من الواقع
جعفر باعو
ومات صوابي
*لم اجد بدأ من استعارة بعضا من أبيات احمد شوقي في رثاء صديقه العزيز بعد رحيله،فالذي رحل عنا كان صديقا قبل أن يكون خلال حنونا وعطوفا،وتقول أبيات شوقي ..
يقولون”مصطفي” مات قلت صدقتم
ومات صوابي يوم ذام وآمالي
وركني الذي للنائبات أعدّه
وذخرَي في الماضي وعوني على الحال
وسعدي الذي خان الزمان وطالعي
وفخري إذا ألقى الرجال وإجلالي
- ومات صوابنا جميعا والناعي ينقل لنا رحيل فارس الاوبه وزخرنا وكبيرنا الخال مصطفي محمد نور في فجر يوما كان صباحه ليس كمساءه .
- رحل الخال الحنون ..صاحب الهمه وعمل الخير في صمت وهدوء، ووجهه يطل إشراقاً ونورًا، ليترك لنا أشياءه كما هي فاعتصر القلب حزناً على فراقه والعقل دعاء لروحه الطاهرة إن شاء الله.
*رحل خالنا مصطفي وترك فينا جرحاً غائراً وهو الرجل الباش الذي لا تفارق الابتسامة وجهه منذ أن وعينا على هذه الفانية، لم نراه غاضباً الا عند التقصير .
*رحل “الخال” وجعل الجميع يذرف الدموع على فراقه، صغيرنا قبل كبيرنا شيوخنا قبل شبابنا، رحل وشلالات الدموع والنحيب كانت من الجميع.
*لم تكن السليمانية شرقها وغربها كعادتها في صباح الخميس ،فكانت الدهشة عند بعضهم والدموع تنهمر من الجميع والنحيب والوصف لدي الكبار قبل الصغار.
*خالي.. لم أصدق بعد أنني لن أراك مرة اخرى ولن اصافحك وانت تسالني عن الوالدة وصحتها،لم أصدق بعد أن اسمك لن يظهر على جوالي وانت تشاركنا هموم المركز الصحي والمسجد وأصحاح البئية في تلك القرية الوديعة، التى ظللت تحمل همومها حتى ايامك الاخيرة في هذه الدنيا. - عذراً خالي.. فالدنيا أم قدود عمارها خراب…لا بتلم شاردة.. ولا الفرق بنجاب.. لا فات السنين والزمن دولاب.
*اعلم خالنا “الحنون” أن جيرانك واهلك جميعهم ذرفوا دموع الحزن على رحيلك، “محمد”ياخال لم يصدق بعد انه لن يراك و”ومعتز”يتصبر جلدا على فراقك و”ومعز”ياخال يتكي على حب الجميع لك ويكتم في داخله الم الفراق، و”وعلى” يدعو سرا ويدمع جهرا،أما “مهند”فهو الأكثر الما لأنك لم تودعه بنظرات المفارق لهذه الفانية.
*رحلت عنا وصورتك لن تزال عن الذاكرة وستظل بيننا وانت الخال الوفي..الحنون..الخدوم..الذي تسبقك ارجلك على فعل الخير وخدمة الضعفاء.ومساندة المحتاجين..رحلت عنا يا خال وتركت جرحا صعب ان يندمل وحزنا عميقا صعب ان يصغر..وان كنا نعلم بالاجال المكتوبة لظللنا معك على فراش المرض الذي جاء مسرعا كلمح القصر.
*خالي.. جيرانك جميعهم شهدوا بفقدك واهلك جلهم حزنوا لفراقك، وإن كانت الدموع تعيد الراحلين لعدت لنا وكنت بيننا، ولكن دموع الحزن والفراق لم تفعل لنا شيئاً.
*خالي.. نسأل الله أن يبدلك داراً خيراً من دارك وأهلاً خيراً من أهلك وأن يغفر لك ويرحمك ويحسن إليك ويسكنك الفردوس الأعلى مع الشهداء والمحسنين وحسن أولئك رفيقا، ولا حول ولا قوة إلا بالله، و”إنا لله وإنا إليه راجعون”.