مقالات

جعفر باعو يكتب :خروف العيد

من الواقع
خروف العيد
*احدي الدول الاسيوية والتى كانت تستورد الكركدي من بلادنا بكميات كبيرة توقفت فجاءة عن طلبها من هذا المنتج بعد ان اصبحت من الدول المنتجة له، ولكن هل تعلمون كيف نجحت في انتاج الكركدي بكميات كبيرة؟للذين لايعلمون فالقصة ببساطة ان التجار الذين كانوا يصدرون الكركدي وفي سبيل زيادة وزن شحنتهم كانوا يصدرونه بالبذور ، فاستفاد اهل تلك الدولة الاسيوية من البذور وتحولو لمنتجين مستفيدين من غباء البعض وطمعه دون الالتفات لفائدة بلادنا واقتصادها.
*جل خبراء العالم وليس السودان فقط يتحدثون عن الموارد الكبيرة التى تتمتع بها بلادنا ومع ذلك لايقوي الجنيه السودانية على مصارعة العملات الصعبة،يتحدث الجميع عن مواردنا ونحن نفشل في الاستفادة من هذه الموارد ودول الجوار تتمتع بمواردنا امام اعيننا ولانفعل شي.
*قبل عامين تقريبا كنت في زيارة للملكة العربية السعودية وشاهدت الفول السوداني وهو يباع بدباجة احدي الدول العربية ورايت “التسالي” وعليه علامة ذات الدولة العربية والصمغ العربي والسمسم والكركدي وغيرها من منتجات السودان تصدر للعالم بدباجة دول شقيقة وهي منتجات سودانية مائة بالمائة.
*حسناً..السودان يعتبر من اكبر الدول التى تمتلك ثروة حيوانية ربما في الوطن العربي وعلى الرغم من ذلك نجد ان اسعار الماشية عندنا مرتفع وكذلك اللحوم مقارنة بمعدل دخل الفرد، ولكن الشي لمؤسف حقاً هو ان بلادنا لم تستفد بعد من مخلفات هذه الثروة الحيوانية بعد ذبحها واعني هنا جلودها وغيرها من المخلفات يعاد تصنيعها للاستفادة منها كسماد في الزراعة.
*من المخجل ان يكون لدينا جلود من الثروة الحيوانية ويصل سعر الحذاء الي الالف من الجنيهات، ومن العيب ان لاننجح في اعادة تصنيع هذه الجلود التى تصنع منها افضل انواع الاحذية والشنط النسائي وغيرها من المنتجات.
*هل تعلمون ياسادة ان كل مدابغ السودان توقفت منذ قيام ثورة ديسمبر؟ وهل تعلمون ان مخلفات الذبائح  تذهب من المسالخ الي مكب النفايات؟ هل يعلم وزيرا الثروة الحيوانية والصناعة انهم يهدرا ملايين الدولارات دون ان يعيرا الامر اهتمام؟هل تعلمون ان تجار شراء الجلود التى كانت منتشرة في السابق شبه متوقفة الان باعتبار ان جل الجلود تصبح غير صالحة للدباغة بسوء الذبح؟هل يعلمون ان سعر طن الجلود قد يفوق الثلاث الف دولار في الخارج وهي من اكثر الجلود المرغوبة في الوطن العربي لجودة الصناعة التى تنتج منها؟
*ان كان المسئولين في الدولة فتصبح هذه مصيبة وان لم يكون يعلمون فهذه مصيبة كبري.
*عموما ايام قلائل ويحتفل المسلمون بعيد الاضحي المبارك اعاده الله علينا  باليمن والخير والبركات ويجب ان تكون هناك خطة عاجلة ومحكمة للاستفادة من جلود الاضاحي  لاعادة تصنيعها من جديد وليكون عيد الفداء هو البداية الحقيقية لانطلاق المدابغ والصناعات الجلدية وتصديرها للعالم ونحن على ثقة ان نجح السودان في هذا الجانب سيكون له شان عظيم والسيطرة على الاسواق العربية على اقل تقدير.
*الاقتصاد لايقوي الا بالانتاج والصناعة ،وبعد ان تم الانتهاءمن الجزء الاول لتحسين الاقتصاد برفع الدعم تبقي الخطوة الثانية وهي انعاش الصناعة والزراعة والتعدين وضبط عمليات التهريب التى تتم للذهب حتى يتعافي اقتصادنا وتعود الطيور المهاجرة لديارها للمساهمة في عملية بناء السودان الجديد.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى