من الواقع
أحقاد السلطة
جعفر باعو
*يقال أن بلاد الرافدين لم ينجح في حكمها على مر التاريخ سواء الحجاج بن يوسف الثقفي وصدام حسين عليهما رحمة الله.
*الحجاج معلم الصبيه القرآن في سقيف القريبة من مكة لم يكن مهتما بالسياسة وانما كان كل همه ان يعلن الاطفال التجويد ويساعدهم على حفظ القران ،ولكن تحول قلبه الحافظ للقران الي قلبا حاقدا بعض ان شعر بالظلم من جنود عبدالله بن الزبير امير مكة في تلك الحقبة.
*استخدم الحجاج كل الطرق والأساليب المشروعة والغير مشروعة في سبيل الوصول الي مكانة مقربة من الملك الأموي عبدالملك بن مروان وحقق ما اراده وحكم العراق وبطش فيها وسفك الدماء.
*تحول معلم القران الي مقاتل شرس وظالم وهو ظانا انه يفعل الخير.
*نجح للحجاج في بسط الامن والسيطرة على العراق بقوة السلاح وكذلك فعل الرئيس الراحل صدام حسين في العصر الحديث.
*كثيرون يكونون وديعين وهم خارج السلطة وما ان يجلسوا على الكرسي الوثير حتى تتحول نظرتهم تلك ليس من أجل تحقيق العدل وإنما فقط من أجل إشباع رغبة السلطة الجامحة.
*السلطة التى لم يقدر على اغراءتها حتى بعضا من صاحبوا الرسول صلي الله عليه وسلم فانجرف بعضهم نحو ملذاتها والتاريخ الإسلامي يدون ذلك منذ ظهور الخوارج في عهد سيدنا عثمان بن عفان ومن بعده على كرم الله وجه ومرورا بكاتب الوحي معاوية بن أبي سفيان الذي اسس الدولة الأموية.
*السلطة تفعل الكثير لمن ينساق وراءها والتاريخ يحكي لنا ما فعله أبناء العباس بالامويين ومافعله عبدالرحمن بن معاوية “صقر قريش” بخادمه ووزيره بدر في الاندلس وهو الذي ساعده في الهروب من قبضة العباسيين ومافعله صقر قريش ايضا لبعض اهله حينما فكروا في مشاركته السلطة.
*السلطة لا يقدر عليها سواء الاقوياء عند الغرب والاتقياء عند المسلمين.
*في بلادنا انتهي هذا الصنف برحيل المشير سوار الذهب عليه رحمة الله الذي حكم فقط ست اشهر كفترة انتقالية وسلمها من بعد للشعب عبر صناديق الاقتراع،ونحن الآن نحلم بأن تنتهي الفترة الانتقالية بعد ثلاث سنوات والخرطوم تفتح فمها بجيوشها المتعددة لاقتسام السلطة،والمواطن يغلي على نيران الغلاء والاسعار وانعدام الخدمات.
*الجميع يسعي للسلطة ولكن للاسف دون وجود خطط وبرامج لانتشال بلادنا من حفرة التردي الاقتصادي والتضخم الذي لم يسبق أن عرفته بلادنا.
*اسوء ما في هذه الفترة ليس ارتفاع الدولار مقابل الجنيه ولا قطوعات الكهرباء ولا الغلاء الفاحش الذي جعل طلب الفول يصل خمسمائة جنيه ولا انعدام المحروقات وارتفاعها،ولا انفراط عقد الأمن وإنما الاسوء من كل ذلك هو انعدام الضمير الذي جعل مستشفيات السودان بلا علاج ناجع وانعدام الأدوية رغم غلاءها.
*أننا نعيش في زمنا السلطة فيه بكميات الاحقاد والضغائن وليس بالخطط الناجعة لإنقاذ البلاد من الدمار والتفكك الذي بدأت علاماته بحكومة ضعيفة فشلت في معظم الملفات التى استلمتها.
*نسأل الله الصحة والعافية للجميع ونساله ان يعوض اهل السودان يحاكم يطبق ما حملته ثورة ديسمبر من شعارات.