مقالات

جعفر باعو يكتب : شهوة السلطة

من الواقع

جعفر باعو
شهوة السلطة
*طرفه رائجة هذه الايام تقول ان احد أصحاب الخيال الواسع   سئل  عن وضع السودان هذه الايام  فقال لهم  والله انا السياسة  مازولها  انا زول بهجة  وطرب لكن من خلال متابعتي للقنوات  السودانية  لاحظت انه اعلانات اللحوم والسجوق والمارتدلا والهوت دوق  اختفت  وظهرت اعلانات عدس الوابل والفراشة ،اهاااااا  انا  حسيت بالخطر .. لكن بعد  ظهرت اعلانات الدكوة  انا عرفت انها كتمت  جد  جد.
*وحينما كانت حفلات عقد الجلاد تنتهي تذاكرها منذ وقت مبكر كان حل الجمهوى يطرب معهم وهم يجسدون حال “حاجة امنه” ويدعونها للصبر ..
حاجه أمنه إتصبري
عارف الوجع فى الجوف شديد
عارفك كمان ما بتقدرى
إصبرى ٠٠ إصبرى
جاهلك شكى وجاهلك بكى
وفى بيتك المرق إتكى
والشي البحير ومابحير
مابيه يا حاجة الزكاة ٠٠
*اعتقد أن هذه القصيدة تجسد بعصا من حال السودانيين الآن وليس في تلك الفترة التى كتبت فيها،فجسد شاعرها الكثير من الأوضاع التى يعيشها السواد الأعظم من اهل السودان بعدما كان جزء يسير تطابق حياته ما يدور في فلك الحاجة امنة،التى صبرت ثم صبرت حتى نفد الصبر
يا حاجة بينك والمحال
ما لقيتى فى داك النهار
شيتاً يجو وياكلو العيال
حبة عدس ما بسوى شي
وينو البصل وينو اللحم ؟
حبة عجين ما بسوى شي
وينو الدقيق وينو الفحم ؟
من جاى لجاى
هبشتى جاى فتشتى جاى
كان تلقى شي
لازمك كتير شان تقدرى
لازمك كتير إتقدري
*احد الظرفاء قال ياخوانا الشاعر كتب هذه القصيدة لمن كان الوقود الفحم عند الكثيرين ..الان كيف مع الغاز المافي دا والجاز المافي والعدس الذي تحول وجبة لأصحاب الدخل الجيد وابراج الحمام التى أصبحت لدي الميسورين..ياربي حاجة امنة دي اسي بيكون الحاصل عليه شنو؟رد عليه آخر”بتكون ماتت”.
*لو تفتح عمل الشيطان اذكر اهل السلطة والساعين اليها الموت والسؤال عن الرعية يوم الموقف العظيم لهربوا جميعهم منا ولكن شهوة السلطة تعمي “الخبير”كما اعمت من قبله بعض صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم وهم الأكثر ايمانا ويقينا بعظم المسئولية والسؤال.
*شهوة السلطة ياسادة اقوة من الشهوة الجنسية ومن ينجح في السيطرة على هذه الشهوة فهو الرابح الأكبر.. نسأل الله أن يصبر اهل السودان كما صبر الحاجة امنة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى