تقرير صادم يكشف أوضاع اللاجئين السودانيين بليبيا
تناول تقرير ميداني نشره قسم الأخبار الإنجليزية بشبكة “الجزيرة” الإخبارية القطرية أوضاع اللاجئين السودانيين في العاصمة طرابلس.
التقرير الذي تابعته وترجمته صحيفة المرصد أكد بقاء هؤلاء نائمين في العراء بالقرب من مكتب المفوضية
السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين الرئيسي في ليبيا من دون مأوى بعد قيامهم برحلة شاقة من بلدهم الذي مزقته الحرب.
ووفقا للتقرير يعتصم هؤلاء وعددهم نحو 150 رجلا وامرأة وطفلا منذ يوليو الفائت للمطالبة بالدعم بعد
قضاء ليال عدة في العراء ملتحفين التراب الجاف والسيارات تمر من أمامهم أملا في العثور على الأمان والمستقبل الأكثر أمنا في ليبيا.
وبحسب التقرير يجد هؤلاء أنفسهم الآن في ظروف صعبة إذ توفي صبي من إثيوبيا يبلغ من العمر 16
عاما كان يقيم أيضا في مخيم في مبنى المفوضية فيما قال ناشطون إنه كان بحاجة إلى مساعدة طبية لكن تم تجاهله وتركه في الشارع.
وبين التقرير رفض المفوضية التعليق على الأمر في وقت لا زال فيه اللاجئون يعتقدون أن مخيمهم في
الضواحي الجنوبية الغربية للعاصمة طرابلس أكثر أمانا من العودة إلى السودان ناقلا عن اللاجئة السودانية آسيا عباس وجهة نظرها بالخصوص.
وقالت عباس:”لقد هربنا من منزلنا خوفا على حياتنا بسبب الاشتباكات المسلحة المروعة التي اندلعت في
مسقط رأسنا بالسودان ووصلت إلى ليبيا في الـ5 من يوليو الفائت مع 2 من أطفالي بعد أن فقدت الـ3 أثناء فرار الأسرة وسط وابل من الرصاص”.
وتابعت عباس قائلة:”وبصيص الأمل الوحيد لدينا الآن هو التقدم بطلب للحصول على وضع اللاجئ لدى
المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لكني غير متأكدة من كيفية عيش أسرتي في الشارع مع اقتراب فصل الشتاء ولياليه الباردة والممطرة”.
وبحسب التقرير لم يسافر اللاجئون معا على طول الطريق من السودان بل سار بعضهم عبر حدود برية
مع ليبيا وفر آخرون في البداية إلى مصر قبل العثور على مهربين سهلوا عمليات مرورهم ووصلهم إلى العاصمة طرابلس.
وقالت لاجئة أخرى وهي أرملة ولديها 4 أطفال:”هربنا في البداية إلى القاهرة لكن المفوضية السامية للأمم
المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر وتركناها بخيبة أمل لأنها لم توفر لنا أي أمل في الوصول إلى بلد أكثر أمانا حيث يمكننا أن نقدم لأطفالنا حياة أفضل”.
وأشار التقرير إلى أنه وحتى قبل وفاة الطفل الإثيوبي أصدرت منظمة “يا بلادي” الليبية غير حكومية
المكرسة لدعم اللاجئين والمهاجرين تحذيرا بشأن الظروف التي يعيشها الناس وفقا لآسيا جعفر رئيسة قسم البرامج فيها.
وقالت جعفر:”في العام 2021 توفي قاصر سوداني مسجل لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون
اللاجئين بسبب التعرض للأمطار الغزيرة واللاجئون السودانيون يحق لهم الحصول على الدعم بسبب
الصراع الذي فروا منه في السودان مما يجعل عودتهم إلى هناك مستحيلة”.
وأضافت جعفر بالقول:”يقع على عاتق جميع الأطراف المعنية توفير الحد الأدنى من الحماية حتى يتم
التوصل إلى حل دائم ولكل من المجموعتين حقوق طالبي اللجوء وفقا للقوانين المحلية والدولية فهم باحثون عن حل لمأزقهم”.
وحملت جعفر المفوضية التي أهملتهم مسؤولية أكبر من السلطات الليبية في وقت لا يفر فيه كل اللاجئون
السودانيون المتواجدون في ليبيا من الصراع الأخير في السودان فقد فر آخرون في السنوات السابقة هربا من صراع طويل الأمد في دارفور.
ومن بين اللاجئين الآخرين إبراهيم أحمد البالغ من العمر 17 عاما الذي فر وحده من النزاع المسلح في
دارفور خلال العام 2017 إذ قال:” احتجزتني السلطات الليبية وآخرين عندما نظمنا احتجاجا في
العام 2021 لكن المفوضية تمكنت من إخراجنا تم لم شملي مع أسرتي”.
ووفقا لطارق لملوم الخبير والباحث في شؤون اللاجئين والمهاجرين ما زال القاصرون غير
المصحوبين بذويهم يدخلون ليبيا وعبر عديد من السودانيين وجلهم نسوة وأطفال عبر الحدود الليبية
السودانية من دون معرفة كافية بالطرق المحفوفة بالمخاطر التي تنتظرهم.
وبين التقرير إن العديد من أولئك الذين يحتمون الآن خارج مبنى المفوضية وصلوا إلى العاصمة طرابلس
بعد أن قطعوا طرقا طويلة وخطرة بناء على نصيحة أقاربهم الذين وصلوا بنجاح فيما عرضت هذه الرحلة الكثيرين للخطر.
وأرجع التقرير هذا الخطر لمواجهة اللاجئين الاحتجاز التعسفي وسوء المعاملة من قبل سلطات حكومية
ليبية أو جماعات متمردة ما يعرضهم لمخاطر عديدة بما في ذلك الاتجار بالبشر فيما قال لملموم:”يبدو أن
المفوضية بطرابلس تكافح لتوفير حماية أفضل لطالبي مساعدتها”.
بدورها قالت الباحثة في الهجرة بالمعهد الدنماركي للدراسات الدولية أحلام شملالي إن نقص تمويل الأمم
المتحدة زاد من صعوبة إعادة توطين اللاجئين أو منح اللجوء حتى بالمواقف التي تهدد حياة اللاجئين
السودانيون فهم مثل نظرائهم لهم الحق في اللجوء والحماية.
وتابعت شملالي قائلة:” الوضع المزري في طرابلس ينعكس أيضا في تونس حيث يقيم لاجئون وطالبو
لجوء جلهم سودانيون خارج مبنى المفوضية وحاليا سيبقون خارج مكاتب طرابلس بانتظار الاعتراف
الرسمي بحاجتهم إلى الحماية والسلامة ومستقبل أطفالهم”.
ترجمة المرصد – خاص
مصدر الخبر / صحيفة المرصد الليبية