خطوات للتوقف عن استرضاء الآخرين
خطوات للتوقف عن استرضاء الآخرين
العهد اونلاين /مواقع إلكترونية
إسعاد الآخرين قد يشكل عبئا على البعض، لا يشعر به أحد، ولا سيما إن كانت محاولات إرضاء الغير تتطلب مجهودا مضاعفا ليشعروا بالرضا عن أنفسهم، فيضطر الشخص لتجنب قول “لا” خوفا من الشعور بالذنب أو القلق من أن الآخرين سيعتقدون أنه أناني.
اتضح أن لهذه العقلية جذورا عميقة، فقد كشفت دراسة أجريت عام 2016 في مجلة “الحدود في علم الأعصاب البشري” (Frontiers in Human Neuroscience) أن الأشخاص الذين يواجهون صعوبة في قول “لا” للآخرين لديهم اختلافات في نشاط دماغهم مقارنة بأولئك الذين اختلفوا مع غيرهم وأعلنوا عن مواقفهم بوضوح حتى لو كلفهم ذلك الاختلاف مع الآخرين.
وقد أظهر ماسح التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي أنه كلما قل اختلاف المشاركين في الرأي زادت إضاءة أجزاء معينة من دماغهم مقارنة بهؤلاء الذين يختلفون مع غيرهم.
وسواء أكان إرضاء الناس عقيدة راسخة لدى البعض أم مجرد عادة سيئة فإن العمل باستمرار للحصول على موافقة الآخرين مع تجاهل احتياجات المرء يمكن أن يؤثر سلبا على الاستقرار النفسي.
غالبا ما يرى الأشخاص الذين يسعدون غيرهم بالموافقة الدائمة على آرائهم أن هذا الأمر يجعلهم سعداء، لكن الضغط على المشاعر لإرضاء الآخرين أمر مرهق، وقد يتسبب في الإصابة بالقلق المرضي الذي قد يؤدي إلى الاكتئاب.
لا مجال إذن للاستمرار في الضغط على الأعصاب، اتبع هذه الخطوات للتوقف عن إرضاء الآخرين على حساب سلامك النفسي الداخلي.
- تجنب الشعور بالذنب لأتفه الأسباب
هل تساعد الآخرين لتشعر بالسعادة والرضا، أم لأنك تشعر بالذنب؟ هناك خط فاصل بين أن تكون مُرضيا للناس مقابل كونك طيبا وكريما، إذا قررت المساعدة لأنها تعزز قيمك أو تمنحك السعادة فلا تتردد في القيام بذلك.
على سبيل المثال، في حالة طلب منك القيام بنشاط تطوعي لمساعدة الأطفال إذا كان قول “نعم” من شأنه أن يؤكد على قيمة مساهمتك في المجتمع ويجعلك تشعر بالرضا حتى لو كان ذلك مرهقا بعض الشيء فابدأ في الحال.
ولكن إذا قدمت المساعدة لتجنب الشعور بالذنب فربما تكون قد ارتكبت خطأ في حق نفسك، إذ إنك في هذه الحالة تكون مدفوعا بإرضاء الناس.
بدلا من قبول كل فرصة يتم طرحها عليك يجب أن تدرك أولا سبب قيامك بهذا العمل، هل تريد أن تبدو لطيفا وكريما، أم لأنك تخشى أن تبدو سيئا أمام الآخرين؟ لا تقلق، إدراك الفرق لا يجعلك أنانيا، يجعلك صادقا.
- دع قيمك تقود قرارك
لا تدع قراراتك في المساعدة مبنية على ضغط أحدهم عليك لتقديم المساعدة، اسأل نفسك أولا: هل يتماشى ذلك مع اهتماماتي؟
تشير دراسة أجرتها الباحثة سونيا ليوبورميرسكي عام 2013 إلى أنه من أجل تحقيق أقصى قدر من السعادة اختر الأنشطة التي تتعلق بقيمك واهتماماتك، لا ينبغي على الإطلاق القيام بتقديم أنشطة فقط لتلبية احتياجات الآخرين التي لا تتماشى مع قيمك.
- تدرب على قول “لا”
إن قول “لا” ليس بالأمر الهين، هناك من لا يستطيع حسم الأمور بقول “لا” حتى لو كلفه ذلك من وقته وجهده وماله وسلامه النفسي أيضا.
يمكن اعتبار التدريب على قول “لا” مهمة شاقة يجب أن تضعها ضمن قائمة أمنياتك، ولا سيما لهؤلاء الذين يظنون أن قول “لا” يجعل الآخرين يرون الشخص عدوانيا وأنانيا.
تعلم أولا ألا تعبأ بنظرة الآخرين لك وتقييمهم لسلوكياتك، أنت وحدك من تدرك حجم قدراتك، وكيف ومتى يمكن أن توظفها في المسار الصحيح.
- كن حازما وتجنب الشخصيات السامة
سيحاول البعض أن يضعك في ميزان قيمي، إما أن توافقهم الرأي أو تكون ضدهم، والحالة الأخيرة تعني أنك ستبدو شخصا سيئا للغاية.
الشخصيات السامة تحيط بنا في جميع المواقف الحياتية اليومية، لا تسمح لأحد بأن يبتز مشاعرك بهدف تلبية احتياجاته، أن تكون حازما لا يعني أنك شخص قاس أو غير مهذب.
- ضع الحدود الصحية
تحتاج أيضا للتدريب على احترام حدودك الشخصية، لا تضحك على المزاح السخيف إذا رأيته مؤذيا لك، حتى ولو كان الإيذاء مجرد تعكير صفو يومك لدقائق.
عبر عن ضيقك بهدوء دون الدخول في معارك كلامية، أبلغ محدثك أن هذا الأمر يثير ضيقك أو لا يعجبك، وأنك لن تقبل به مجددا.
لا ينبغي أبدا أن تتحمل مزاحا أو رأي يغضبك داخليا لكي تبدو مهذبا وراقيا في نظر الآخرين.
- لا تبالغ في الاعتذار
امتنع عن المبالغة في الاعتذار، إذ يرى البعض أن المبالغة في الاعتذار نوع من التقدير للآخرين، ضع اعتذارك في كفة مساوية للوزن الحقيقي للخطأ، لست مضطرا لتقديم اعتذارات على أمور تافهة لمجرد أن الشخص المقابل غاضب بشدة، عليه أيضا أن يضع الأمور في نصابها الحقيقي دون مبالغة، وليس عليك المبالغة في استرضائه، احتفظ بالندم الحقيقي للأوقات التي تخطئ فيها بالفعل. المصدر : مواقع إلكترونية