صحةعلوم

دور التونة في الوقاية من السرطان

تُعتبر التونة مصدراً غنياً بأحماض «أوميغا 3» الدهنية المتعددة غير المشبعة

تعدُّ التونة -وخصوصاً الأنواع الدهنية منها- جزءاً من نظام غذائي يُساعد على تقليل خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، ولا سيما سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي.

يُعزى هذا التأثير الوقائي بشكل أساسي إلى محتوى التونة العالي من أحماض «أوميغا 3» الدهنية، وعناصر غذائية أخرى مثل السيلينيوم.

وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية في المملكة المتحدة (NHS) بتناول حصتين على الأقل من الأسماك أسبوعياً، ضمن نظام غذائي صحي ومتوازن، بما في ذلك حصة واحدة من الأسماك الدهنية. وذلك لأن الأسماك -بما فيها المحار- تُعد مصادر جيدة للبروتين، وتحتوي على كثير من الفيتامينات والمعادن. وتُحتسب الأسماك الطازجة والمجمدة والمعلبة ضمن هذه الحصص، حسبما ذكره موقع «World Cancer Research Fund».

الفوائد الرئيسية للتونة في الوقاية من السرطان
أحماض «أوميغا 3» الدهنية:
تُعتبر التونة مصدراً غنياً بأحماض «أوميغا 3» الدهنية المتعددة غير المشبعة، مثل حمض «الإيكوسابنتاينويك» (EPA) وحمض «الدوكوساهيكسانويك» (DHA). تُساعد هذه الدهون على مكافحة الالتهابات وقد تُبطئ نمو الخلايا السرطانية. وتشير الدراسات إلى أن زيادة تناول أحماض «أوميغا 3» الدهنية ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان الثدي وسرطان القولون والمستقيم.

السيلينيوم:
تحتوي التونة على «السيلينونين»، وهو مركب سيلينيوم عضوي ذو خصائص قوية مضادة للأكسدة. وتشير البحوث إلى أن هذا المكون قد يُساعد في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم، عن طريق تقليل الإجهاد التأكسدي، وتنظيم وظائف الجهاز المناعي.

مصدر البروتين:
تُوصي الجمعية الأميركية للسرطان وغيرها من المنظمات الصحية باختيار الأسماك والدواجن، بدلاً من اللحوم الحمراء أو المُصنَّعة؛ حيث يرتبط الإفراط في تناول اللحوم الحمراء بزيادة خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم. وتُعدُّ التونة مصدراً ممتازاً للبروتين، مما يُساعد على تلبية الاحتياجات الغذائية.

وجبات غنية بالألياف:
غالباً ما تُضاف التونة إلى وصفات صحية غنية بالألياف، مثل سلطات التونة والفاصوليا، و معكرونة التونة مع الحبوب الكاملة، مما يُساهم في الوقاية من السرطان، وخصوصاً سرطان الأمعاء.

التوصيات والاعتبارات الغذائية
التكرار: تُوصي منظمات صحية -مثل مجلس السرطان الأسترالي- بتناول الأسماك (ويُفضّل الأنواع الدهنية، بما في ذلك التونة) مرتين على الأقل أسبوعياً، كجزء من نظام غذائي صحي متكامل.

أنواع التونة: تُعتبر التونة الخفيفة المعلبة عموماً «الخيار الأمثل»، بينما تُصنَّف التونة البيضاء والصفراء ضمن قائمة «الخيارات الجيدة»؛ أما تونة العين الكبيرة فهي ضمن قائمة الأنواع التي يجب تجنبها لاحتوائها على مستويات مُحتملة من الملوثات.

محتوى الزئبق: قد يتراكم الزئبق وملوثات أخرى في بعض الأسماك الكبيرة المفترسة، بما في ذلك أنواع مُعينة من التونة (مثل تونة العين الكبيرة، وسمك أبو سيف، والماكريل الملكي). يُنصح بالحد من استهلاك هذه الأنواع تحديداً مع مرور الوقت؛ خصوصاً للفئات الأكثر عرضة للخطر (مثل النساء الحوامل).

طرق الطهي: بالنسبة لمرضى السرطان أو الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، من الضروري طهي السمك جيداً لتجنب الأمراض المنقولة بالغذاء؛ ويجب تجنب تناول السمك النيئ.

في النهاية، تُعد التونة عنصراً مفيداً في نظام غذائي متنوع، غني بالنباتات، ومتوازن، يهدف إلى تعزيز الصحة العامة والوقاية من السرطان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى