( حوار الآلية الثلاثية) .. الإنطلاق بمن حضر .. ام سيكون شاملا…؟
تقرير: العهد اونلاين
من المقرر أن تبدأ يوم الثلاثاء العاشر من مايو الجاري الحوار (السوداني السوداني) الذي دعت إليه الآلية الثلاثية التى تضم فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة ايقاد، لايجاد حل الي الأزمة السياسية بالبلاد.
وبحسب تصريحات رئيس البعثة الأممية في السودان فولكر بيرتس، في مؤتمر صحافي بالخرطوم قبيل حلول عيد الفطر، فإن الآلية المشتركة أجرت محادثات مع أطراف سودانية شملت القوى السياسية وقادة الجيش ولجان المقاومة والطرق الصوفية ومنظمات المجتمع المدني، هدفها دفع كل أصحاب المصلحة للاتفاق على الدخول في حوار حول القضايا كافة. وأضاف فولكر : لاحظنا أن هناك رغبة كبيرة للجلوس في غرفة أو إلى طاولة حوار واحدة، وأن هناك آخرين لا يرفضون ولكنهم غير مستعدين في الوقت الحالي.
وقال فولكر إن حزب المؤتمر الوطني (المنحل) لن يشارك في المحادثات، وندرس مشاركة حزب المؤتمر الشعبي وحركة الإصلاح الآن.
وقال فولكر إن هناك إجماعاً على عدد من القضايا والمشكلات على رأسها الترتيبات الدستورية التي يجب أن تنظم العلاقة بين المكون المدني والعسكري، وبناء مؤسسات الانتقال بتشكيل مجلس سيادة واختيار رئيس الوزراء وأعضاء حكومته، وبرنامج الحكومة خلال الفترة الانتقالية إلى حين الوصول إلى انتخابات حرة نزيهة.
تهيئة المناخ للحوار
وقابلت السلطات خطوة إعلان الحوار بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين والنشطاء وعدد كبير من لجان المقاومة، وهو المطلب الأول الذي ظل ينادي به المدنيون منذ إجراءات 25 أكتوبر التصحيحية.. ليبقى المحك في تنفيذ المطلب الثاني وهو إزالة الإجراءات التي أعقبت 25 أكتوبر، والتي لا تعني بالضرورة العودة للمربع الأول، عندما كانت العلاقة سمنا على عسل بين المدنيين والعسكر (ظاهريا على الأقل).
التزام البرهان
وتلقى رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمس، اتصالاً هاتفياً من مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الأفريقية مولي في، أكدت فيه دعم الإدارة الأمريكية لعملية الانتقال في السودان.
وتعهد رئيس مجلس السيادة، بإلتزامه باستكمال المرحلة الانتقالية وصولاً لمرحلة التحول الديمقراطي، وجدد الإلتزام بدعم جهود الآلية الثلاثية، بجانب الجهود الأخرى المبذولة من قبل السودانيين لتحقيق التوافق الوطني.
تشكيل تحالفات
وقبيل أنطلاق الحوار حدث حراك مكثف في الساحة السياسية في محاولة لنسج تحالفات لعلها تكون جزءا من الترتيبات القادمة أو على الأقل تكوين تكتلات سياسية جديدة من بينها تكوين ست كيانات إسلامية لما يعرف بالتيار الإسلامي العريض، فيما سبق مولانا محمد عثمان الميرغني رئيس الحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل، الجميع بالدعوة لعقد مؤتمر وحدة الفصائل الاتحادية بالقاهرة وارسالة لثلاثة من أبنائه لتسليم رسالة خطية للفريق اول عبد الفتاح البرهان، كما أعلنت قوي الحرية والتغيير (التوافق الوطني) عن ترتيب البيت بالداخل استعدادا للمرحلة المقبلة.
تباين المواقف
وأظهرت إعادة تشكيل الملعب تباينا في المواقف داخل بعض الأحزاب السياسية ، حيث حملت الاخبار عن وقوع انقسام داخلها أو بات وشيكا بعد أن ظلت المواقف والآراء موحدة خلال الفترة الماضية، خاصة بحزبي الأمة القومي والمؤتمر الشعبي، بينما تباينت ردود فعل بعض المجموعات تجاه الدعوة للحوار، فالبعض استبق الحوار بالتشكيك في نوايا ممثل الأمم المتحدة فولكر بيرتس، الذي صوبت له الانتقادات في أنه يحاول تطبيق مشروعه الغربي في السودان.
رفض لجان المقاومة
واعلنت لجان المقاومة رفضها لحوار الآلية الثلاثية، واستمرت في مواكبها وتحريك الشارع الشبابي الذي انقلب على الإنقاذ، كما ظل الحزب الشيوعي رافضا لأي حوار ، فيما رحب قادة الجبهة الثورية بالحوار ، بل طرحوا مبادرة حاولوا أن تخرج متوازنة ما بين وقوفهم مع مطالب عودة قوي الحرية والتغيير( قحت) والمحافظة على مكتسباتهم من اتفاقية جوبا والتي تعني استمرار علاقتهم الإيجابية مع العسكر يين لأنهم الضامن لتنفيذ إتفاق جوبا للسلام.
موقف حزب الأمة القومي
واكّد حزب الأمة القومي في بيان السبت دعمه للالية الثلاثية ، ودعمه لاي مسعي جاد للحل السياسي، بجانب سعيه بكل قوة لإنجاح المبادرة الأممية، وقال إنّ المؤتمر التحضيري هو بداية لوضع التحضيرات اللازمة لمائدة مُستديرة لحل أزمة البلاد السياسية.
رفض قوي الحرية والتغيير للمشاركة
واعلن المهندس عادل خلف الله الناطق باسم حزب البعث، رفضهم مع غيرهم من أحزاب قوى إعلان الحرية والتغيير، للمشاركة في الحوار الذي دعت له الآلية الثلاثية التى تضم فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة ايقاد (الآلية الثلاثية) لبحث الأزمة السياسية في البلاد، واصفا الحوار بأنه حوار طرشان.
وأكد خلف الله، أن الحرية والتغيير ترفض المشاركة في الاجتماع التحضيري بعد أن وصلتها دعوة من الآلية الثلاثية، لأنها لا تريد أن تكون جزءاً من أية عملية سياسية لا تفضي لإنهاء الوضع الانقلابي، وكل ما ترتب عليه، واستعادة المسار الديمقراطي عبر سلطة مدنية كاملة تعبر عن مطالب الشارع السوداني، وتعمل على تنفيذ مهام متفق عليها خلال ما تبقى من الفترة الانتقالية، وصولاً لانتخابات عامة حرة ونزيهة بنهايتها.
حوار لا يحقق الأهداف
واعلن حزب المؤتمر السوداني، عن رفضه للانقلاب، واي محاولات للتصالح مع قادته ومؤسساته، وقال الحزب في بيان له، أن حوار الآلية الثلاثية او الاجتماع التحضيري المنتظر لا يقود لتحقيق تلك الأهداف ثورة ديسمبر ومطالب الشعب السوداني ،بل يخطئ في تعريف طبيعة الأزمة وتحديد أطرافها وقضاياها ويشرعن حجج الانقلاب التي يريد من خلالها إخفاء دوافعه وطبيعة تركيبته.
تأييد الحوار
وفي خطوة مفاجئة شهدت قاعة الصداقة بالخرطوم اليوم، التوقيع على الإعلان الوطني لدعم السيادة والانتقال الديمقراطي من قبل أكثر من 110 كيانات وأجسام سياسية تحت شعار (من أجل التوافق السياسي عبر الحوار السوداني السوداني )، بجانب تسليم الإعلان إلى مجلس السيادة الانتقالي والجهات المختصة بغرض إيجاد أرضية مشتركة تحافظ على وحدة الوطن في ظل الوضع الحالي.
ويضم التكتل تيارات ثورية عديدة، لجان مقاومة ، كيانات شبابية ، منظمات مجتمع مدني تمثل كل الفئات بما فيها المرأة والمهتمين بحقوق الإنسان بالإضافة إلى أحزاب سياسية وتكوينات شعبيه مختلفة.
ورحب الإعلان بكل الجهود الدولية خاصة جهود الآلية الثلاثية بقيادة فولكر بيرتس والتي تضم الأمم المتحدة والاتحاد الافريقي ومنظمة إيقاد ، والرامية الى تحقيق التوافق وحل الأزمة السياسية بالسودان دون المساس بالسيادة الوطنية
حوار شامل
ويري السفير الرشيد ابوشامة المحلل السياسي، أن حوار الآلية الثلاثية هو المخرج الوحيد للبلاد من الأزمة السياسية الراهنة ، وسيحقق أهدافه.
واضاف: الحوار سيكون شاملا، رغم ظهور تباين في آراء مواقف القوي السياسية من الحوار الذي دعت إليه الآلية الثلاثية، ومضي الي القول: حسب متابعاتي سيبدأ الحوار وسيأتي الناس للمشاركة فيه، حتي ان بدأ في الفترة الأولي بحضور محدود ، إلا أن الجميع سيشارك في الحوار باستثناء المؤتمر الوطني المحلول، فإن قوي الحرية والتغيير بجناحيها ستشارك وكذلك حزب الأمة القومي، وبعض التيارات الإسلامية بما فيها حزب الإصلاح الآن والمؤتمر الشعبي.
تلين مواقف لجان المقاومة
وأكد السفير الرشيد ابوشامة، أن الجهة الوحيدة التي ترفض الحوار الآن ، لجان المقاومة ومن خلفها الحزب الشيوعي وتجمع المهنيين والذين يعملون على تحريك الشارع الان، واضاف: سيتم تلين مواقف لجان المقاومة وستشارك لاحقاً في الحوار الذي دعت إليه الآلية الثلاثية، بعد أن يلتقيها فولكر بيرتس رئيس بعثة الأمم المتحدة للاستجابة لمطالبها للمشاركة في الحوار ، أما تجمع المهنيين فهو يشهد حالة من الضعف والانقسام الآن وبالتالي لن يؤثر سلباً على انطلاق الحوار.