الأخبارالسودان

خالد عمر يوسف يكتب أن هذا الانقلاب مهزوم لا محالة

خالد عمر يوسف يكتب أن هذا الانقلاب مهزوم لا محالة

ملحمة ١٩ ديسمبر التي سطرها شعبنا بالأمس دليل دامغ أن هذا الإنقلاب مهزوم لا محالة، وأنه معزول بأمر الشعب، وأن كافة محاولات إثناء شعبنا عن الوصول لحكم مدني ديمقراطي لن تنجح مهما استخدمت من أساليب خشنة أو ناعمة.

ملحمة الأمس أظهرت أيضاً بجلاء ووضوح أن هزيمة الانقلاب تتطلب جبهة شعبية موحدة لا تستثني أحداً من مناهضي الانقلاب. مركز واحد يجمع القوى السياسية ولجان المقاومة والمهنيين وكل المكونات الشعبية التي تريد دولة مدنية ديمقراطية.

عبرة تاريخنا القريب تقول بأنه عقب حريق دار المؤتمر الوطني بعطبرة في ١٩ ديسمبر ٢٠١٨ نظم تجمع المهنيين مواكب ٢٥ ديسمبر التي دعمتها كل القوى السياسية، ورفع التجمع عقبها شعاراً صحيحاً “نبقى حزمة كفانا المهازل” وطرح إعلان الحرية والتغيير الذي وقعت عليه جميع مكونات الثورة وكونت تحالف الحرية والتغيير مما ساهم في التعجيل بنهاية نظام الانقاذ. لولا وحدة الرؤية والتنظيم والقيادة حينها لما سقط البشير، والان نحتاج لذات الأمر بالانتقال لجبهة واسعة تضم القوى الشعبية الضخمة التي فجرتها ثورة ديسمبر ووسعت من قاعدة قوى الثورة بصورة أكبر وأكثر انتشاراً مما كانت عليه في ١ يناير ٢٠١٩.

الانقلابيون بلا سند وبلا معين في مواجهة هذه القوة الشعبية الهائلة، آخر سهم في كنانتهم الان هو استخدام سلاح تفريق قوى الثورة وتشجيع التناقضات في أوساطها، وهو ما يجب أن نتصدى له ونغلق جميع الثغرات في وجهه. لقوى الحرية والتغيير أوجه عديدة للقصور فصلتها في رؤيتها السياسية المنشورة قبل يومين وفي ندوة شمبات وفي منابر ووثائق عديدة حتى قبل الانقلاب، والقصور له أسباب ذاتية وأخرى موضوعية، ويمكن الاستفادة من هذه العبر في بناء الجبهة الواسعة التي نحتاجها الان، ولكن الأمر المهم هو التفريق بوضوح بين القصور البشري وبين الاتهامات المرسلة التي سممت الأجواء طوال العامين الماضيين، حيث ظلت قوى عديدة من بينها وللأسف بعض من قوى الثورة تطلق ادعاءات بخيانة البعض الآخر وتواطؤه مع العسكر، هذه الاتهامات أسقطتها التجربة العملية، إذ أن قوى الحرية والتغيير هي التي واجهت الانقلابيين حتى قبل انقلابهم وتمسكت بالوقوف أمام مخططاتهم لحرف المسار المدني الديمقراطي وتحملت في وجه ذلك حتى محاولات الاغتيال والاعتقال والاعتداءات الوحشية، ولم تثنها عن المضي في ذات الطريق، فقضية التحول المدني الديمقراطي ليست خاضعة للمساومة أو التنازل.

الآن بلادنا امام فرصة تاريخية للتأسيس لدولة مدنية ديمقراطية ذات أسس راسخة تمنع أي سلب لإرادة الشعب أو امتهان لكرامته .. هذه الفرصة رهينة بتواضعنا على حد أدنى هو هزيمة الانقلاب واقامة سلطة مدنية كاملة تقود انتقالاً بمهام متوافق عليها وتوصل البلاد لانتخابات حرة ونزيهة يختار فيها الشعب من يحكمه .. علينا أن نغتنم هذه الفرصة وأن نحسن إدارة تبايناتنا، فهذا التنوع الثر مصدر قوة ولا يجب أن نسمح لكائن من كان أن يحوله لمصدر ضعف وشتات.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى