جولة مباحثات ناجحة بين البرهان والسيسي فى “العلمين” ..السودان ومصر.. الإعمار والهموم المشتركة..!!
المباحثات تناولت سبل تعزيز العلاقات.. وجهود إعادة الإعمار..
البرهان أشاد بمواقف مصر الداعمة للسودان بالمحافل الدولية والإقليمية..
السيسي جدد التأكيد على الموقف المصري الداعم لوحدة وسيادة السودان ..
توافق على تكثيف المساعي لتقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني..
بيان الرئاسة المصرية : القاهرة ترى في السودان عمقًا استراتيجيًا..
تقرير : محمد جمال قندول
وصل رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مساء أمس (الاثنين) إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث أجرى جولة مباحثات ناجحة مع نظيره الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بمدينة العلمين.
وأكد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان حرصه على توطيد وتمتين روابط ووشائج الأخوة بين البلدين، معربًا عن تقديره لمستوى العلاقات السودانية المصرية.
وأشاد البرهان بمواقف مصر الداعمة للسودان في المحافل الدولية والإقليمية، ووقوفها مع الشعب السوداني إبان محنته وتقديم المساعدات الإنسانية له.
وكان الرئيس البرهان قد اختتم مشاركة ناجحة في فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة الرابع لتمويل التنمية الذي عقد في إشبيلية الإسبانية.
استعادة السلام
وتناولت المباحثات سبل تعزيز العلاقات بين البلدين خاصة جهود ملف إعادة إعمار السودان، وفتح آفاق جديدة للتعاون المشترك، لا سيما في المجالات الاقتصادية.
وخلال لقائه مع رئيس مجلس السيادة، جدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تأكيده على ثوابت الموقف المصري الداعم لوحدة السودان وسيادته وأمنه واستقراره.
وذكر المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية المصرية السفير محمد الشناوي أن الجانبان توافقا على أهمية تكثيف المساعي الرامية إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب السوداني الشقيق، في ظل ما يعانيه من ظروف إنسانية قاسية جراء النزاع الدائر.
وأضاف أن اللقاء استعرض مستجدات الأوضاع الميدانية في السودان، هذا إلى جانب الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لاستعادة السلام والاستقرار.
وبرزت القاهرة بقوة في أزمة السودان، حيث ظلت تنافح عن سيادة الدولة السودانية، كما استقبلت أعدادًا كبيرة من السودانيين الذين اختاروا أرض الكنانة ملاذًا آمنًا لهم.
تفاهمات استراتيجية
ويقول الخبير والمحلل الاستراتيجي د. عمار العركي إن زيارة رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة، واللقاء الذي جمعه بالرئيس عبد الفتاح السيسي، يأتي في توقيت لا يخلو من الدلالة، إذ تتقاطع فيه التحديات الداخلية التي تواجه السودان مع تحولات إقليمية متسارعة تفرض على العاصمتين تنسيقًا أوثق وأكثر واقعية.
ويرى العركي أن البيان الصادر عن الرئاسة المصرية حمل إشارات استراتيجية تعكس رؤية مصر لمستقبل العلاقة مع السودان، وتوجهاتها حيال الأزمات المحيطة، من حوض النيل إلى القرن الأفريقي.
وكان المتحدث الرسمي للرئاسة المصرية قد أشار إلى أن اللقاء تناول كذلك تطورات الأوضاع الإقليمية، خصوصًا في منطقة حوض النيل والقرن الأفريقي، حيث تم التأكيد على تطابق رؤى البلدين إزاء الأولويات المتعلقة بالأمن القومي، وحرصهما على مواصلة التنسيق والعمل المشترك لحماية الأمن المائي، ورفض الإجراءات الأحادية في حوض النيل الأزرق.
ويعود د. عمار للتعليق على معرض الطرح، ويشير إلى أن زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى مصر، والبيان الرئاسي المصري المصاحب لها، يؤكد أن القاهرة ما تزال ترى في السودان عمقًا استراتيجيًا لا يمكن تجاوزه أو التفريط فيه، خاصة في ظل ما يشهده الإقليم من تصدعات وأزمات متشابكة.
وأضاف أن رحلة الرئيس لأرض الكنانة تتجاوز إطار العلاقات الثنائية التقليدية، إذ تمثل مدخلًا مهمًا لإعادة ترتيب الأولويات بين السودان ومصر، على ضوء المستجدات السياسية والأمنية في الإقليم، فهي تفتح الباب أمام بناء شراكة استراتيجية متكاملة تشمل الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية، وتقوم على تنسيق المواقف، وتبادل المصالح، والتعامل المشترك مع التحديات العابرة للحدود، بدءًا من الأمن المائي، وانتهاءً بمخاطر التدخلات الإقليمية.
وأكمل العركي: وفي ظل حالة التوتر التي تعيشها المنطقة، تبدو الحاجة أكثر إلحاحًا إلى تفاهمات استراتيجية عميقة.
المصدر: صحيفة الكرامة
