الأخبارالسودانتقارير

تسمية وزراء الزراعة والصحة والتعليم العالي قوبلت باهتمام واسع ..حكومة كامل.. الكفـــــاءة أولًا..!!

تسمية وزراء الزراعة والصحة والتعليم العالي قوبلت باهتمام واسع ..حكومة كامل.. الكفـــــاءة أولًا..!!

 

 

التعيينات الاخيرة جاءت بعد دراسة دقيقة للكفاءات والخبرات..

العركي : هذه الأسماء لم تأتِ من فراغ ولم تكن محض مجاملات..

الاختيارات الثلاثة محاولة جادّة لإعادة تعريف معايير “المنصب العام”..

تقرير : محمد جمال قندول

قابلت الأوساط الشعبية والرسمية تسمية رئيس الوزراء د. كامل إدريس لثلاثة وزراء في حكومة الأمل باهتمامٍ كبير. ووجد اختيار وزراء “الري، والزراعة، والتعليم العالي، والصحة”، تداولًا واسعًا نظرًا لأهمية الحقائب المعلنة في برنامج الدولة الذي يركز على الزراعة، والتعليم، والصحة، باعتبارها رأس الرمح في برامج التنمية والإعمار والتصدي لاحتياجات المواطنين، ومعالجة الاختلالات التنموية والاقتصادية التي تضطلع بها الحكومة خلال الفترة القليلة القادمة.

تحديات

وقال رئيس الوزراء إنّ التعيينات الجديدة جاءت بعد دراسة دقيقة للكفاءات والخبرات.
وكان د. كامل إدريس قد سمى وزراء ثلاثة حقائب أمس الأول “الخميس”، وهم البروفيسور عصمت قرشي عبد الله محمد وزيراً للزراعة والري، والبروفيسور أحمد مضوي موسى محمد وزيراً للتعليم العالي والبحث العلمي، والبروفيسور معز عمر بخيت العوض وزيراً للصحة، ليصل عدد الوجوه الجديدة حتى الآن إلى خمس وزارات بعد أن تم تعيين وزيري الداخلية والدفاع في وقتٍ سابق.

وينتظر أن يواصل إدريس في تسمية بقية الحقائب الوزارية خلال الفترة القليلة القادمة، وذلك لمجابهة تحديات معقدة ماثلة في إعادة الإعمار ومحاولة إجراء معالجات للأوضاع الاقتصادية الصعبة التي تمر بها البلاد إثر حرب دمرت العاصمة وأجزاء واسعة من البلاد بعد تمرد ميليشيات آل دقلو الإرهابية في الخامس عشر من أبريل 2023م.

وجاء تعيين د. كامل إدريس رئيسًا لمجلس الوزراء قُبيل شهر، وذلك ليطرح القادم الجديد لرأس الجهاز التنفيذي حكومة “تكنــــــوقراط” تحاول أن تُحدث اختراقاتٍ واسعة في المشهد السوداني.

المنصب العام
وابتدر الخبير والمحلل السياسي د. عمار العركي إفادته في معرض الطرح وقال بحسب”الكرامة” إنّ ثمّة أوقاتٌ يكون فيها الصمت أبلغ من أي تعليق، خصوصًا حين تُحاط بعض القرارات الواقعية الصائبة بضجيجٍ من الهجوم والنقد غير المبرَّر، لا لشيء سوى أنها كسرت نمط التوقُّعات، أو تجاوزت التوازنات التقليدية. في مثل هذه اللحظات، يصبح من الضروري التمعُّن في جوهر الأمور، بعيدًا عن الأهواء والاصطفافات.

ويواصل د. عمار قائلًا إنّ د. كامل إدريس حين أعلن عن تكليف ثلاثة وزراء جدد أمس الأول “الخميس” بدا واضحًا – لمن أراد أن يُنصت بعين العقل لا العاطفة – أن هذه الأسماء لم تأتِ من فراغ، ولم تكن محض مجاملات أو موازنات لحسابات ضيّقة، بل هي اختيارات تستند إلى معيارٍ بسيط لكنه عميق: أن يكون للمنصب من يليق به، لا من يُليق به المنصب.

وتابع محدّثي معقبًا على تعيين البروفيسور عصمت قرشي عبد الله محمد، وقال إنّه من طينة الخبراء الذين أنفقوا أعمارهم في الميدان الزراعي علمًا وتخطيطًا ومتابعة، وكان حضوره في الجامعات والمشروعات الزراعية مؤشّرًا دائمًا على جدية الأداء وتواضع العالِم الذي لا يطلب الأضواء. إنّ وجوده في هذا المنصب يُعد بمثابة ردّ اعتبار لفكرة أن الزراعة ليست قطاعًا هامشيًا، بل ركيزة من ركائز السيادة الوطنية.

وعن البروفيسور أحمد مضوي موسى محمد ذكر د. عمار بأن الرجل شخصية أكاديمية ناضجة، قادت مؤسسات تعليمية كبرى، وتراكمت في تجربته ملامح القيادة الهادئة والرشيدة. وهو ممن يؤمنون بأن إصلاح التعليم لا يبدأ بالشعارات، بل بإعادة الاعتبار للجودة والبحث العلمي والاستقلالية المؤسسية. وأضاف: تكليفه هنا ليس مكافأة، بل تكليفًا مستحقًا لحامل مشروع تربوي فكري أصيل.

وفيما يخص وزير الصحة أشار العركي إلى أنه نموذجٌ نادر للجمع بين التخصص الأكاديمي الدقيق والانفتاح على قضايا المجتمع. طبيب وباحث ومثقف، عُرف بمبادراته التي تجاوزت الإطار التقليدي للطب، إذ ظلّ يحفر في العمق الإنساني للسياسات الصحية، وزاد: حضوره في وزارة الصحة رسالة واضحة بأن هذا القطاع الحساس يجب أن يُدار بعقل علمي وضمير أخلاقي.

وعطفًا على ما ذكره أعلاه، فإنّ الخبير والمحلل السياسي د. عمار يشير إلى أن الثلاثة قد جمعوا بين الكفاءة الأكاديمية والخبرة القيادية والإدارية، وهو ما يعزّز من فرص الأداء الرشيد والبنّاء في هذه المرحلة المفصلية.

واختتم د. عمار إفادته وقال: بعيدًا عن التجاذبات، يمكن للمنصف أن يرى في هذه الاختيارات الثلاثة محاولة جادّة لإعادة تعريف مفهوم “المنصب العام”، باعتباره ليس غنيمة أو صفقة، بل كأمانة تتطلب من يحملها بصدق، لا بوجاهة.

وتابع : ولأن الكفاءة لا تصرخ، فإن الذين عرفوا هذه الأسماء لا يحتاجون إلى الدفاع عنها، بقدر ما يدعون الآخرين إلى أن ينظروا إليها بميزان التجربة لا بميزان الإشاعة، وبميزان الأداء الواقعي قبل الحُكم الاستباقي.

 

المصدر: صحيفة الكرامة

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى