مقالات

جعفر باعو يكتب : الخرطوم بالليل

من الواقع

جعفر باعو
الخرطوم بالليل
*ونحن في المرحلة الابتدائية كنا نشعر بشي من الارتياح عندما تندلع مظاهرات،فكان جل همنا ان نرتاح ايام قلائل من المدرسة والدروس التى كان بعضها ثقيلا علينا.
*في تلك الأيام كانت قبضت “امن”نميري عليه الرحمة والمغفرة قوية لذا كان المتظاهرين ما عليهم سواء رمي بعض الحجارة على سقف الفصول الزنكية وبعدها الناقصة بتتم.
*لم نكن ندري لماذا يخرج طلاب الثانوي والجامعات ليعلنوا احتجاجهم على الحاكم “القابض” فحينها كانت وزارة التربية توفر لنا كل مانحتاجه،ولم نكن نحمل هما للكتاب المدرسي ولا الأدوات الاخري،وأذكر جيدا “المحبرة”الكبيرة التى كنا تعبي منها أقلامنا.. مجانا..فكل شي كان على الدولة ونحن فقط علينا العلم.
*في تلك الحقبة كان حقيقه وليس زيفا التعليم مجانا والعلاج مجانا وحتى قبل حكم الانقاذ وبعدها بقليل كانت مستشفي الخرطوم تستقبل المرضي من كل أقاليم السودان ليجدوا العلاج الناجع وهذا بالطبع عكس مايحدث آلان.
*عموما ..في تلك الفترة كان كل شي مختلف حتى التظاهر الذي اصبح الآن بالتخريب والتدمير وعدم احترام الشارع العام.
*حينما اندلعت الاحتجاجات في ديسمبر ٢٠١٨ كانت سليمة ولم نري حرق لمنشاة او تكسير لعربة مع وجود المتاريس التى كانت تعرقل حركة المرور حتى وصل المتظاهرين الي ميدان الاعتصام في القيادة العامة،أما الحال الآن اختلف عن ماكان عليه قبل عامين.
*تحولت الاحتجاجات في بعض المناطق الي مظاهر فوضي لايقبلها عاقل مما دعا حكومة الولاية لاعلان الاستعدادات القسوة لضبط التفلتات.
*نعلم أن الحكومة أخطأت وهي ترفع يدها فجاءة عن دعم المحروقات دون التحسب لردة الأهل ونعلم كذلك الوضع الاقتصادي المتردي الذي يعيشه السواد الأعظم من الشعب السوداني ولكن كل هذا غير مبرر الانفلات الأمن وإحداث النهب والسلب التى انتشرت بصورة مخيفة في بعض مناطق الولاية.
*على الشرطة والجهات الأمنية بسط سيطرتها على الأوضاع الأمنية والا سيحدث مالايحمد عقباها وحينها سيندمون على التهاون والتساهل مع بعض الأحداث التى ترتكب من بعض ضعاف النفوس.
*ان التظاهر والاحتجاج حق مكفول ويجب أن يتم بعلم وحماية الجهات الأمنية ولكن الغير مقبول هو حالات الفوضي التى تظهر عند كل مساء.
*نعلم أن الحكومة أخطأت وهي تنفذ روشته البنك الدولي دون التحسب للعواقب ولكن لايعالج هذا الخطاء الحكومي بخطاء جماهيري ربما يدخل ثقافة جديدة على بلادنا لم تكن موجودة في السابق.
*ان استمر الحال على ماهو عليه ستري قريبا الكثيرين من المواطنين يحملون اسلحتهم دفاعا عن أموالهم واعراضهم في ظل سكون الجهات الأمنية عن القيام بدورها.
*نخشي أن تتحول الخرطوم “بالليل”التى تغني لها الشعراء من نعمه الي نغمة سنضطر نبحث سنين عددا لعودتها كما كانت.
 

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى