(خطاب البرهان أمام الأمم المتحدة) .. أبعاد اقتصادية
تقرير: العهد اونلاين
ركز خطاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، علي الأزمة الاقتصادية بالبلاد وتأمين الغذاء العالمي وقضايا اللاجئين والهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر ، وتعليق المساعدات الدولية للسودان بجانب المطالبة برفع التعليق وعودة المساعدات الدولية للسودان.
ويري خبراء اقتصاديون، أن خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهر بوضوح دور السودان والفرص المتاحة لتأمين الغذاء العالمي وفرص الاستثمار المتاحة، بجانب المطالبة برفع تعليق المساعدات الدولية للسودان، وحل مشكلة الديون الخارجية، فضلا عن إظهار الدور الإيجابي للسودان في استقرار دول الجوار والسلام بجنوب السودان ومحاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وايواء اللاجئين.
وتباينت آراء خبراء الاقتصاد بشأن استجابة المجتمع الدولي إلى ما حمله خطاب البرهان من مطالبة برفع تعليق المساعدات الدولية للسودان، حيث يتوقع بعض الخبراء أن يتم رفع تعليق المساعدات الدولية للسودان وعودة الدعم الدولي، بينما يستبعد بعض خبراء الاقتصاد عودة المساعدات الدولية للسودان رغم ما حمله خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة من مطالبة برفع التعليق وعودة المساعدات الدولية، وأكدوا أن هنالك شروطا لعودة المساعدات الدولية للسودان.
طرح قضايا جوهرية
ويري دكتور محمد الناير الخبير الاقتصادي، أن خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة طرح قضايا جوهرية عديدة في مقدمتها ضرورة الاستقرار السياسي والامني، وأثره في احداث الاستقرار الاقتصادي، ودور السودان في تأمين الغذاء العالمي والمساهمة في خفض فاتورة استيراد الغذاء باستغلال ما يتمتع به السودان من موارد تؤهله ليكون سلة غذاء العالم، بجانب دور السودان في محاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر.
دعم المجتمع الدولي للسودان
وأكد دكتور محمد الناير، أن المجتمع الدولي لن يتخلى عن السودان وسيقدم الدعم اللازم له، كما أن أمريكا والغرب لن تدفع السودان الي الاتجاه شرقا إلى الصين وروسيا، وستعمل امريكا، علي دعم السودان لتجاوز الوضع الراهن بالبلاد.
استبعاد عودة المساعدات الدولية
لكن الاستاذ محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية لقوي الحرية والتغيير ( تيار الوسط)، عودة المساعدات الدولية للسودان وعودة المنح والقروض ما لم تحدث خطوات إيجابية لإعادة المسار الديمقراطى بالبلاد.
واضاف كركساوي: زيارة البرهان الي نيويورك، تبدو كما قيل فى المثل (صاحب الرايحة يبحث عن المستحيل)، فالكل يعلم بالمقاطعة التى فرضها العالم الحر على السودان بعد انقلاب الخامس والعشرين من اكتوبر الماضى ومن قام بالزيارة هو صاحب الفعل والمشروع ؟
إذن فما جدوى الزيارة من الناحية الإقتصادية خصوصا وان معظم ما ذكره فى تصريحاته لا وجود له على أرض الواقع الذى يشاهده ممثلى هذه الدول واعنى وجود البعثات والمنظمات الأممية لمراقبة الممارسة السياسية واثرها على ارض الواقع السودانى.
شروط عودة المساعدات الدولية
ومضى كركساوي الي القول: لن يكون للزيارة إثر على رفع الحظر الاقتصادى من ناحية المساعدات ، المنح والقروض. فما لم يكن هنالك تحول وخطوات إيجابية حقيقية نحو اصلاح المسار السياسى فان جميع المساعى نحو الاصلاح الاقتصادى ستذهب مع الريح هباءا منثورا .
الأبعاد الإقتصادية لخطاب البرهان
لكن دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي، يري أن خطاب البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، أظهر الأبعاد الإقتصادية لدور السودان في تأمين الغذاء العالمي وما يتمتع به من موارد، الي جانب دور السودان في إيواء اللاجئين من دول الجوار ومحاربة الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر .
واضاف دكتور هيثم: الخطاب أشار بوضوح للتحديات التى يواجهها الإقتصاد السوداني، ومطالبة المجتمع الدولي بدعم السودان وتقديم المساعدات، بجانب الوفاء بالتزاماته تجاه إعفاء ديون السودان الخارجية .
دعم المجتمع الدولي
ونوه دكتور هيثم إلي أن خطاب البرهان ركز علي ضرورة التعاون مع السودان ، وطلب دعم المجتمع الدولي للمرحلة الانتقالية، وألقى الضوء على التغيير الذي حدث في السودان، والآفاق الكبيرة التي يتطلع إليها على جميع المستويات، ورغبته الأكيدة في انتهاج سياسة متوازنة تسعى لتحقيق مصالح السودان وعلاقات عمل مشترك مع دول الجوار.
وأكد دكتور هيثم ، أن هناك أهمية عظمى لتكاتف المجتمع الدولي لمساندة السودان خلال المرحلة التاريخية الهامة التي يمر بها، علي كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية ، بجانب أهمية تعزيز الجهود الدولية لتيسير اندماج السودان في الاقتصاد العالمي، بما يساهم في تحقيق نمو اقتصادي في مواجهة تداعيات الأزمة العالمية الحالية.
مصير الدعم الخارجي
وأشار دكتور هيثم ، إلي أن هناك 150 مليون دولار كان موعود بها السودان لدعم الإيرادات الحكومية والمرتبات من صندوق النقد الدولي، بالإضافة إلى 500 مليون دولار لدعم الخزينة، وبرنامج بمساعدات تنموية بقيمة ( 2 ) مليار دولار مع البنك الدولي، لكن مصيرها مجهول حتي الان لكنها لن تصرف حتى يتم حل الأزمة السياسية في البلاد ويتم تشكيل حكومة كفاءات وطنية مدنية متفق عليها.
احتياجات السودان
وأكد دكتور هيثم ، أن الوضع الاقتصادي الآن ساء بشكل كبير في الفترة الانتقالية لتطبيق
الإصلاحات الاقتصادية التي طلبتها المنظمات الدولية، مثل رفع الدعم عن المحروقات وتوحيد سعر الصرف.
واضاف : الآن السودان في حوجة لدعم البنية التحتية والإصلاح الاقتصادي وإسقاط الديون، والأعباء التى تثقل كاهل السودان، بالإضافة إلي ضعف معدلات النمو والبنى التحتية،
لذلك لابد من عودة الممولين والمانحين حتي يتحسن الوضع الاقتصادي المرتبط بالوفاق السياسي وبرعاية المجتمع الدولى.