الأخبارالسودانتقارير

جاءت بعد أيام من استضافة مصر ل( سلام غزة) ..البرهان في المحروسة.. زيارة مفاجئة..

جاءت بعد أيام من استضافة مصر ل( سلام غزة) ..البرهان في المحروسة.. زيارة مفاجئة..

 

 

الرئيس يطلع نظيره المصري على تطورات الأوضاع فى السودان ..

المباحثات تناولت سُبل تعزيز التعاون المشترك بمختلف المجالات..

البرهان جدد الشكر لمصر على مواقفها الثابتة تجاه السودان..

تطابق وجهات النظر بين الرئيسين حول مبادرة ترمب لسلام مستدام..

تقرير : محمد جمال قندول

في رحلةٍ استمرت لساعات، زار رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان القاهرة، حيث أجرى مباحثاتٍ مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.

ورافق البرهان إلى المحروسة وزير الخارجية السفير محيي الدين سالم، ومدير المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، ومدير مكتبه اللواء عادل سبدرات.

 

الاهتمام المشترك

واستقبلت أرض الكنانة رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بعد أيامٍ قليلة من احتضانها لقمة سلام غزة، بحضور أكثر من 20 من رؤساء وزعماء العالم تقدمهم ترمب، وانعقدت بشرم الشيخ.

وأجرى البرهان والسيسي مباحثاتٍ تناولت العلاقات الثنائية بين البلدين، وسُبل تعزيز التعاون المشترك بينهما في مختلف المجالات. كما أطلع رئيس مجلس السيادة الرئيس المصري على تطورات الأوضاع بالبلاد، بجانب التطواف والقضايا ذات الاهتمام المشترك.

وفي تصريحات صحفية عقب عودة الرئيس، ذكر زير الخارجية السفير محيي الدين سالم بأن رئيس المجلس السيادي جدد الشكر لمصر على مواقفها الثابتة تجاه السودان في مختلف المجالات.

وأشار سالم إلى تطابق وجهات النظر بين الرئيسان على أن مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي أوقفت القتال في غزة، أنها قد أوجدت أجواء طيبة تهيئ لسلام مستدام في المنطقة، وأنه من المصلحة الاستفادة منها في المنطقة بأسرها، بما في ذلك إيقاف الحرب في السودان.

ويرى الكاتب الصحفي والمحلل السياسي عبد الملك النعيم أن زيارة رئيس مجلس السيادة في ومباحثاته مع الرئيس عبد الفتاح السيسي تكتسب أهميةً خاصة فى هذا التوقيت، وأضاف عبد الملك بأن توقيت الدعوة يبدو مهمًا جدًا، إذ جاءت عقب محفل شرم الشيخ قُبيل أيامٍ قليلة والتي شهدت مشاركة واسعة من عدد من الدول ومن بينهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بشأن تسوية القضية الفلسطينية.

وبالتالي، قطعًا كانت أزمة البلاد حاضرة على هامش اجتماعات شرم الشيخ لا سيما وأن مصر وأمريكا من أهم أعضاء “الرباعية”، ومن المعلوم موقف مصر الداعم للسودان والذي أكد اعترافه بكل المؤسسات التي تدير البلاد وحرص القاهرة على احترامها والحفاظ عليها.

ويضيف د. عبد الملك بأن استعراض القضايا ذات الاهتمام المشترك والتنسيق فيها يعتبر واحدة من مفاتيح الزيارة لا سيما موضوع “سد النهضة” وانفراد إثيوبيا باتخاذ قرارات مؤثرة بشأن السد والتنسيق بين السودان ومصر في هذا الملف.

 

الداخل السوداني

وكان وزير الخارجية السفير محيي الدين سالم قال إنّ الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي جدد تأكيد موقف بلاده الثابت في دعم مؤسسات الدولة السودانية، ورفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للسودان.

وحول زيارة الفريق أول عبد الفتاح البرهان إلى القاهرة أفادنا الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي بأن رحلة رئيس مجلس السيادة تأتي في لحظة سياسية معقدة تمر بها الدولة السودانية، حيث تتقاطع الأزمة الداخلية مع ضغوط إقليمية ودولية لإيجاد تسوية تنهي الحرب السودانية.

وبحسب شقلاوي، فإنّ الزيارة حملت أبعادًا تتجاوز العلاقات الثنائية، لتدخل في سياق إعادة تموضع سياسي وعسكري للقيادة السودانية، وتثبيت تحالفاتها قُبيل استحقاقاتٍ مفصلية محتملة مثل اجتماع الآلية الرباعية في واشنطن الذي تمت الإشارة إليه ضمن سياق بيان الرئاسة المصرية.

ويشير د. إبراهيم إلى البيان المصري الصادر بعد اللقاء، والذي شدد على دعم مصر لوحدة السودان وسيادته، ورفضها لأي كيانات موازية للحكومة الشرعية. وهي رسائل تؤكد تمسك القاهرة بمرجعية الدولة السودانية والقوات المسلحة.

في المقابل، فإن تأكيد البرهان -وفق البيان- على تطلعه لنجاح الآلية الرباعية، يطرح تساؤلاتٍ مهمة حول طبيعة التنازلات التي قد تُطلب منه، خاصة مع وجود أطراف داخل “الرباعية” كالإمارات، يُنظر إليها في الشارع السوداني كطرف داعم للحرب.

وزاد: هو ما يعيد فتح النقاش حول حدود المقبول سياسيًا وشعبيًا في أي تسوية دولية قادمة.. كذلك بالنظر إلى رفض الضغوط التي ظلت تمارسها “الرباعية” والتي هي في الأصل تحالف ظرفي تجمعها مصالحها وتصورها لكيفية حكم السودان بمعزل عن إرادة شعبه.

وأضاف محدّثي وقال إنّ القضايا التي ظهرت بوضوح عقب الزيارة، التنسيق المصري السوداني في ملف سد النهضة، حيث جدد الطرفان رفضهما للإجراءات الأحادية الإثيوبية على النيل الأزرق، مشيرًا إلى أن هذه الرسالة تحمل دلالتين؛ أولاهما محاولة القاهرة استعادة وحدة الصف فيما يتعلق بالموقف من “سد النهضة” بالنظر إلى اتفاق تبادل المعلومات الفنية الذي وقعه السودان مع إثيوبيا في أكتوبر 2022، لضمان أمن سدوده، بجانب حماية 20 مليون نسمة من المواطنين الذين يسكنون على ضفاف النيل الأزرق والنيل الرئيس.

وثانيهما: سعي السودان – عبر هذه العلاقة – إلى الحفاظ على أوراق تفاوضية إقليمية. غير أنّ فعالية هذا التنسيق تظل مرهونة بقدرة السودان على تثبيت وضعه الداخلي، وتوحيد مؤسساته، ما لا يبدو ممكنًا في ظل المشهد الحالي.

واختتم الكاتب الصحفي والمحلل السياسي د. إبراهيم شقلاوي حديثه وقال إنه ما بين ضغوط المجتمع الدولي وتنسيق المواقف مع الحلفاء، يبقى الشارع السوداني هو المتغير الأخطر والأكثر تأثيرًا. يكمل قائلاً: فشريحة واسعة من السودانيين ترى في أي تسوية خارجية لا تعبّر عن الإرادة الشعبية تكرارًا لأخطاء الاتفاق الإطاري الذي أشعل الحرب.

وتابع: فإن القراءة السياسية العميقة للزيارة تكشف أنها تمثل مفترق طرق: فإما أن تكون خطوة نحو تسوية مشرفة تراعي الداخل السوداني، أو بداية انحناء للضغوط الخارجية قد يؤدي إلى فقدان القيادة العسكرية لعمقها الشعبي، بالنظر إلى الانتهاكات الوحشية التي قامت بها ميليشيا الدعم السريع وداعميها المحليين والإقليميين.

 

المصدر: صحيفة الكرامة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى