حميدتي في روسيا بناء أول مدماك في جدار الإقتصاد الوطني.

حميدتي في روسيا بناء أول مدماك في جدار الإقتصاد الوطني.
الخرطوم : العهد اونلاين
زيارة نائب رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول محمد حمدان دقلو لروسيا التي أقامت الدنيا ولم تقعد لفتت الانظار واعادت الأمل للشعب السوداني والذي يتطلع لغد أفضل بوجود دولة عظيمة ذات هيبة وسيادة وموقع وموضع مميز بين دول العالم.
وجاءت الزيارة بشكل مختلف من حيث عنصر التوقيت والظروف البيئية والإقليمية المحيطة ، كما تداخلت مع الجوانب السياسية والإقتصادية بالغة التعقيد التي يعيشها العالم ومن هنا يبرز الدور والهدف الأسمى لها وهو رفعة السودان وإنتشاله من براثن التدهور الإقتصادي تلك آمال عراض توقعها الخبر أن تنتج من زيارة دقلو لروسيا على رأس وفد رفيع ضم وزراء ووكلاء للوزارات الحيوية في البلاد ومن المتوقع أن تحقف الزيارة مكاسب إقتصادية من خلال مذكرات التفاهم التي وقعت بين الجانبين ضخ رؤوس أموال من المستثمرين الروس لإنعاش الحراك التجاري والإستثمار في مجالات التعدين والنفط والزراعة والصناعة لتحريك عجلة الإقتصاد والتنمية في السودان.
سياسيا التقرب من الجانب الروسي هو الافعل بعد أن تماطلت وتمادت أمريكا وتذبذب موقفها تجاه حكومة السودان إبان الفترة الإنتقالية الحالية فروسيا اليوم لها القوة والكلمة النافذة وموقفها إيجابي داعم للتحول السياسي في السودان.
حميدتي ومذكرة التفاهم أول مدماك في جدار الإقتصاد السوداني:
شهد الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس مجلس السيادة، بالعاصمة الروسية موسكو اليوم، التوقيع على مذكرة تفاهم بين اتحاد الغرف التجارية السوداني، ومجلس الأعمال الروسي. في حضور وزير المالية د. جبريل إبراهيم محمد، ووزير الزراعة والغابات د. أبوبكر عمر البشرى ووزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود، ووكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب، والقائم بأعمال السفارة السودانية بموسكو السفير أونور أحمد أونور.
ووقع عن الجانب السوداني رئيس اتحاد الغرفة التجارية نادر الهلالي، بينما وقع عن الجانب الروسي، عضو مجلس الأعمال الروسي فيكتور جيم داي.
وأبدى عدد من رجال الأعمال والشركات الروسية، رغبتهم الدخول في استثمار بالسودان خلال الفترة المقبلة، مشيرين للإمكانيات الكبيرة التي يمكن الاستثمار فيها خاصة في مجال الحبوب واللحوم، والبنية التحتية، والغاز والكهرباء.
وعبّر الفريق أول محمد حمدان، عن شكر السودان للحكومة الروسية على إعفاء متأخرات ديونها السيادية على السودان خلال العام الماضي، ورحب سيادته بانعقاد الدورة السابعة للجنة الوزارية السودانية الروسية الاقتصادية والتجارية المشتركة بالخرطوم في النصف الأول من العام الجاري، مؤكداً توفير رعاية خاصة للاستثمارات الروسية القائمة في السودان كافة ومعالجة ما يواجهها من مشكلات، مشيراً إلى أهمية تفعيل العلاقات التجارية في قطاع الزراعة، واللحوم، والفواكه، والحبوب.
من جانبه أكد وزير المالية د. جبريل إبراهيم إزالة المعوقات كافة التي تعترض تدفق الاستثمارات الروسية للسودان، مشيراً إلى أن السودان يمثل بلد الفرص اللامتناهية، إلى جانب كونه يمثل بوابة أفريقيا، ونوه إلى وجود أكثر من ٢٠٠ مليون فدان صالحة للزراعة مع توفر الإمكانيات كافة التي تسهم في الإنتاج، وأشار إلى الإمكانيات في مجال الثروة الحيوانية والتعدين، لافتاً إلى أن كل تلك المشروعات وغيرها سيتم الاتفاق حولها خلال اجتماعات اللجنة الوزارية قريباً.
وأكد وزير الزراعة والغابات د. أبوبكر عمر البشرى حاجة السودان إلى توفير نظم ري حديثة والاستفادة من التجربة الروسية في مجال البيوت المحمية، إلى جانب مجال الأسمدة، داعياً إلى ضرورة التعاون في تلك المشاريع بما يحقق الفائدة المشتركة،فيما طرح وزير النفط والغاز حمد عبد الله محمود، عقد شراكات مع الجانب الروسي في مجالات الطاقة للاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي يتمتع بها الروس في تقانة وتكنولوجيا النفط والغاز، مشيراً إلى توفر فرص لإقامة موانئ لتصدير وتكرير البترول، إلى جانب إنشاء مصانع للبتروكيماويات.
وفي السياق شدد رئيس الغرفة التجارية على ضرورة إحكام التنسيق بين الجانبين السوداني والروسي، وتكثيف اللقاءات الثنائية لتسهيل عمل الشركات الروسية في السودان، وأوضح أن المجال مفتوح للشركات الروسية للعمل في مجالات البنية التحتية والطرق والموانئ والسكة الحديد، مشيراً إلى أن الزيارة ستفتح المجال أمام رجال الأعمال والشركات في البلدين لمزيد من التعاون.
تعميق وترسيخ العلاقات الثنائية:
عقد نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، اليوم بالعاصمة الروسية موسكو، جلسة مباحثات مشتركة مع وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، في حضور وزير المالية د.جبريل إبراهيم، ووزير الزراعة والغابات د. أبوبكر عمر البشرى ووزير الطاقة والنفط محمد عبد الله محمود، ووكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب، ورئيس اتحاد الغرف التجارية نادر الهلالي والقائم بأعمال السفارة السودانية بموسكو السفير أونور أحمد أونور.
وناقشت المباحثات سُبل تطوير وتعميق أوجه التعاون الثنائي بين السودان وروسيا في مُختلف المجالات، فضلاً عن التشاور حول القضايا الثنائية والإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك. وركزت على ضرورة توسيع قاعدة التعاون الثنائي في المجالات السياسية، والدبلوماسية، والاقتصادية، والتجارية.
واتفق الجانبان على الإسراع في تفعيل الاتفاقيات القائمة بين البلدين، وعقد اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة، إلى جانب تسريع عمل جميع اللجان المشتركة.
وأعرب نائب رئيس مجلس السيادة في كلمته خلال المباحثات، عن امتنان الحكومة السودانية للدعم والمساندة المتواصلة التي ظلت تقوم بها روسيا تجاه السودان في جميع المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة، ممتدحاً وقوف الشعب الروسي مع الشعب السوداني عبر التاريخ، الأمر الذي ساعد في تعزيز أواصر الصداقة إلى مستويات رفيعة.
وأشار إلى أن الزيارة أكدت عزم السودان على المضي قدماً بالعلاقات بين البلدين إلى آفاق أرحب، إلى جانب تعزيز التعاون القائم بما يحقق الاستفادة من الإمكانيات المشتركة لدى البلدين.
مبيناً أن المباحثات مع وزير الخارجية أسهمت في خلق تفاهمات جديدة ستدفع بالعمل المُشترك للاستفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها السودان، في مجالات الزراعة والتعدين والصناعات التحويلية والنفط والغاز وغيرها من المجالات الاقتصادية.
من جانبه أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، على عمق العلاقات الروسية السودانية، وأشار إلى أن ما يجمع البلدين كونهما متشابهين في كثير الأشياء مما ساعد في خلق روابط صداقة ممتدة مبنية على الاحترام المتبادل، موضحاً أن بلاده تدرك أهمية التطورات الراهنة في السودان، وهي على قناعة بمقدرة السودانيين على حل مشاكلهم، داعياً إلى عدم التدخل في شؤون السودان، وأكد حرص بلاده على رفع مستوى التعاون مع السودان في مجالات الطاقة والزراعة والتعدين، وحماية البيئة، وأوضح أن السودان يتمتع بفرص واعدة ستغير من واقع البلاد في المستقبل، داعياً إلى إزالة العديد من التعقيدات التي تعيق تدفق الاستثمارات الروسية من بينها قوانين الاستثمار ، مشيراً إلى استعداد الشركات الروسية لبدء عمليات استثمار في السودان .
وكان نائب رئيس مجلس السيادة الفريق اول محمد حمدان دقلو قد وصل أمس الى العاصمة الروسية موسكو في زيارة رسمية بدعوة من الحكومة الروسية، ويرافق سيادته وفد يتكون من وزير المالية الدكتور جبريل ابراهيم ،ووزير الزراعة والغابات د. ابوبكر عمر البشرى،ووزير الطاقة النفط السيد محمد عبد الله محمود،ووزير المعادن السيد محمد بشير عبد الله ابونمو ،ووكيل وزارة الخارجية المكلف السفير نادر يوسف الطيب ،ورئيس اتحاد الغرف التجارية للسيد نادر الهلالي.
وتأتي زيارة السيد نائب رئيس مجلس السيادة والوفد المرافق له الى روسيا لبحث مسار العلاقات الثنائية، وسبل دعمها وتطويرها بما يخدم مصالح البلدين في المجالات كافة.
تلك الزيارة التي لم تخلو من كيد المتربصين وبحسب الرأي الراجح من الخبراء والمراقبين للشأن السياسي والإقتصادي في السودان فإن هذه الزيارة تعد الأنجح والأقوى تأثيرا في مجريات العلاقات بين روسيا والسودان وستدفع بعجلة التنمية والإقتصاد في هذا الوطن السودان.