الأخبارالإقتصاديةالسودان

( حياد السودان من الغزو الروسي) .. حسابات الربح والخسارة

( حياد السودان من الغزو الروسي) .. حسابات الربح والخسارة

تقرير: العهد اونلاين

وصف خبراء اقتصاديون موقف السودان المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية، بأنه راشد ومتوازن ويحقق مصالحه الآنية والمستقبلية، وتفادي اخطاء الماضي التى ترتبت علي تأييد الغزو العراقي للكويت، بتكبد خسائر كبيرة لاسيما وأن الكويت كانت من أكبر الدول العربية الداعمة للسودان .
وتوقع الخبراء أن يجني السودان ثمار موقفه المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية، بتدفق الاستثمارات الأجنبية المباشرة خاصة الروسية لاستغلال الفرص الاستثمارية في كافة المجالات، بعد ما رشح من بشريات لزيارة نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي الي روسيا بالاتفاق على دخول شركات روسية للاستثمار في السودان.

موقف راشد

ووصف دكتور محمد خير حسن محمد خير عميد كلية الاقتصاد الأسبق بجامعة أمدرمان الإسلامية، موقف السودان المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية، بأنه موقف راشد ويخدم مصالح السودان، ويتفادي تكرار أخطاء الماضي، عندما أعلن السودان تأييده لغزو العراق للكويت الأمر الذي أدى إلى معاناة السودان أمدا طويلاً وتعاظمت الآثار الاقتصادية من ذلك الموقف خاصة وأن الكويت من أكثر الدول العربية دعما للسودان، وفقد السودان الدعم الكويتي، وكان موقفا بكل المقاييس غير راشد وغير موفق، وعاني منه السودان كثيرا بسبب المواقف الخارجية غير الموفقة والتى تأتي خصما علي علاقات السودان ومكاسبه في تعاونه مع الدول الصديقة والشقيقة.

إعانات مسيسة

واضاف دكتور محمد خير: لذلك موقف السودان المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية الآن، راعي مصالح السودان، خاصة وأنه بعد قرارات الخامس والعشرين من شهر أكتوبر الماضي، علقت أمريكا ودول الاتحاد الأوروبي والمانحين والبنك الدولي مساعداتهم للسودان، وتوقف دعم المؤسسات المالية الدولية التي تتحكم فيها امريكا رغم دخول في تنفيذ ورشتات صندوق النقد الدولي القاسية بغرض اصلاح الاقتصاد والوصول في نهاية البرنامج إلي إعفاء ديون السودان الخارجية، بعد أن وصل مرحلة الانجاز، ولكن الواضح أن برنامج الإصلاح الاقتصادي والمساعدات الدولية كانت مربوطة ببعض التدابير والتحول الديمقراطى والحكم المدني وبالتالي هي اعانات مسيسة.

الاتجاه شرقا

ونوه دكتور محمد خير إلي أن التاريخ يؤكد نجاح تجربة الاتجاه شرقا إلى دول شرق آسيا وروسيا في عهد الإنقاذ لكسر الحصار الأمريكي ، وقد توج هذا الإتجاه باستخراج النفط وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتحقيق السلام في وجنوب السودان.
واضاف: دول شرق آسيا وروسيا علاقاتها مبنية على المصالح المشتركة، وليست مسيسة وغير مربوطة بأجندة خفية ، ولذلك عندما يتجه السودان الآن الي تبني موقف الحياد في الحرب الروسية الأوكرانية بالتصويت على ذلك في مجلس حقوق الإنسان والأمم المتحدة، يكون موقف راشد وموفق ويراعي مصالحه ويظل علي مسافة واحدة من روسيا واوكرانيا حفاظاً على مصالحه خاصة وأن هنالك بشريات عديدة وكبيرة لزيارة النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الي موسكو بالاتفاق على دخول شركات روسية للاستثمار في السودان.
ومضى دكتور محمد خير إلي القول : نحن كاقتصاديون نثمن مثل هذا الإتجاه الذي يراعي مصالح السودان لاسيما وأن كل الدول تنظر الى تحقيق مصالحها من خلال مواقفها الخارجية .

خطوة إيجابية

وفي السياق ذاته وصف دكتور محمد سرالختم الخبير الاقتصادي ومدير معهد الدراسات المصرفية سابقآ، موقف السودان المحايد من الحرب الروسية الأوكرانية، بأنه خطوة إيجابية فيها خطورة، لاسيما وأن الأمور ليست واضحة ، فمعظم الدول الغربية مترددة الآن في الدخول في الحرب، كما أن السودان لديه علاقات تجارية مع روسيا واوكرانيا ويستورد القمح والحديد والنفط من البلدين ، ولذلك لابد من أن يحافظ على علاقاته مع البلدين، ويضمن تدفق القمح الروسي والحديد الأوكراني، الي حين وضوح الرؤية في الحرب، هل لصالح النظام الروسي ام النظام الرأسمالي …؟، فالحرب الحالية السودان ليست لديه فيها دور، سوي الموقف السياسي المحايد الان والوقوف على مسافة واحدة من روسيا واوكرانيا.
واضاف دكتور محمد سرالختم: بعد أن تتضخ الأمور يمكن أن يتخذ قرار آخر غير الحياد، ولكن لابد من دراسة القرار بحيث يراعي الوضع الراهن واللاحق والمستقبل حتي لا يتطور ال شئ لا نقدر عليه في المستقبل.

خلية أزمة

وفي السياق نفسه طالب دكتور عادل عبدالعزيز الخبير الاقتصادي، وزارة المالية بتشكيل خلية أزمة لمتابعة تطورات الأوضاع وتداعيات الحرب الروسية الأوكرانية تضم الوزارات والأجهزة المختصة، واتحاد أصحاب العمل، ونخبة من الخبراء، للخروج بتوصيات لتجاوز الآثار السالبة، والتخطيط للاستفادة من الفرص المتاحة.

معاناة الإقتصاد السوداني

وأكد دكتور عادل عبدالعزيز، ان الاقتصاد السوداني سيعاني من ارتفاع أسعار النفط بسبب انه يستورد احتياجاته من الجازولين والفيرنس والبنزين والبوتاجاز وزيوت التشحيم من الأسواق العالمية، وحسب إحصاءات بنك السودان المركزي فقد بلغ الاستيراد من هذه المواد خلال الفترة من يناير الى سبتمبر 2021 مبلغ 157.2 مليون دولار. ومع الزيادات الحالية في الأسعار العالمية يتوقع أن يتجاوز الاستيراد مبلغ 250 مليون دولار في العام 2022م، كما يتوقع حدوث ارتفاع في أسعار القمح في الأسواق العالمية بسبب تأثر سلاسل الامداد من روسيا وأوكرانيا وهما من أكبر منتجي ومصدري القمح والحبوب في العالم، ومع الزيادات المتوقعة في أسعار القمح عالمياً يتوقع أن يصل استهلاك السودان من القمح المستورد خلال العام 2022 لمبلغ 500 مليون دولار.
ونوه إلى أن واردات السودان من روسيا خلال الفترة من يناير الى سبتمبر 2021 بلغت حوالي 160 مليون دولار أغلبها من سلعة القمح، ولم يتم تصدير شيئاً لروسيا خلال هذه الفترة، بينما بلغت واردات السودلن من أوكرانيا خلال الفترة المذكورة نحو 19 مليون دولار فقط عبارة عن مواد غذائية ومصنوعات، وبلغت صادرات السودان لأوكرانيا أقل من 260 ألف دولار.
وفقاً لهذه الأرقام فإن أثر الحرب على الاقتصاد السوداني سوف يتركز في ارتفاع أسعار مستورداته من القمح والمواد البترولية، وفي حالة استمرار هذه الحرب لفترة طويلة أو متوسطة فقد يستفيد الاقتصاد السوداني من خلال اتجاه المستثمرين الأجانب للاستثمار في حقول البترول الواعدة في أواسط وجنوب السودان، والاستثمار كذلك في زراعة القمح في ولايتي الشمالية ونهر النيل لتغطية حاجة جمهورية مصر على وجه الخصوص وهي أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم، وبالتالي لابد من الدراسة المتعمقة لآثار هذه الحرب على الاقتصاد السوداني .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى