تضم فنادق ومنتجعات ونوادي شاطئية.. قطر تتهيأ لانطلاق المونديال بمشاريع سياحية جديدة
أحمد عبدالله
تضم فنادق ومنتجعات ونوادي شاطئية.. قطر تتهيأ لانطلاق المونديال بمشاريع سياحية جديدة
مع بدء العد التنازلي لانطلاق أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم في المنطقة العربية والشرق الأوسط تكشف قطر يوما بعد آخر عن أحدث استعداداتها لاستضافة العرس الرياضي العالمي، وكان آخرها الإعلان عن افتتاح أكثر من 20 فندقا ومنتجعا ووجهة سياحية جديدة في البلاد، قبل أقل من شهر على بدء المونديال.
يأتي افتتاح هذه المشاريع من أجل استيعاب مئات الآلاف من المشجعين المتوقع قدومهم لمشاهدة مباريات المونديال المقررة إقامته في الفترة بين 20 نوفمبر/تشرين الثاني و18 ديسمبر/كانون الأول المقبلين.
ومع سعي قطر إلى تقديم نسخة استثنائية من المونديال تقوم الجهات المعنية بوضع اللمسات الأخيرة على مختلف المنشآت من ملاعب ومناطق المشجعين والمعالم السياحية والتراثية التي ستعزز تجربة المشجعين خلال هذا الحدث الكبير.
وذكرت هيئة قطر للسياحة أنها افتتحت عددا من الفنادق والمنتجعات والمنشآت السياحية الجديدة التي ستكون جاهزة لاستقبال المشجعين في البطولة العالمية.
عام استثنائي
بدورها، أشارت هيئة قطر للسياحة إلى أن 2022 يمثل عاما غير مسبوق في مسيرة تطور قطر وتحولها إلى وجهة سياحية عالمية وتطلعها إلى زيادة عدد زائريها إلى 6 ملايين زائر سنويا بحلول عام 2030.
وأوضحت الهيئة أن المعالم السياحية الجديدة تشمل أيضا أماكن للترفيه وشواطئ ونوادي شاطئية ودورا للفنون والثقافة ومتاجر للتسوق.
وتعد جزيرة قطيفان الشمالية من أبرز المعالم السياحية التي تم الكشف عنها ضمن الوجهات الجديدة، وهي جزء من مدينة لوسيل، وتمثل أول جزيرة ترفيهية في دولة قطر وتضم فنادق ونوادي شاطئية ومرافق عالمية المستوى وحدائق مميزة كحديقة الألعاب المائية التي تضم 36 لعبة، بما في ذلك “البرج الأيقوني” الأطول والأول من نوعه في العالم، والبالغ ارتفاعه 85 مترا.
وتبلغ مساحة الجزيرة 1.3 مليون متر مربع، وتصل طاقتها الاستيعابية إلى 15 ألف ساكن وما بين 10 إلى 15 ألف زائر يوميا.
الشواطئ كان لها نصيب كبير ضمن المشاريع والمعالم السياحية القطرية المعلن عنها مؤخرا، حيث سيكون بإمكان مشجعي المونديال الاستمتاع بالعديد من الشواطئ التي تم افتتاحها، أبرزها “فويرط”، و”الخليج الغربي”، و”نادي شاطئ “بي 12″ (B12)، و”مكاني” و”لامار”، وتضم هذه الشواطئ مجموعة متنوعة من المرافق وسبل الراحة ومناطق المشجعين ووسائل الترفيه المختلفة.
ترفيه غير مسبوق
أما شاطئ “974” فيقع ضمن محيط منطقة “ملعب 974” المونديالي، ويوفر تجربة شاطئية ممتعة من خلال الأكواخ الشاطئية والألعاب المائية والأنشطة والرياضات الشاطئية والأنشطة الثقافية المختلفة.
ولأن الترفيه سيكون ركيزة أساسية في الفعاليات المصاحبة لمونديال قطر 2022 فقد اشتملت المنشآت السياحية الجديدة أيضا على عدد كبير من الوجهات التي توفر ذلك، ومنها “جزيرة المها” وتضم 6 مطاعم عالمية شهيرة، كما تتضمن أيضا شارع “المها درايف” الذي لن يسمح بدخوله إلا لأصحاب السيارات الكلاسيكية والفارهة، بالإضافة إلى “درب لوسيل” الذي يبرز كوجهة ترفيهية وسياحية فريدة من نوعها، حيث تم تصميمه على غرار شارع الشانزليزيه ليقدم تجارب فريدة في الهواء الطلق مع إمكانية التحكم فيه بالطقس.
ولا تتوقف الوجهات الترفيهية والسياحية عند ذلك فحسب، بل بإمكان زوار قطر الاستمتاع بأجواء احتفالية مذهلة بعد افتتاح “لوسيل ونتر وندرلاند” على غرار “ونتر وندرلاند لندن”، لكن بدون أجواء أوروبا شديدة البرودة.
وفي ما يتعلق بالوجهات الأخرى فقد اشتملت المنشآت السياحية على مجموعة من الفنادق والمنتجعات، منها فندق “سانت ريجيس جزيرة مرسى عربية” الذي يضم 193 جناحا بمساحات مختلفة، ويقع في وسط منطقة بورتو أرابيا، حيث تبعد هذه الجزيرة المصممة على طراز البحر الأبيض المتوسط مسافة قصيرة بالسيارة من مطار حمد الدولي، مما يجعلها وجهة مثالية للزوار.
وإلى جانب ذلك هناك منتجع “أوتبوست البراري” الذي يقع في محمية تحيط بها الكثبان الرملية الشاهقة والصحراء البرية، ومنتجع “ريكسوس جزيرة قطيفان الشمالية” حيث يحيط هذا المنتجع بمنطقة الجذب الرئيسية بالجزيرة، وهو يمثل حديقة مائية عصرية، بالإضافة إلى فندق “ذا نيد الدوحة” الكائن في مبنى وزارة الداخلية القطرية السابق الضخم على كورنيش الدوحة ويضم 90 غرفة وجناحا واحدا، وفندق ومنتجع “شيدي كتارا” وفنادق “كتارا هيلز إل إكس آر”.
180 ألف ليلة فندقية
وتعليقا على افتتاح هذه المشروعات السياحية يقول الخبير الدولي في قطاع السياحة والسفر أيمن القدوة إن الإعلان الأخير من قبل قطر للسياحة يعبر عن المنحى الجديد في تسويق قطر كوجهة سياحية عالمية من خلال التنوع في كم المشاريع والمنتجات السياحية في قطاع الضيافة وقطاع الترفيه، ويعتبر نقلة نوعية كبيرة تبرز وتميز قطر عن محيطها الإقليمي بتصدرها المشهد العالمي للسياحة على المستويين الإقليمي والعالمي خلال عامي 2021 و2022.
ويشير القدوة -في تصريح للجزيرة نت- إلى أن هذه المنشآت -التي تقارب 25 مشروعا سياحيا- تتميز بالتنوع وتلبي احتياجات الجميع من الأفراد والأسر، فضلا عن اشتمالها على مراكز تسوق بمقاييس عالمية، بالإضافة إلى كم هائل من الأندية الشاطئية المتنوعة والكثير من المتاحف والمسارح الثقافية والمتنزهات وأماكن الترفيه والتسلية ودور السينما.
ويقدر الخبير السياحي الدولي عدد الليالي الفندقية خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم في قطر بنحو 180 ألف ليلة موزعة على قرابة 250 عقارا في قطاعي الضيافة والفنادق.
ويتوقع القدوة أن يساهم قطاع السياحة والضيافة بنسبة 12% في الناتج المحلي الإجمالي القطري بحلول عام 2030، مما يجعل قيمته تصل إلى حوالي 55 مليار دولار، وهو ما تصبو إليه رؤية قطر الوطنية بوصول عدد السياح إلى 6 ملايين سائح سنويا بحلول عام 2030.
ويرى الخبير السياحي أنه لا غرابة عندما تتنافس مجموعات الفنادق الكبرى مثل “هيلتون”، و”أكوور”، و”ماريوت”، وإنتركونتيننتال” على الحصول على حصة أكبر في السوق القطرية، خصوصا بعد الإعلان عن توسعة “أ” لمطار حمد الدولي لكي تصل القدرة الاستيعابية للمطار إلى 53 مليون مسافر سنويا، على أن تصل السعة إلى 60 مليون مسافر سنويا في التوسعة “ب”.