جعفر باعو يكتب : شكرا حمدوك
من الواقع
جعفر باعو
شكرا حمدوك
*قبل تشكيل الحكومة الانتقالية كتبنا كثيرا عن ضرورة اختيار القوي الأمين.. والأخيرة هذه تحتها عشرات الخطوط.
*قلنا حينها أن قوي الحرية والتغير ليست مفوضة من الشعب السوداني لتشكيل الحكومة ويجب أن يكون رجال المرحلة الانتقالية من الكفاءت الحقيقية التى تعمل على تهيئة الأجواء لانتخابات حره ونزيهة ولكن “قحت”نجحت في تغبيش المواطن وشكلت حكومة أقل ما يمكن قوله انها ضعيفة وهشه،لم تنجح في الملفات التى طرحت امامها، وبعد التأكد من فشل تلك الحكومة استبدلت باخري لا تقل فشلا عن سابقتها.
*الجميع كانوا يعولون على “الخبير”عبدالله حمدوك في انتشال السودان من الحفرة وبداء الشارع السوداني أكثر فرحا وهو يري رئيس الوزراء يصل للخرطوم بتذكرة لم يدفع ثمنها من خزينة الدولة.
*ولكن..اه من لكن الخبير الاقتصادي لم يجد منه المواطن سواء المزيد من المعاناة والتى تضاعفت عشرات المرات من التى كانت في عهد الانقاذ،وأذكر جيدا تصريح لرئيس الوزراء قبل أن تبداء مرحلة “العصر”وهي التى سبقت رفع الدعم عن المحروقات قال فيه حمدوك انهم لن يرفعوا الدعم الا بموافقة المواطنين ،وتم “الرفع”دون موافقة المواطنين..وبعد تاكيدك في خطابك الأخير انه لن يتم رفع الدعم عن الغاز والخبز نتوقع أن يتم الرفع خلال أيام.
*تتحدث الحكومة عن مصلحة الفقراء في رفع الدعم والواقع يقول ان هذه الشريحة هي الأكثر تضررا من هذا القرار وليس صاحب البرادوا الذي يأتي من امدرمان لشرب الشاي في الكلاكلة.
*قلناها كثيرا ونقولها الآن ان معالجة الاقتصاد السوداني يتطلب رفع الدعم ولكن كان يجب على حكومتنا المؤقرة ان تستبق هذا القرار بمعالجات ناجعة حتى لا يتضرر أصحاب الدخل المحدود.
*وايضا كتبناها في هذه المساحة من قبل عشرات المرات في عهد الانقاذ وفي هذا العهد ان محاربة جشع التجار واستغلالهم للمواطن لايتم الا عبر الجمعيات التعاونية وبعد العشرات من الأعمدة اتجهت حكومتنا الانتقالية للجمعيات ولكن أيضا ليس بالطريقة الصحيحة التى تجعل المواطن لايتاثر بقرار رفع الدعم.
*لم تهتم الحكومة بشركة المواصلات العامة ولم تهتم بالمرافق الصحية ولم تهتم بالعلاج ولم تهتم بمعاش الناس وظل شغلها الشاغل هو مفاوضات السلام وتطبيق روشته البنك الدولي دون مراعاة للكادحين الذين يعانون في كل شي.
*بالأمس خرج علينا رئيس الوزراء بخطاب يريد من خلاله انه غير ضعيف في اتخاذ قرارته،والواقع والشارع يري غير ذلك ،فحينما تفشل حكومتك في قطع الأيادي الخبيثة التى تريد
تعطيل دولاب العمل وهي تحرض على الانفلات الأمني ماذا نسمي هذا؟
*يا سيدي.. المواطن البسيط لا يريد أكثر من لقمة عيش وفتيل دواء وكرسي يجلس عليه ابنه ليتعلم جيدا،يريد أن ينام وهو مطمئن على اهله من زوار الليل ويريد أن يسير في الشارع دون أن تمتد اليه يد “طويله”لتسلبه املاكه فان فشلوا في توفير هذه الأشياء رجاء عودوا من حيث اتيتو واتركوا الكرسي لمن هو اجدر منكم لتوفير هذه المتطلبات..وشكرا حمدوك