حملة لإنقاذ الحيوانات.. تجميل عيون النساء مقابل دموع الأرنب رالف المسكين
حملة لإنقاذ الحيوانات.. تجميل عيون النساء مقابل دموع الأرنب رالف المسكين
زهراء أحمد / مواقع إلكترونية / العهد اونلاين
مر أكثر من 100 عام منذ أن أصبح اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات حديثا شائعا؛ لكن لم يتمكن أي شخص سوى رالف المسكين من جعل المستهلكين يتساءلون بالفعل عن المنتجات التي يشترونها، وما المراحل التي مرت بها قبل طرحها في السوق، ثم في أيديهم.
ولم تحظ أي حملة باستقبال عالمي مثل التي تقودها الآن “جمعية الرفق بالحيوان الدولية” (HSI)، حتى المبادرات الأخرى التي نفذتها الجمعية نفسها؛ إلا أن الاختلاف يكمن في الوعي الاجتماعي، الذي أحدثته حملة “أنقذ رالف” (Save Ralph).
أنقذ رالف وزملاءه
حققت النسخة الإنجليزية من فيلم “أنقذ رالف” (Save Ralph) ملايين المشاهدات، منذ إطلاقه في الأسبوع الثاني من شهر أبريل/نيسان، وبعد أن ذاع صيت رالف، صدرت نسخ بالدبلجة العربية والفرنسية والإسبانية، والعديد من اللغات على موقع يوتيوب، لملايين المتعاطفين مع قضيته حول العالم، لجمع توقيعات على عريضة تطالب بإنقاذه من مختبرات شركات التجميل.
رالف هو المتحدث الجديد باسم الحملة العالمية لحظر اختبار مستحضرات التجميل على الحيوانات، ويؤدي دور البطل في فيلم رسوم متحركة قصير، يدور حول مقابلة معه من أجل فيلم وثائقي، يتم تصويره خلال روتينه اليومي كأرنب تجارب في المختبر، حل محل أسرته التي عملت وماتت وهي تؤدي العمل نفسه؛ لكنه يطمئن المشاهد أنه يقوم بعمله لضمان حصول البشر على شامبو آمن.
تتناول حملة “أنقذ رالف” (Save Ralph) بقيادة جمعية الرفق بالحيوان الدولية قصة الأرنب بطريقة واقعية؛ لتسليط الضوء على محنة عدد لا يحصى من الحيوانات مثل الأرانب، والخنازير، والفئران، والكلاب، لاختبار منتجات مثل أحمر الشفاه وغسولات الرأس والوجه، على الرغم من وجود منتجات تجميل آمنة، ولم يتم اختبارها على الحيوانات.
نجح رالف في كسب تعاطف الملايين بعد ظهوره بعين متقرحة، وحروق متفرقة على جسده، ورغم صوت طنين أذنيه المزعج وآلام العمود الفقري؛ إلا أنه يطلب من المصورين حذف مشهد يتوسل فيه زملاؤه إلى فريق العمل بالفيلم للتدخل وإنقاذهم من الموت في المختبر، وإعادتهم إلى المزرعة، محاولا التقليل من فظاعة ما يحدث لهم؛ لكن إصاباتهم تحكي القصة الحقيقية.
كم رالف يتألم في المختبرات؟
تشير تقديرات منظمة “بيتا” (PETA) المدافعة عن حقوق الحيوان إلى استخدام أكثر من 100 مليون حيوان حول العالم لاختبار منتجات التجميل، من بينهم 375 ألف حيوان تستخدمهم الصين سنويا، وذلك على الرغم من حظر الاختبارات التجميلية على الحيوانات في 40 دولة، بما في ذلك الهند وتايوان ونيوزيلندا وكوريا الجنوبية وأستراليا وكل دولة في الاتحاد الأوروبي؛ إلا أن الاختبارات ما تزال قانونية في 80% من دول العالم.
تركز حملة “أنقذ رالف” (SaveRalph) على 16 دولة، بما في ذلك البرازيل وكندا وتشيلي والمكسيك وجنوب أفريقيا و10 دول في جنوب شرق آسيا؛ لإرساء قوانين مستحضرات التجميل الإنسانية، ليس فقط بإنهاء الاختبارات على الحيوانات لمنتجات ومكونات التجميل؛ لكن بحظر استيراد مستحضرات التجميل التي تم اختبارها على الحيوانات في أماكن أخرى من العالم، وعدم استغلال الثغرات القانونية؛ فقد تم حظر التجارب على الحيوانات في المملكة المتحدة منذ عام 1998، ولكن مع الشركات العالمية المنتجة في الخارج، أصبح من الصعب معرفة درجة التزامها بالقانون على وجه اليقين.
تواجه المبادرات المماثلة رفض علماء البيئة والباحثين، الذين قالوا إن هذه الممارسة ضرورية لحماية صحة الإنسان بشكل قاطع، خاصة بعدما وعدت وكالة حماية البيئة في 2019 بالتوقف عن طلب اختبار المواد الكيميائية الضارة المحتملة على الحيوانات، مع خطة لتقليل عدد الدراسات التي تتضمن اختبار الثدييات بنسبة 30% بحلول 2025، وإلغاء الدراسات بالكامل بحلول 2035، واستثمار 4.25 ملايين دولار في مشاريع في 4 جامعات، نتج عنها أحد الابتكارات الذي أظهر نتائج واعدة، هو رقاقة كمبيوتر مبطنة بخلايا بشرية حية تسمى “أورغانز أُن شيبس” (Organs-on-Chips)، تحاكي وظائف الأعضاء البشرية، مما يسمح للباحثين بدراسة الوظيفة الجزيئية والخلوية للمواد الكيميائية؛ لكن المتمسكين بحق الإنسان في منتج “آمن” لم يلتفتوا إلى تلك المبادرات.
البدائل الآمنة هي المستقبل
تحذر لجنة الأطباء للطب المسؤول، وهي منظمة صحية غير ربحية مهتمة بحقوق الحيوانات، ومقرها واشنطن، من ادعاء بعض الشركات أنها لا تجري اختبارات على الحيوانات “ما لم يقتض القانون ذلك” ما يعني أنهم اختاروا توسعة أسواقهم من خلال تصدير منتجاتهم إلى بلدان مثل الصين، حيث ما تزال هذه الممارسة قانونية؛ بل إلزامية من أجل تسويقها. اعلان
وأكدت اللجنة لصحيفة “نيويورك تايمز” (New York Times) أنه لم يتم الاتفاق دوليا على معنى إشعار “لم يتم اختباره على الحيوانات”، الذي اعتمدته بعض منتجات العناية الشخصية وشركات مستحضرات التجميل، وصار من السهل ادعاء الشركات بشأن سياساتها الخاصة بالتجارب على الحيوانات.
قد تشير الادعاءات أيضا إلى المنتج النهائي فقط، وليس إلى كل مكوناته، خاصة أن الجزء الأكبر من التجارب على الحيوانات يحدث على مستوى المكونات، وقد تستأجر بعض الشركات مختبرات خارجية لإجراء الاختبارات نيابة عنها، والبعض الآخر يدرج مكونات منتجاته في قائمة المواد الكيميائية والأدوية، للتهرب من القانون المطبق على مستحضرات التجميل.
أثبتت حملة “أنقذ رالف” (Save Ralph) كيف بات من السهل العثور على بدائل اقتصادية تحمي البيئة، وأشارت إلى العلامات التجارية، التي تصنع منتجات مشتقة من النباتات بدون الاختبار على الحيوانات، بالإضافة إلى كونها خالية من البارابين والكبريتات والزيوت المعدنية والسيليكون؛ المكونات التي أقرت منظمة الصحة العالمية، وهيئة الغذاء والدواء الأميركية بضررها البالغ على الإنسان قبل الحيوان.
صحبت صور رالف المسكين قوائم لمستحضرات التجميل، والعطور، والمنظفات المنزلية التي ما تزال تخضع للاختبار على الحيوانات، وعلى رأسها عطور جورج آرماني، و”غوتشي” (Gucci)، وإيلي صعب، ومزيلات العرق مثل “آكس” (AXE) و”نيفيا” (NIVEA)، ومنتجات البشرة مثل “آفين” (Avene)، و”بيوديرما” (Bioderma)، و”جونسون” (Johnson)، و”لايف بوي” (lifebuoy)، و”لاروش بوزيه” (Laroche posay)، و”فيشي” (vichy)، و”لوكس” (lux)، ومعجون الأسنان لدى كل من شركة “سنسوداين” (Sensodyne)، و”كلوس آب” (close-up)، و”سيغنال” (Signal)، وكان على رأس منتجي أحمر الشفاه وظلال العيون شركات ذات شعبية عالمية مثل “أوريفليم” (Oriflame)، و”بورجوا” (Bourjois).
كانت الحملة فرصة ذهبية للتذكير بالعديد من العلامات التجارية الأخرى المشتقة من النباتات، وتمتنع عن استغلال الحيوانات في مختبراتها، والمدرجة في قواعد بيانات منظمة “بيتا” (PETA)، والبيانات الدولية، وموقع “الفيل الأخلاقي”، الذي تحول الآن إلى دليل شامل لمساعدة المستهلكين المتعاطفين مع رالف، في جميع أنحاء العالم، على عيش حياة مسالمة، وذلك بعد التحقق من أن تلك العلامات التجارية لا تختبر منتجاتها أو مكوناتها على الحيوانات، ولا تكلف أو تسمح لطرف ثالث بإجراء الاختبار نيابة عنها، ولا تبيع منتجاتها في المتاجر الصينية.
كانت أشهر العلامات التجارية الصديقة للبيئة وحيواناتها، شركة بليس، وصابون “بيلا دونا” (Bella Donna)، و”إيسنس” (Essence) لمستحضرات التجميل، و”إيفا” (Eva)، و”غارنييه” (Garnier)، و”هدى بيوتي” (Huda Beauty)، و”مافالا” (Mavala)، و”أولابلكس” (olaplex)، و”ذا بادي شوب” (The Body Shop)، ومن المحتمل أن تلقى المنتجات الآمنة الأخرى رواجا أوسع بعد انتشار حملة “أنقذ رالف” (SaveRalph).
المصدر : مواقع إلكترونية