دكتور هيثم محمد فتحي يكتب : افلاس لبنان
دكتور هيثم محمد فتحي يكتب : افلاس لبنان
افلاس الدول يعني انها غير قادرة على سداد ديونها في الوقت الحالي، ولا يعني انها لم يعد لديها ولا دينار في الخزينة والبنك المركزي.
لبنان مثلاً اعلنت افلاسها رغم امتلاك البنك المركزي ٢٨٦ طناً من الذهب، واحتياطات نقدية تصل قيمتها الكلية الى ١٧ مليار دولار في ٢٠٢١.
وهناك العديد من الدول الكبرى والمتوسطة التي اعلنت افلاسها لاكثر من مرة خلال القرنين الماضيين، على سبيل المثال اعلنت الولايات المتحدة افلاسها ٥ مرات، والمانيا ٨ مرات، وتطول قائمة الدول التي اعلنت افلاسها لتشمل دول صناعية مهمة مثل كوريا واليابان واسبانيا وروسيا، واخر دولة اعلنت افلاسها كانت البرازيل بسبب ازمة كورنا وكانت المرة التاسعة التي تعلن فيها افلاسها .
هذا لا يعني ان افلاس الدولة مسألة اعتيادية، على العكس، هي مسألة خطيرة تترتب عليها مصاعب اقتصادية كبيرة، ولكنها ليست نهاية الدولة، شرط ان تقوم الدولة باصلاحات اقتصادية تجنبها تكرار هذه الحالة، وشرط وجود دولة مسؤولة ومندمجة بالنظام المالي والاقتصادي العالمي، وان لا تكون دولة منبوذة او معادية لمحيطها وللعالم.
فاعلان الدولة الإفلاس معناه هو إعلان لعدم قدرتها على سداد الديون.
فتبدأ الدولة فى الحجز على الأموال المودعين فى البنوك والسماح بجزء بسيط لسحب الفلوس يعنى فلوسك فى البنك مش متاخدها. ويبدأ الدائنون للدولة فى الحجز على أصوال أو شركات أو ممتلكات الدولة بأسعار رخيصة طبعا. مع الإفلاس تبدأ تنهار العمله أكتر وأكتر و الدولة تُصبح رخيصة يعني مباحة لأي جهه خارجية. وهروب الاستثمارات وإغلاق الشركات لأن ليس شركة أو مستثمر يغامر فى بيئه غير مستقرة اقتصاديا وسياسيا فتزيد معدلات التضخم و وتزيد معدلات البطالة وتصبح الإدارة الاقتصادية و السياسية فى يد الدائنون حسب مديونية.
فلبنان بتمر بأزمة مالية واقتصادية وده بعد ما تفاقمت الأزمة اللبنانية نتيجة ارتفاع أسعار البنزين وغلاء المعيشة، بسبب جائحة فيروس كورونا التي أدت لعدم الاسـتقرار السياسـي الشـديد، وبلوغ معـدل البطالة نسـبة 43.5% في عام 2021 و32% في عام 2022 ، وفقا لتقديرات الإسكوا وسـجلت عمليـات التسـريح وإغلاق الاعمال التجارية أرقاما غير مسـبوقة، ظهرت أزمة إفلاس البلاد والمصرف الوطني اللبناني.
