تعتبرها أرضا روسية.. موسكو تتمسك بخيرسون رغم “استكمال” الانسحاب وأوكرانيا وأميركا تشككان فيه
قالت وزارة الدفاع الروسية إنها أكملت انسحاب القوات من الضفة الغربية لنهر دنيبرو في منطقة خيرسون، لكنها مع ذلك تتمسك بالمنطقة وتؤكد أنها كيان تابع لروسيا. في المقابل، شككت أوكرانيا والولايات المتحدة الأميركية بحقيقة هذا الانسحاب.
وأوضحت الوزارة في إفادة يومية نقلتها وكالات الأنباء الروسية، أن جميع القوات والمعدات نُقلت إلى الضفة اليسرى أو الشرقية لنهر دنيبرو، وأضافت أن الانسحاب اكتمل بحلول الساعة 05:00 بتوقيت موسكو (02:00 بتوقيت غرينتش) صباح اليوم الجمعة.
وذكرت أيضا اليوم أنه لم يتبق أي قطعة عتاد عسكري أو جندي على الجانب الغربي من النهر الذي يضم خيرسون، العاصمة الإقليمية، وأنها لم تتكبد أي خسائر في الأفراد أو المعدات أثناء الانسحاب.
وقالت سلطات خيرسون الموالية لروسيا إن عدد السكان الذين بقوا في مدينة خيرسون يقدر بنحو 80 إلى 100 ألف نسمة.
وكانت موسكو أمرت بالانسحاب يوم الأربعاء، بعد أن قالت إن محاولاتها للحفاظ على موقعها وإمداد القوات “غير مجدية” في مواجهة هجوم مضاد أوكراني متصاعد.
لكن رغم الانسحاب، فإن روسيا ما تزال تتمسك بمنطقة خيرسون باعتبارها كيانا تابعا لروسيا الاتحادية، وفق ما أعلنه المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف اليوم الجمعة، مؤكدا أن هذا الوضع ثابت ولا يمكن إجراء تغييرات عليه.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت روسيا تواصل اعتبار منطقة خيرسون بأكملها من أراضيها، قال بيسكوف إن خيرسون كيان روسي وتم ترسيخ ذلك في نصوص قانونية، ولا يمكن إجراء أي تغييرات في ذلك، بحسب ما نقلت قناة “روسيا اليوم”.
وقال بيان للرئاسة الروسية إن أهداف ما سمّاها البيان العملية العسكرية في أوكرانيا، قابلة للتحقيق عبر مباحثات سلام، لكن ذلك غير ممكن حاليا بسبب الموقف الأوكراني، وفق تعبيره.
على صعيد آخر، قال موقع ريبار العسكري المتخصص إن الجيش الروسي فجّر الليلة الماضية جسري أنطونوف وكاخوفكا على نهر دنيبرو في خيرسون بعد أن أكمل سحب جميع قواته من الضفة اليمنى للنهر، يأتي ذلك فيما شككت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) وأوكرانيا في الانسحاب الروسي المعلن من مدينة خيرسون.
وذكر الموقع أن سلاح الجو والدفاعات الجوية والمدفعية الثقيلة الروسية عملت طوال الليل على تأمين عملية عبور القوات المتبقية إلى الضفة اليسرى من نهر دنيبرو، بالتزامن مع إبطاء تقدم القوات الأوكرانية باتجاه مدينة خيرسون.
وأشار إلى أن إحدى بوابات سد كاخوفكا على نهر دنيبرو -والذي يضم محطة توليد الطاقة الكهرومائية- تضررت جراء قصف القوات الأوكرانية قوات روسية كانت تعبر النهر إلى الضفة اليسرى.
وكانت وسائل إعلام روسية قد أعلنت أن انفجارات عنيفة دوت في محيط جسر أنطونوف ومحطة كاخوفكا لإنتاج الطاقة الكهرومائية في الضفة الغربية من نهر دنيبرو بخيرسون.
ونشرت وسائل إعلام روسية رسمية صورا قالت إنها للحظة إطلاق صواريخ وانفجارها في محيط جسر أنطونوف الذي يربط ضفتي نهر دنيبرو في خيرسون.
وأضافت أن قصفا مدفعيا متبادلا بين الجيشين الروسي والأوكراني اندلع في محيط المدينة.
كما شككت السلطات الأوكرانية بإعلان روسيا الانسحاب الكامل من خيرسون، والذي سيمثل -في حال تأكده- انتكاسة كبيرة لموسكو في المنطقة التي ضمتها إلى أراضيها، وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن القوات الروسية لا تزال في المدينة، مؤكدا أن انسحابها يحتاج لأسبوع على الأقل.
واستبعد ريزنيكوف احتمال تفجير موسكو سد كاخوفكا الجنوبي الكبير أثناء انسحابها، واصفا الفكرة بأنها “جنون”، قائلا إن هذه الخطوة ستؤدي لغرق مناطق تسيطر عليها موسكو وتمنع وصولها إلى إمدادات المياه العذبة عبر قناة من دنيبرو إلى شبه جزيرة القرم.
وعكف طرفا الحرب على تبادل الاتهامات بالتخطيط لتدمير السد.
بدورها، قالت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) إنها رصدت مؤشرات على تحرك روسي في خيرسون، مؤكدة أنها لا ترى أي استعداد من موسكو للتراجع عن المقاطعة الأوكرانية.
من جهته، أعلن الجيش الأوكراني استعادة 12 بلدة في منطقة خيرسون التي تعرضت لضغط هجوم أوكراني مضاد قبل الانسحاب الروسي، حسب قائد الجيش الأوكراني فاليري زالوجني.
وأوضح المتحدث باسم هيئة الأركان الأوكرانية ألكسندر شتوبون أن وحدات من قوات الدفاع الأوكرانية سيطرت على 6 بلدات في اتجاه بتروبافليفكا- نوفورايسك شرق خيرسون.
كما تقدمت القوات الأوكرانية أيضا باتجاه بيرفومايسكي في خيرسون، حيث سيطرت على 6 بلدات أيضا، مضيفا أن الجهود العسكرية متواصلة للتقدم باتجاه باخموت وأفديف ونوفوبافليف.
واتهم ميخايلو بودولياك المستشار السياسي للرئيس الأوكراني روسيا بزرع الألغام في كل مكان، بدءا من الشقق السكنية وحتى الصرف الصحي، والتخطيط لقصف خيرسون من الجانب الآخر من نهر دنيبرو.
يذكر أن مدينة خيرسون تتحكم في الطريق البري الوحيد المؤدي إلى شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا عام 2014 ومصب نهر دنيبرو الذي يشطر أوكرانيا.
دونيتسك
وفي تطور آخر، أفاد مركز الدفاع الإقليمي للانفصاليين الموالين لروسيا في دونيتسك بمقتل مدني وإصابة آخرين في قصف أوكراني على مناطق عدة من المقاطعة.
وقالت السلطات الموالية لروسيا في المقاطعة إن الجيش الأوكراني يواصل منذ الليلة الماضية قصف أحياء شمالي وغربي دونيتسك وعدد من المدن والبلدات القريبة من خط التماس، أبرزها دوكاتشايفسك وغورلوفكا وماكييفكا.
وفي ميكولايف بجنوب أوكرانيا أعلنت السلطات الأوكرانية مقتل 4 أشخاص في قصف روسي استهدف مبنى سكنيا من 5 طوابق.
وقال رئيس الإدارة الإقليمية فيتالي كيم على تطبيق تليغرام إن “ميكولايف كانت مجددا هدفا لصواريخ معادية”، مضيفا أن “أحد الصواريخ أصاب مبنى سكنيا من 5 طوابق ودمره”، وأشار إلى أن الحصيلة المؤقتة للضحايا تبلغ 4 قتلى على الأقل وجريحين.