حرب أوكرانيا.. روسيا تحكم سيطرتها على سيفيرودونيتسك و40 دولة تبحث في برلين أزمة الغذاء
أعلنت القوات الروسية سيطرتها الكاملة على مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية شرقي أوكرانيا، وذلك في وقت انسحبت فيه القوات الأوكرانية من المدينة، بينما تبحث 40 دولة في برلين عن حل لأزمة الغذاء العالمية التي فاقمتها الحرب الروسية الأوكرانية.
وفي وقت مبكر من صباح اليوم السبت، أفاد مراسل الجزيرة بسماع دوي 4 انفجارات وسط مقاطعة ميكولايف جنوبي أوكرانيا.
وأفاد مراسل الجزيرة، نقلا عن حاكم مقاطعة لوغانسك سيرغي غايداي، بأن قوات الجيش الأوكراني في سيفيرودونيتسك تلقت الأوامر بالانسحاب إلى أماكن أكثر تحصنا دون أن يحدد جدولا زمنيا لهذا الانسحاب، أو ما إذا كان سيتم بتوافقات مع الجانب الروسي.
وأضاف غايداي أن القوات الروسية تقصف المدينة منذ نحو 4 أشهر بشكل يومي، وأن 90% من منازلها تضررت جراء القصف المستمر.
وجاء الانسحاب الأوكراني من سيفيرودونيتسك بعد أسابيع من القصف والقتال مع القوات الروسية وقوات الانفصاليين في شوارع المدينة.
وقال مسؤولون أوكرانيون أمس الجمعة إن القوات الروسية احتلت بالكامل بلدة تبعد نحو 10 كيلومترات جنوب سيفيرودونيتسك، في الوقت الذي اقتربت فيه من السيطرة على آخر المناطق الخاضعة لأوكرانيا في لوغانسك.
جبهة ليسيتشانسك
وقال الانفصاليون في لوغانسك إن قواتهم تسيطر على بلدتي “زولوتوي” و”غورسكوي” جنوب غرب مدينة ليسيتشانسك المجاورة لسيفيرودونيتسك، وأضاف الانفصاليون أنه تم القضاء على القوات الأوكرانية التي حوصرت في جيب صغير جنوب ليسيتشانسك، على حد قولهم.
وذكرت قيادة أركان الجيش الأوكراني أن قواتها تمكّنت من إيقاف الهجوم الروسي على الضواحي الجنوبية لمدينة ليسيتشانسك، وأكدت إلحاق خسائر كبيرة بالمهاجمين وإجبارهم على التراجع.
وتحاول القوات الروسية وقوات الانفصاليين محاصرة مدينة ليسيتشانسك، وقد سيطرت القوات الروسية أمس الجمعة على بلدة هيرسك الواقعة جنوب المدينة. وذكر حاكم لوغانسك أن مدينة ميكولاييفكا التي تبعد قرابة 20 كلم جنوب غرب ليسيتشانسك باتت في يدي الجيش الروسي.
وبدأت روسيا حربها على أوكرانيا في 24 فبراير/شباط الماضي، لكنها تخلت عن تقدمها المبكر صوب العاصمة كييف بعد مواجهة مقاومة شرسة تدعمها أسلحة غربية. ومنذ ذلك الحين، ركزت موسكو والانفصاليون الموالون لها على المعارك على طول خط المواجهة في الجنوب وفي منطقة دونباس شرقي البلاد، وهي مكونة من مقاطعتي لوغانسك ودونيتسك.
راجمات هيمارس
من جانب آخر، قالت وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) إن الدفعة الثانية من راجمات الصواريخ الأميركية “هيمارس” (Himars) ستصل إلى أوكرانيا الشهر المقبل، وذلك بعدما بدأت كييف في استخدام الدفعة الأولى من هذه الراجمات التي يصل مداها إلى 80 كيلومترا.
وذكر الرئيس الأميركي جو بايدن أن قاذفات الصواريخ التي سلمت لكييف “ستجعل من الممكن ضرب أهداف رئيسية في ساحة المعركة في أوكرانيا بشكل أكثر دقة”، مع تأكيد كييف على أنها لن تُستخدم “لضرب الأراضي الروسية”.
وذكر مسؤول دفاعي أميركي بارز -أمس الجمعة- أن روسيا تحاول دون جدوى اعتراض سبيل الأسلحة الغربية التي تتدفق إلى أوكرانيا، بما يشمل أنظمة صواريخ أبعد مدى تأمل كييف في أنها ستكون حاسمة في ميدان المعركة.
موسكو والناتو
وفي سياق متصل، حذرت وزارة الخارجية الروسية أمس الجمعة من أن حلف شمال الأطلسي (ناتو) على شفا صراع مسلح مباشر مع روسيا، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في مؤتمر صحفي إن النهج الذي تسير عليه دول الناتو في خضم الأزمة الأوكرانية يجعلها على شفا نزاع مسلح مع روسيا.
ونفت زاخاروفا عزم بلادها على استخدام السلاح النووي، قائلة إن استخدام روسيا للأسلحة النووية يستند فقط إلى منطق الردع.
وجاء تصريح المسؤولة الروسية بعد تصريح سابق للأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ أمس الجمعة قال فيه إن روسيا باتت تشكل تهديدا مباشرا لأمن وقيم دول الحلف.
ودعا ستولتنبرغ إلى إبقاء قنوات الاتصال مع موسكو مفتوحة حتى لا يؤدي سوء الفهم إلى ردود فعل لا يمكن السيطرة عليها، وأضاف أن الحرب في أوكرانيا وحشية، لكن الحرب بين الحلف وروسيا ستكون أكثر سوءا.
من جهة أخرى، أفادت مجلة “فورين بوليسي” الأميركية بتقديم مشرعين من الحزبين الأميركيين الجمعة مشروع قرار يصف تصرفات روسيا في أوكرانيا بأعمال الإبادة الجماعية.
وتزعم مسودة القرار أن الهجمات العشوائية على المدنيين والاستهداف المباشر لمستشفيات الولادة والمرافق الطبية والنقل القسري لمئات الآلاف من الأوكرانيين إلى روسيا والأراضي الخاضعة للروس، ممارسات تطابق ما جاء في المادة الثانية من اتفاقية الأمم المتحدة الخاصة بجريمة الإبادة الجماعية.
الأزمة الغذائية
في تداعيات الحرب في أوكرانيا على الأمن الغذائي العالمي، تبحث 40 دولة في مؤتمر دولي تستضيفه ألمانيا الأزمة الغذائية العالمية، إذ قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن العالم يواجه أزمة جوع عالمية غير مسبوقة، وإن مشكلات الوصول إلى الغذاء هذا العام، قد تتحول العام المقبل إلى نقص حاد في الغذاء.
ويتناول المؤتمر الدولي سبل فتح طرق بديلة لشحن الحبوب الأوكرانية، وتأمين استقرار الإمدادات الغذائية في العالم.
واتهمت وزيرة الخارجية الألمانية آنالينا بيربوك روسيا بأنها تستخدم الجوع سلاح حرب، وتحتفظ بالعالم كله رهينة، وأضافت الوزيرة في مؤتمر صحفي مع نظيرها الأميركي أنتوني بلينكن، أن البلدين يعملان ضد حرب الحبوب الروسية التي تهدد الاستقرار.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأميركي إن 40 مليون شخص أضيفوا إلى عدد الجياع هذا العام بسبب الحرب الروسية، وأضاف أنه لا يوجد سبب آخر غير الحصار الروسي لأوكرانيا، وأن رفض تصدير الحبوب تسبب بنقص إمداداتها.
ودعا لويس ميغيل بوينو المتحدث الرسمي باسم الاتحاد الأوروبي في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مداخلة مع الجزيرة في نشرة سابقة إلى ضرورة مشاركة أوكرانيا والأمم المتحدة في أي مفاوضات بشأن تصدير الحبوب من أوكرانيا.
وفي روسيا، قال الرئيس فلاديمير بوتين إن الغرب يعاني من حالة هستيرية بشأن الحبوب الأوكرانية، مجددا قوله إن بلاده لا تمنع تصدير الحبوب الأوكرانية، معربا عن استعداد موسكو لتأمين خروج السفن بحرية إذا أزالت أوكرانيا الألغام البحرية.
ونفى بوتين أن تكون الحرب في أوكرانيا هي سبب التضخم في العالم، مشيرا إلى أن التضخم والأزمة الحالية هي نتاج سنوات مما وصفه بالسياسة غير المسؤولة لمجموعة الدول السبع الكبرى.