الأخبارالسودان

خوفا من داعش جديدة..حرب السودان.. تحركات إقليمية !!

خوفا من داعش جديدة..حرب السودان.. تحركات إقليمية !!

 

 

تفاعلات شعبية غير مسبوقة وحراك دبلوماسي كثيف لسفارات السودان..

تبقى القاهرة من الفاعلين بتحركاتها الدائمة ومواقفها الواضحة..

الملف السوداني سيكون حاضرًا خلال مباحثات بن سلمان وترامب..

ظهور ثلاث تيارات فاعلة في مسار الحرب الدائرة بالسودان ..

تقرير :  محمد جمال قندول

تزداد المخاوف الإقليمية والدولية من التطورات الخطيرة التي شهدها السودان على يد ميليشيات الدعم السريع منذ أحداث الفاشر وبارا التي شكلت نقطة تحول أيقظت قرون الاستشعار بخطر التمرد بالبلاد وتأثيراته على الإقليم والمنطقة برمتها، وهو ما جعل دول كبرى تسارع خطاها لإيجاد حل كلٌ حسب رؤيته للاختراق وما ينعكس على وضعه الداخلي.

القاهرة تتحرك

وارتفع الاهتمام بالملف السوداني منذ الأحداث التي شهدتها حاضرة شمال دارفور بعد أن قامت ميليشيات آل دقلو بجرائم إبادة وتصفيات على أساس عرقي، وهو ما حرك العالم وصوب الأنظار بشكل شاخص على ما يجري بالبلاد، وكان نتاج ذلك تفاعلات شعبوية غير مسبوقة وحراك دبلوماسي كثيف لسفارات السودان، وانعكس ذلك أيضًا في صناعة القرار بالدول المؤثرة المحيطة بالملف السوداني.

وزير الخارجية المصري د. بدر عبد العاطي العاطي زار البلاد الأسبوع الماضي وكذلك سجل حضورًا في أنقرة وقطعًا كان الملف السوداني حاضرا. وتبقى القاهرة من الفاعلين بأزمة الحرب بتحركاتها الدائمة والأنشطة ومواقفها الواضحة في تثبيت دعائم مؤسسات الدولة السودانية بحرصها على ضرورة المحافظة على وحدة السودان ودعم الشرعية ورفضها للحكومة الموازية.

الأحداث

فيما كان لافتًا تصريحات وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو عن ميليشيات الدعم السريع عقب مشاركته في اجتماع الدول السبع، حيث اتهم الدعم السريع بعدم التزامه بالهدنة، مشيرًا إلى أن الحل لو كان بتصنيفه جماعة إرهابية فليكن.

تصريحات روبيو تعد الأولى من حيث المواجهة والمباشرة في الحديث عن أزمة السودان، حيث قوبل حديثه باهتمام شديد مع تباين الآراء حول مغزى تصريحاته التي قطعا كانت صادمة للمتمرد حميدتي وأعوانه.

والشاخص لمجريات الأحداث يلتمس بوضوح تسارع وتيرة الاهتمام بحرب السودان لا سيما وأن خطورتها قد تمتد لتشعل المنطقة برمتها وتكون منبعًا لتنامي جماعات إرهابية في أماكن تواجد مجرمي آل دقلو.

وفي سياق آخر، كان موقع “ميدل إيست” قد نشر تسريبات عن مهاتفة جمعت رئيس مجلس السيادة مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سليمان حول تطورات الأوضاع. والأخير سيزور واشنطن خلال الأسبوع الجاري، وقطعت بأن الملف السوداني سيكون حاضرًا خلال مباحثاته مع ترامب.

الحراك

ويعلق الكاتب الصحفي والمحلل السياسي محمد خير عوض الله على معرض الطرح ويقول إنه في الأسبوعين الماضيين ظهرت ثلاث تيارات فاعلة في مسار الحرب الدائرة أولها الداخلي ويمثله العمل العسكري على الميدان وتأكيدات رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بأنه سيمضي بحسم التمرد، حيث كان قد أعلن التعبئة العامة بمنطقة السريحة بولاية الجزيرة أمس الأول الجمعة. ويضاف للعامل الداخلي الجهود الدبلوماسية القوية التي تم تفعيلها مؤخرًا وأحدثت أصداء واسعة في عواصم أوربية وأفريقية وعربية وآسيوية.

يواصل محمد خير في إفادته بحسب ” الكرامة” بوجود تيار ثان فاعل بقوة وهو الحراك الشعبي الواسع الذي انتظم كافة أنحاء المعمورة، حيث أصبح التفاعل في الوسائط الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي تسيطر عليه قضية الحرب في السودان وإدانة قوية تمثل ضربة قاضية للتمرد وداعميه خاصة دولة الإمارات العربية التي تتعرض لحملات شعبية واسعة ليس فقط على صعيد السودانيين بل امتد هذا الحراك ليشمل نجوم عالميين بالفن والرياضة وأعضاء في البرلمانات الأوربية والأمريكية وتظاهرات احتجاجية صاخبة أمام سفارات دولة الإمارات تكاد تكون في كافة أنحاء العالم.

وتابع محدّثي بأن هنالك عامل ثالث هو الأقوى في هذا التحرك تمثل في التحركات المصرية والتركية والقطرية والسعودية، إذ أنها قوية وفاعلة ولا تقل أهمية عن العوامل المذكورة آنفًا، حيث تعتبر مصر أن ما يحدث في السودان يمس أمنها القومي بشكل مباشر لا يمكن السكوت عليه أو التهاون معه. وكذلك ترى المملكة العربية السعودية أن سقوط السودان في يد الميليشيا يعني استهدافًا مباشرًا لها، وقد أحدثت تداعيات الفاشر إزعاجًا حقيقيًا لدول المنطقة وخاصة جيران البلاد، حيث ظهر المهدد بشكل أكثر وضوحًا.

وبحسب محمد خير فإن التيارات الثلاثة التي ذكرها تعمل متكاتفة لإحداث تحول قوي ضد الميليشيا وداعميها وبلا شك يصب في مصلحة الدولة السودانية ومؤسساتها القائمة.

حصار الإمارات

ويضيف محمد خير بأن ما ذكره أعلاه يعد حصارًا لدولة الإمارات التي تجد نفسها في وضع صعب للمرة الأولى منذ بدء حرب السودان ودعمها لميليشيات التمرد.

وفي السياق، يرى مراقبون أن استمرارها في دعم التمرد يعد بمثابة انتحار سياسي وأخلاقي لا سيما وأن الدول أضحت تحرك عيونها على أبوظبي وليس بعيد تلميحات وزير الخارجية الأمريكية قبل أيام بأن هنالك دولة عضو في الرباعية تمد الميليشيا بالدعم، وبالتالي، أخطر ما في ذلك للإمارات أنه حال تم تصنيف الدعم السريع منظمة إرهابية فإن ذلك سيشمل داعميها وعلى رأسها أبوظبي بما يعني حظر مسؤولين وتجميد حسابات لقياداتها ووضع قادة في لوائح حظر دولية ناهيك عن صورتها التي تضررت منذ بدء الحرب ومن الاستحالة تحسين صورتها في وقت قريب.

 

المصدر: صحيفة الكرامة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى