حوار مع: الدكتور المصري يسري انور الحميلي..رائد الجراحة الملاحية في العمود الفقري
القاهرة|علي سلطان
من أوائل الأطباء الجراحين الذين استخدموا الجراحة الملاحية في مجال العمود الفقري على مستوي العالم.
ساعدتني الجراحة الملاحية في إجراء عمليات دقيقة جدا وعمليات شديدة الحساسية.
ادمجت مجال الجراحة الملاحية بالمايكروسكوب والجراحة بالمناظير.
في مصر، ننافس بقوة مع احسن المراكز العالميه ونستخدم كل التقنيات الحديثه في الدول المتقدمة.
لم احظ بزيارة السودان وسازوره بالتأكيد متى ماسنحت الفرصة.
الفرص مواتية عندنا لتدريب الاطباء السودانين، وهم محل اهتمام وتقدير
.
النطاسي البارع ،والعالم، والرائد، الأستاذ الجامعي، الطبيب الجراح الدكتور يسري انور الحميلي جمع كثيرا من المزايا التي أهلته ليكون طبيبا معروفا على المستوى القومي والعالمي، وأحد أطباء مصر والعروبة المميزين
حظيت بفرصة أجراء حوار معه أثناء زحمه عمله وكثرة مراجعيه، ولعل محبته لأهل السودان، كانت سببا في أحظى بحوار سريع معه في مكتبه بمستشفاه (نيرو سباين) في السادس من اكتوبر وهي احدى افضل المستشفيات الحديثة التي تتحقق فيها النجاحات العديدة التي يحققها الدكتور الاستاذ يسري الحميلي وفريق عمله المؤهل.
الدكتور يسري رائد في مجال الجراحة الملاحية التي نجح في استخدامها في العمود الفقري،وكانت تستخدم في جراحة المخ والاعصاب.
اجرى مئات العمليات الدقيقة والخطيرة بنجاح، مما اكسبه شهرة واسعة في مصر وخارجها، كما انه ضيف مرموق في القنوات الفضائية المصرية وله متابعون كثر حول العالم.
يسرنا ان يكون ضيفا على القراء السودانيين ، وهو يكن حبا وتقديرا كبيرا لاهل السودان الذين يخصهم بمعاملة خاصة في عيادته بالدقي ومستشفاه في السادس من اكتوبر.
طلبت بداية من الدكتور يسري نبذة سريعة عن سيرته في مجال الطب والدراسات.
قال: بفضل الله تعالى تخرجت في كليه طب القصر العيني، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف وعُينت في الكلية كطبيب مقيم ،ثم
معيدا ثم مدرسا مساعدا، ثم سافرت للدراسه ثم رجعت وعادلت شهادة الدكتوراة، وبعدها سافرت الى دول كثيرة منها المانيا، لمزيد من العلم و الدراسة.
مالجديد الذي قدمته في مجالك جراحة المخ والاعصاب والعمود الفقري، وكانت سببافي تميزك؟
ما قدمته في مجال شغلي الاساسي هو الجراحة الملاحية، و هي تقنيه تستخدم لاجراء العمليات الجراحية الدقيقة في المخ ونقدر ان نصفها بأنها مثل أجهزة( الجي بي اس) بالنسبه لأجهزة الجسم.
و كنت من أوائل الأطباء الجراحين الذين استخدموا الجراحة الملاحية في مجال العمود الفقري على مستوي العالم لانها كانت تُستخدم باستمرار في جراحات المخ، ولم يفكر احد في بشكل متوسع استخدامها في العمود الفقري كنت من الاوائل و الرواد في هذا المجال.. ومن فضل الله تعالى اجريت بمساعدة الجراحة الملاحية عمليات دقيقة جدا وعمليات شديدة
الحساسية، ثم ادمجت مجال الجراحة الملاحية بالمايكروسكوب والجراحه بالمناظير، و كان استخدام المناظير و الميكروسكوب في بدايه الامر عملية صعبة جدا .
و الحمد لله إننا الآن نجري الجانب الأعظم من العمليات بالجراحة الملاحية، طبعا كل التقنيات الحديثه التي تستخدم في الدول المتقدمة نستخدمها هنا في مصر أولا بأول، بحيث إننا ننافس بقوة مع أحسن المراكز العالمية .
انت عُرفت باستحدام الأجهزة والتقنيات الحديثة ..لماذا اتجهت هذا الاتجاه منذ البداية..و هل هذا ما يميزك عن زملائك الاخرين؟
الحقيقه لأني عشت معاناة المرضى الذين يسافرون للعلاج في الخارج، عندما تكون العمليه تتطلب تقنية معينة غير موجودة في مصر.. و لا تتوفر إلا في خارج مصر..!
ّ ومع ملاحظتي لمعاناة المريض وأهله لكي يعمل العملية خارج مصر. و ليس معاناة المصريين وحدهم ،بل لاحظت كذلك معاناة المرضى من الدول العربيه الذين يسافروا إلى دول اوروبا وامريكا للعلاج، و يجدون صعوبات ومعاناة رهيبة علشان يعملوا هذا النوع من العمليات، ولايجدوا التعامل الجميل الذي يجدونه في بلدهم مصر.
وقد وضعت هذه النقطه هذه منذ البداية نصب عيني، وصممت ان استقدم كل ما هو جديد لبلدي مصر من أحدث المنظومات العلميه في المخ والاعصاب والعمود الفقري، ونساعد بها أهلنا في مصر و اخواننا في الدول العربية.
و بفضل من الله رب العالمين تحقق جزء كبير من رؤيتي، وحققنا الكثير جدا من الطموحات التي حلمنا بها، و بفضل الله تعالى وفقنا لتحقيقها.
بعض المرضى يتخوفون من العلاج بأجهزة التقنيات الحديثة في العمليات .. ويفضلون الجراحات التقليدية..! ماذا تقول لهؤلاء؟
هناك معلومة مغلوطة عند كثير من الناس، إذ يعتقدون خطأ أن الجراحه التقليدية هي أعم وأشمل من جراحة التقنيات الحديثة ذات التدخل الموضعي المحدود، إذا كان التدخل بالمنظار و المايكروسكوب، واكيد الجراح الذي يعمل العمليات
بالمناظير والميكروسكوب لا مقارنة له مع الجراحات التقليدية على الاطلاق،. نحن نرى كجراحين في هذا التخصص ان العمليات الجراحيه بالنسبه لنا كجراحين هي أشبه بعمليات خريجي ثانوية عامة، وكلنا بناخذ ثانوية عامة، ولكن الذي عايز يكمل ويتميز بعد الثانوية العامة لازم يكون متفوقا في الثانوية العامة ويدخل كلية الطب، فالجراح الذي يستخدم التقنيات هو جراح متميز جدا في العمليات الجراحية التقليدية ودفعه الطموح ليعمل حاجه أفضل وأحسن!!
لما بنيجي نختار للمريض عملية بنشوف العملية الأفضل للمريض واللي بتدينا نتائج أفضل، والتي تحافظ الى حد كبير على الأنسجة الطبيعية في جسم الانسان،
فبالتالي الذي يرفض الجراحة الحديثة و الذي يفضل الجراحة التقليدية زي الشخص الذي يستخدم التكييف القديم،و بيفتح الحيطه، ويركب التكييف وهذا غير الذي بيعمل تكييف مركزي..!
الان يتم علاج حالات كانت تعتبر مستعصية و معقدة وكان من الصعب علاجها, الان هناك توفيق كبير في علاج هذه في الحالات الصعبة ونادره العلاج؟
الحقيقة أن التقنيات والأبحاث دائما في العلم تنصب على معالجة الأزمات وتذليل الصعاب، هناك أمراض مستعصية لم يكن لها علاج لسنوات طويلة!
لقد مكنتنا التقنيات الحديثة من أختراعات عظيمة نجحنا بها في علاج مشكلات قديمة منستعصية، الآن نعمل حاجات جديده علشان نحارب مشاكل قديمة وسابقة، سنظل نردد، و ما أوتيتم من العلم الا قليلا، ونحن نجتهد بالأسباب و ربنا يذللها لنا في طفرات، وكل ما نحققه في هذه المنظومة مرهون بتوفيق الله تعالى.
اكيد هذا العلم لا ياتي من فراغ بل هو نتاج متابعة مستمرة للموتمرات الدولية و كل جديد في عالم التقنيات ذات الصلة بمجالكم الطبي؟
نعم.. لازم تكون هناك متابعة عن كثب واشتراك في المؤتمرات العالميه وهذا هو الذي بيثري المعلومات ويجددها، وهناك أبحاث و مناقشات ومراجعات وهو مانقوم لحظة بلحظة لكي نطلع على ما هو افضل وجديد.
هل انت الطبيب الوحيد في هذا المجال؟ وهل تخرج على يديك طلاب يسيرون على نهجك؟
الحمد لله، نعم في الجامعة وفي المستشفى تتخرج اجيال جديدة مؤهلة تسير على الطريق ذاتها.. وهناك الكثيرون الذين تخرجوا على ايدينا، ويشتغلوا بشكل كويس داخل وخارج مصر وبعضهم بدا يتجه الى العالمية، الحمد لله رب العالمين، ونحن بتوفيق من الله مستمرون على النهج ذاته، و باستمرار.
من بين هذه اللوحات التي تزين جدران المستشفي،قرأت رسالة مؤثرة من قدامى محاربي اكتوبر يشكرك على نجاح عملية معقدة اجريتها له.. فهل لك دور في معالجة قدامي محاربي مصر والعسكريين الذين قدموا أجسادهم فداء للوطن؟
كل طبيب يتشرف بانه يعالج هؤلاء الابطال، لأنهم مناضلون في عالمنا العربي والشرق الاوسط، شرفٌ عظيم لنا، ومهما عملنا وعالجنا لا نستطيع أن نوفيهم مما عملوا، ولا ان نوفيهم حقهم ولاذرة واحدة مما عملوه من اجلنا.. لذلك لما بتيجينا فرصة كهذه نكون سعداء بعلاجها.
طبعا ساهمنا في علاج ضحايا النزاعات والحروب الاقليمية المجاورة ليبيا واليمن و العراق و طبعا عالجنا منهم الكثيرين، لقد شهدنا حرب اكتوبر ونحن صغار في السن، ولكن ظلت ذكراها وامجادها راسخة، ونحن اتربينا على حب بلدنا وقوميتنا وهذه فرض علينا اننا نتمسك بالاخوة العربية، وفرض علينا أن نبقى ونظل أسره واحدة، وهذا جزء من ثقافتنا و تربيتنا ووحدتنا.
البعض يقول إن استخدام التكنولوجيا والاجهزه ترفع من تكلفة العلاج مقارنة بالجراحة التقليدية؟
اي تكلفة لا تقارن بما انت بتصلحه وبتعدله وبتغيروا في جسد المريض.
لما احنا نقارن التقنية القديمة بالحديثة ندرك انه ليس هناك احسن ولا افضل من صحة الانسان و النفس البشريه لأنها أعظم قيمه على وجه الأرض، لذلك إذا قارنا بين الجراحتين نحن تهمنا النتيجة الكويسة، ولما أجي أشوف العيان اللي بيطلع بنتيجه مش كويسه و هو بيكون بيصرف قدر مكان بيصرفه في العملية بل اضعاف و اضعاف، هو ما يقدرش يشتغل وما بيقدرش
يمارس عمله ما بيقدرش يعيش حياه طبيعية، فهذه نعمة لا تقدر بثمن وبرضو حتى التكاليف الزياده هذه بتوفر عليه كثير في المستقبل.
عندما تشابكت ايدينا سلاما، وقلت لك: العلاقات المصرية السودانية وصفتها بالعلاقات الاخوية. فما هي علاقتك بالسودان؟
الحقيقه انا بجيني مرضى كثير من السودان، وهم محل حفاوة وتقدير عندنا، وعلاقاتنا بهم مميزة جدا.
ومن جانب آخر نهتم بتدريب الاطباء السودانيين وانا بأشرف عليهم ونحن على استعداد لتدريب الاخوة الاطباء السودانيين في مجالنا هذا.. ونحتضنهم ونساعدهم، وهذا شرف لنا أن نساعد اخواننا السودانيين.
و على فكره هذا قليل من اللي علينا من حقوق وواجبات تجاه اخواننا لأننا فعلا كلنا شعب واحد
وختاما قلت له: وانت تتحدث بحب عن السودان؟؟ هل زرت السودان؟
قال: لم احظ بزيارة السودان، ولكن اتمنى ذلك، وإذا سنحت لي فرصة سازوره بالتأكيد، وسألتقى زملاءنا الأطباء وأبناءنا الطلبة.