خالد فضل السيد يكتب : روعة المشهد زملاء الدفعة (٧١ _ ٧٥ ) بجامعة الخرطوم يلتقون بعد ٤٦ عاما
*روعة المشهد زملاء الدفعة (٧١ _ ٧٥ ) بجامعة الخرطوم يلتقون بعد ٤٦ عاما*
الخرطوم : خالد فضل السيد
دوما لقاءات الأصدقاء خصوصا زملاء الدراسة له مذاق خاص ففيها تكون الذكريات وتبادل القفشات حاضرة والتي تعتبر ديدن اللقاء فالذكريات كتب عنها الكثير من الأدباء والكتاب والشعراء لتاثيراتها على المشاعر والأحاسيس فهي تعطي الاحساس بالنشوي والراحة النفسية والقوة لمواجهة تحديات الحياة في زمن افتقد فيه الجميع الراحة والطمأنينة مما يجعلنا نعترف اننا البلد الوحيد في العالم الذي ماضيه أجمل من حاضره.
الصدفة وحدها جعلتنا نلتقي بزمرة اخيار وزملاء دراسة بجامعة الخرطوم يلتقون بعد فراق دام ٤٦ عاما في الفترة من ( ٧١ /٧٥ ) فرقتهم الأقدار وظروف الحياة فمنهم من اثر البقاء بالبلاد والعمل بها ومنهم من هاجر إلى الخارج وعاد مرة أخرى وها هم الآن يلتقون بعد وصولهم سن التقاعد أو المعاش فنجد بينهم الان الوزير والإعلامي والإداري والأديب والروائي والقصاص والشاعر كتبهم الان تتصدر ارفف المكتبات ومنهم كان أحد اللاعبين آلافذاذ إلذي لعب لفريق الهلال السوداني ثم المنتخب القومي واخيرا لعب لأحد الفرق الخارجية بنادي دبا بالفجيرة .
التقينا بهم صدفة في احد المطاعم الشهيرة في وسط الخرطوم بالقرب من الجامع الكبير فقد كانوا يجلسون في شكل دائرة في إحدى الطرابيز بجلاليبهم البيضاء الناصعة البياض وكانت أعمارهم متقاربة مما لفت النظر إليهم وأثار الفضول لكن عند الكاشير عندما لاحظ أحدهم ذلك الاندهاش جاء وبادر قائلا انهم أصدقاء ودفعة جامعة الخرطوم يلتقون بعد فراق دام ٤٦ عاما بعدها ذهبت مباشرة إلى إحدى المكتبات القريبة واشتريت أوراقا وجئت راجعا إليهم وعرفتهم بنفسي ثم طلبت منهم تسجيل هذا اللقاء وتوثيقه عبر لقاءات معهم فوافقوا مشكورين فجلست بينهم وقمت بتدوين وكتابة اراؤهم حول هذا اللقاء بعد تلك الغيبة الطويلة وأثرها في نفوسهم.
انها قصة من الواقع لكنها أقرب إلى أن تكون رواية أو فيلم سينمائي يجسد روعة المشهد.
فتعالوا معا نقوص في اعماقهم لمعرفة مشاعرهم بعد هذا اللقاء التاريخي الذي امتد إلى مايقارب النصف قرن من الزمان.
أبتدر الحديث الأستاذ حامد فضل الله وهو كادر سياسي الذي قال لم أتوقع أن نلتقي منذ أن افترقنا من الجامعة فبعد تخرجي كنت معارضا لحكومة الرئيس جعفر محمد نميري حيث كنت مع الشريف حسين الهندي وقد تمت مضايقتنا من قبل الأجهزة الأمنية في تلك الفترة مما دعانا لمغادرة البلاد وقد عدنا بعد رحيل الرئيس نميري من الحكم وبعد مبادرة الشريف زين العابدين الهندي مع الإنقاذ عدت مرة أخرى إلى العمل السياسي حيث توليت منصب معتمد جنوب الجزيرة حيث كانت العاصمة بركات ثم انتقلت الى شمال كردفان وزيرا للشئون الاجتماعية ثم وزيرا للثقافة والإعلام ثم مستشارا للسيد والي الولاية ثم عضوا بمجلس الولايات شمال كردفان منذ العام ٢٠١٥ حتى قيام ثورة ديسمبر.
وأشار أن هذه الدفعة مميزة منذ أيام الجامعة مؤكدا أنهم عملوا قروب للاتصال مع بعضهم وذكر انهم متواصلين مع بعضهم في السراء والضراء.
عقب ذلك تحدث الأستاذ علي محمد عبدالله عبدالماجد الملقب في تلك الفترة ب ( على الراجل ) وهو حاليا استاذ بجامعة البحر الأحمر ببورسودان وهو يعتبر الرئيس السابق لنادي حي العرب بورسودان وعن مشاعره تجاه هذا اللقاء قال جئت مخصوص من بورسودان من أجله وقال إننا لم نلتقي منذ التخرج وعبر عن سعادته بينهم مشيرا إلى أنهم لم يتغيروا فالتقينا بذات الروح السابقة ايام الدراسة.
بعد ذلك التقينا بالاستاذ عثمان جامع عبدالرازق الذي عبر عن سعادته بهذا اللقاء قائلا لاتقدر أن نصف شعورنا الصادق حول هذا اللقاء بعد تلك السنوات الطويلة من العمر منذ أيام الدراسة فالصداقة كنز والأصدقاء لايعوضون ففي هذا اللقاء تذكرنا ايام مضت لكنها مازالت في دواخلنا وانا سعيد بهذا اللقاء
بعد ذلك تحدث الأستاذ محمد جادالله الوادي وهو مترجم حيث ذكر أنه عمل بطرابلس والإمارات وعن اللقاء قال إنها أجمل لمة بعد التخرج مشيرا إلى أنه استعاد الذكريات الجميلة مؤكدا أنه لقاء الأحبة والأصدقاء ولاتوجد به مصلحة سواء تبادل الآراء وتذكر زملاء الدفعة والترحم على الأموات من الدفعة.
ثم انتقلنا إلى الإعلامي والصحفي جبرالله عمر الأمين الذي كان يعمل سابقا بوكالة السودان للأنباء ثم هاجر إلى المملكة العربية السعودية وعمل بجريدة اليوم السعودية حتى تقاعد للمعاش وعن اللقاء ذكر أنه سعيد بهذا اللقاء مؤكدا أنهم التقوا كاسرة واحدة وزمالة قديمة مشيرا إلى أنهم قاموا بعمل قروب خاص بالدفعة سموه (دفعتنا) وذلك لمتابعة الاحوال الاجتماعية لهم.
ثم تحذث الشاعر عبد الدافع الخطيب محمد الحسن الذي كان يعمل وكيلا لوزارة الثقافة والإعلام والاتصالات ثم وكالة السودان للأنباء والإعلام حيث ذكر أنه بحكم طبيعة عمله بوسط الخرطوم وبحكم المهنة كان يلتقي ببعضهم وكان يزورهم باستمرار وذكر أنه الان بالمعاش.
بعد ذلك كانت الكلمة للأستاذ الحسين عزالدين أحمد الذي كان يعمل في السابق في وزارة الخدمة العامة والإصلاح الاداري ثم إدارة التنظيم وأساليب العمل و ذكر أنه هاجر إلى خارج البلاد إلى ليبيا ثم المملكة العربية السعودية.
وعن اللقاء ذكر أن الغرض من اللمة اليوم هي الاحتفاء بضيف عزيز وزميل دراسة لم نلتقي به منذ فتر ة طويلة منذ التخرج من الجامعة وهو الأخ والصديق على عبدالله وقد كانت فرصة للالتقاء وإعادة الذكريات.
ثم كانت الكلمة للأديب والإعلامي والكاتب الروائى و القاص الأستاذ الزاكي عبدالحميد الذي كان يعمل سابقا في وكالة السودان للأنباء في الفترة من ( ٧٥ / ٨٠) ثم انتقل للعمل بسلطنة عمان في مجال الترجمة والصحافة وقد صدر له كتاب الان بالمكتبات يسمى (شذرات) وعن اللقاء ذكر أنه سعيد جدا بلقاء أخوة اعزاء لم يلتقي بهم منذ سنين طويلة قائلا انهم العائلة الثانية وقضينا معهم أجمل سنوات العمر وهو سعيد اليوم بلقائهم مرة أخرى .
في الختام تحدث الكاتب والرؤائي والقاص الأستاذ محمد فريد عوض الكريم إلذي عمل سابقا في متحف السودان القومي كامين متحف في الفترة من ( ٧٦ / ٧٧) وهو متخصص في دراسة اللغة الإنجليزية بجانب ذلك كان يلعب في بفريق الهلال لكرة السلة ثم انتقل للعب في المنتخب السوداني بفريق كرة السلة ثم انتقل إلى اللعب في نادي دبا بالفجيرة وذكر أنه التحق بسلك التعليم هنالك كمعلم لغة انجليزية بعد قرار منع الاعبين الأجانب من اللعب في دولة الإمارات.
وعن حقيقة مشاعره تجاه هذه اللمة قال إن الصداقة الحقيقية لاتتغير ابدا مهما مر الزمن عليها وزملاء الدراسة هم الركن الاهم في القلب وهم أصحاب الذكريات الخالدة في الوجدان ففي الجامعة قضينا أجمل أيام العمر وصنعنا أجمل الذكريات التي ستبقى محفورة في أذهاننا ومهما بلغنا من علم وحققنا من نجاح نبقى بحاجة إلى الأصدقاء.
ونحمد الله كثيرا الذي جمعنا مرة أخرى ونحن الآن نستعيد الذكريات مع هذا الجيل العملاق ومن مميزات هذا الجمع أصبحنا نتواصل عبر مواقع التواصل الاجتماعية وانشانا قروب خاص بالدفعة لمتابعة الأحوال الاجتماعية لبعضنا وقد كنا محظوظين في تلك الفترة من ايام الدراسة فقد كان هنالك ترابط وعلاقات متينة وقوية بين المعلمين والطلاب مما ساهم في التفوق والنجاح وبفضل جيل عمالقة وزارة التربية والتعليم من الأساتذة الذين نكن لهم كل التقدير الاحترام وبفضل اجتهاداتهم معنا كان التفوق والنجاح ونحن نتذكرهم دائما في مجالسنا وتضرب بهم المثل في النزاهة والأمانة والاستقامة ونترحم على من توفاه الله من الدفعة والأساتذة وندعو لمن لازال منهم على على قيد بالتوفيق والأماني الطيبة.