تشكيل لجنة للتعاطي مع الموقف الأمريكي «تصريحات ترامب».. كيف ستتعامل الحكومة؟!
تقرير : محمد جمال قندول
لا زال صدى تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بخصوص السودان يحتل واجهة الأحداث.
غير أن هنالك تساؤلات جوهرية يجتهد السودانيين لمعرفة إجاباتها وإن كان ذلك سيتطلب بعض الوقت ولعل أبرزها كيفية ستتعامل الحكومة مع طرح واشنطن؟ وهل ستشكل آليات وتمضي بالانخراط في مسعى ترامب؟
لجنة.. وترحيب
وكانت الحكومة السودانية قد أعربت عن ترحيبها بالمساعي الأمريكية التي جاءت بعد إطلاع ولي العهد السعودي لترامب عن تطورات الأوضاع بالبلاد خلال زيارة الأول لأمريكا في خواتيم الأسبوع الماضي.
رئيس مجلس السيادة بدوره شكر الرئيس الأمريكي وولي العهد السعودي في تغريدة على منصة «إكس».
وفي الأثناء، كشفت مصادر عن تشكيل لجنة حكومية للتعامل مع الموقف الأمريكي الأخير بشكل جاد تضم في عضويتها مندوبين من الحكومة والأجهزة النظامية.
مما يجدر الإشارة إليه أن وزير الخارجية محيي الدين سالم كان قد زار واشنطن في زيارة ثنائية قبيل ثلاثة أسابيع.
آلية مشتركة
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. طارق حسين إن الحكومة السودانية كانت على علم مسبق بالخطوة التي أعلن عنها ترامب وذلك من خلال التواصل الذي تم بين رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وولي العهد السعودي محمد بن سلمان قبيل مغادرة الأخير لواشنطن.
وبالتالي، فإن السودان منفتح تجاه المبادرة الأمريكية وقد يتجه الطرفان لتشكيل آلية مشتركة للتشاور حول إمكانية التوصل لحل للأزمة يراعي اشتراطات ومطالب الحكومة.
وتوقع محدّثي بأن مساعي أمريكا ستصطحب رؤية المجتمع الدولي والإقليمي لإحداث اختراق.
وعن مطالب البلاد يقول د. طارق إنها الشرط الأساسي والمهم ضغط أبوظبي لإيقاف دعمها للميليشيا وذلك عبر واشنطن.
تجاوز الرباعية:
ومنذ تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن أزمة السودان وعزمه على المبادرة لإيقاف الحرب دار جدلٌ كثيف حول طريقة التدخل الأمريكي وهل تتجاوز الرباعية التي هي عضو فيها أم سينفذ الحل عبر الآلية المعنية.
وهنا يجيب أستاذ العلاقات الدولية د. عبد الرحمن بدر الدين ويقول إن مبادرة ترامب تجاوزت الرباعية تماما وحديثه عن أنه لا يعلم شيء عن السودان يشير إلى أن مسعد بولس لربما كان يتحرك دون توجيه الإدارة الأمريكية.
ولكن د. عبد الرحمن عاد وقال إن للسودان تحفظات على الرباعية بوجود الإمارات وقد تغير نظرتها حال تمت توسعة الآلية بإضافة أصدقاء السودان وهي الدوحة وأنقرة وربما الجزائر، وهو ما سيجعل هنالك توازنا داخل مطبخ القرارات بالآلية التي تضم حتى الآن أربعة دول.
المصدر: صحيفة الكرامة
