النتنة) و تُحكم بالغرور والكِبر وإستحقار الآخر وعدم منحه حقه ومستحقه (حتى وهو متفوق ومنتصر)،
هكذا ظل الأهلي وإدارته وإعلامه يتعامل مع الجميع كأنه يقول (أنا ربكم الأعلى)- فقد ظلت تلك الروح الفرعونية تسيطر على فريق القرن (حتى وهو يرتجف خوفاً)-
فهاهو الأهلي الذي يتحدث إعلامه عن الهلال (الضعيف) إنسحب من كأس الرابطة المصرية من أجل الإستعداد لمواجهة ذات الهلال (الضعيف)..
◻️الأهلي الذي يتحدث منسوبيه عن الهلال (التعبان) ظل يُخضِع لاعبيه على مدى إسبوعين لجلسات (علاج) وتهيئة “نفسية” يقودها إستشاري الطب النفسي “أحمد ابوالوفا” من أجل إعداد عمالقة الأهلي المصري لمواجهة (أقزام الهلال السوداني)؛؛
◻️الأهلي الذي يتهكم إعلامه على الهلال (الضعيف) طالب الكاف بتأجيل المباراة ٢٤ساعة لأن لاعبي الأهلي بالمنتخب سيعودوا للنادي قبل 48 ساعة من اللقاء، و سيكونوا مجهدين ويحتاجون للراحة من أجل الإستعداد لمواجهة الهلال
(الضعيف)؛ -وقد تمت الإستجابة الفورية- بل إن أهلي القرن تدخل بقوة لتغيير الحكم الإثيوبي “المغضوب عليه” باملاك تايسميا الذي لم يكسب الأهلي تحت إدارة صافرته سوى ثلاث لقاءات من أصل تسعة، لتكتمل اللعبة بتعيين حكم موريتاتي (مغمور)- ربما يمضي على طريق لاراش إذا تطلب الأمر؛؛
◻️الأهلي الذي لايهاب الهلال خاطب الداخلية المصرية والأمن المصري والقيادة المصرية من أجل السماح بدخول (50 ألف) مناصر- كأول مرة بعد مجزرة بورسعيد الشهيرة- وهو ماتم بالفعل لأجل عيون (فرعونهم الأعلى) الذي لايخشى الهلال (الضعيف)؛؛
هكذا على مدى إسبوعين وزيادة ظل (فريق القرن) الذي لايُهزم يستعد للهلال (الضعيف)..
ثم.. يسيئون ويسخرون ..
◻️لذا فاننا لن نتحدث اليوم عن (فنِّيات)- بل سنخاطب لاعبي الهلال (بروح الشعار)- و “سنشحنهم” إيجابياً ونحفزهم معنوياً ونطالبهم بأن ينتصروا لكرامتهم أولاً ولكرامة الشعب السوداني الذي لايراه الأهلاوية سوى (ثُلَّـةٌ من البوابين والخدم)،
◻️إلعبوها بقلوبكم وعقولكم قبل أجسادكم، إستحضروا عظمة الشعب الذي ينتظركم، العبوها للتأريخ وتذكَّروا بأن إبن الهلال الأبنوسي ريتشارد جاستين فعلها من قبل (رجالة وحمرة عين)؛
◻️تمالكوا أعصابكم وإلعبوها من أجل النصر، ولاتستجيبوا للإستفزازات والإساءات (السابقة ولا المنتظرة)، ولاتردوا عليها الا بالمزيد من العطاء داخل المستطيل الأخضر، فإن كانوا يستخدمون قانون القوة فلنستخدم معهم قوة القانون،،
حوِّلوا غضبكم وغضبنا (الكامن) الى طاقة إيجابية تمحو الفروقات الفنية وتعوِّض النقص البدني وتحفظ التوازن بينهما،،
تعاونوا فيما بينكم وليكن لأطهر الطاهر كلمة، ولتكن لمحمدعبدالرحمن عزيمة وليعمل (أبوعشرين) على رد إعتباره والتكفير
عن أخطاءه ، وليقدم الجلَّاد مكابي ليليبو (عصارة ماعنده)- وليظهر (الصيني) بعنفوان الهلال، وليلعب إرنق بروح ريتشارد (قلب الأسد)، وليُكمل أبوعاقلة زينة العقل والنضج الكروي، وليُعيد روفا شريط هدفه في ذات الفريق (المُدلَّـل)؛؛
◻️نعلم بأنها مباراة في كرة القدم وهي تقبل كل النتائج بمافيها الخسارة، وندرك بأن الهلال في طور (تجديد) وأننا لازلنا في بداية الطريق نحو مشروعنا الأزرق الذي سيكتمل في قادم السنوات (بإذن من خلق الهلال)- ولكن يجب أن تعلموا بأن هذه
(مباراة خاصة) تُلعب بالروح أولاً وآخيراً- إلعبوها مباراة “نهائي”، من أجل المُضي قُدماً في مشوار (أصعب وأمجد البطولات)- لتُعيدوا لنا ذكرى ريتشارد والبرنس والمعلم والغزال وإخوانهم الذين جندلوا (فرعون مصر) عندما كان يلعب له أفضل حارس بأفريقيا وأفضل هداف وأفضل مدافع وأفضل لاعب وسط ويقودهم أفضل مدرب بالقارة،،
إنتصروا من أجل أنفسكم ومن أجلنا ومن أجل الكرامة و “الإنسانية” والإحترام، فمن لايحترمنا لايستحق إحترامنا ومن يستحقرنا لن نرد عليه الإساءة بمثلها- بل سنردها له بيان بالعمل لنثبت بأن هلال الأمة (وهو في طور بناء وتجديد) جعل (الفرعون المصري) يحشد الشعب والإعلام والأمن و(الكاف) -من أجل سحق الهلال-
فلتكن لنا الكلمة العليا لننتصر لكرامتنا أولاً- ومن بعد ذلك يمكن أن نعود لنتحدث عن كرة القدم (كما يجب أن تكون)؛؛
◻️ختاماً جداً..
يا أبناء السوباط والعليقي والبروف (أعملوا العليكم)- والباقي على ربنا- هي ليست نهاية الدنيا ولكنها بداية الإنطلاق-
وما النصرُ الا من عند الله ..
وماخاب قومٌ شعارهم
اللَّه.. الوطن.. الهلال
Dr.Ayman.A.latif
1.4.2023