تستقبل اعداد كبيرة من المواطنين يوميا..”الخرطــــــــــوم“.. تحديات العودة ..!!
تحديـــــاتٍ ماثلة لإعادة الحيــــــاة.. والســـودانيون ينتظرون الإعمــــار
عودة الميــــــاه والكهــــرباء لمناطق واسعة بجنـــــوب الخرطـــــوم..
تعيين رئيــــس الــــوزراء بث بالأمل والطمــــأنينة.. وعليه الإشراف على إعمــــار الخرطـــوم..
تقرير : محمد جمال قندول
ثمّـــــة عـــــودةٌ كبيــــــرةٌ لولاية الخرطـــوم هذه الأيام، إذ تشهد العاصمــــــة موجـــات عودة واسعـــــة خاصة خلال الأيام القليلة الماضيـــــة، في مؤشرٍ مهم على عودة تطبيــــع الحيـــــاة لأرضٍ شهدت معارك ضارية حتى تم تحريرها على يد القـــــوات المسلحــــــة من دنس ميليشيــــــات آل دقلــــو الإرهابيــــة، انتهت بتحرير كامل ولاية الخرطـــــوم قبل شهر، بتنظيف مناطق الصالحة، والجموعية، وأمبدات.
وثمّـــــة تحديـــــاتٍ ماثلة لإعادة الحيــــــاة إلى ما قبل تاريخ 15 أبـــــريل، حيث ينتظر السودانيـــــون إعمار ما خلفته الحرب، بدءًا من الخدمـــــات الأساسيــــة “الكُهـــــــرباء، والميـــــــاه”، وليس نهايةً بضرورة تشغيل المطـــــــار، بينما يبقى كل ذلك رهينــــًا بالإرادة والعزيمــــــة ودعم حكـــــــومة د. كامــــل إدريـــــس المرتقب خروجها للعلن قريبـــــًا.
الأكثـــــر نشاطًـــــــا
وكان رئيــــس مجلــــس الـــــوزراء د. كامـــل إدريـــــس، قد وجه المؤسســــات والـــــوزارات بالعودة التدريجية للعاصمــــة الخرطــــوم، فيما تواصل الولاية جهــــــودها المضنية بقيادة واليها أحمــــد عثمــــان حمـــــزة، لإعادة نبض الحيـــــاة لعاصمــــة تعرضت لدمارٍ وخــــرابٍ ممنهج على أيدي ميليشيــــات كانت تريد ابتلاع الدولة الســـــودانية بدعمٍ من “دويلــــــة الشـــــــر” أبوظبي، غير أن القـــــــوات المسلحــــــة استطاعت الحفــــاظ على سيــــــادة الدولـــــة وأحبطت مؤامرةً خبيثـــــــةً.
وعلى صعيد الخدمــــات، عادت الميــــــاه والكهــــرباء لمناطق واسعة بجنـــــوب الخرطـــــوم، مع تواصل الجهود لإعادتها في محلية شرق النيل، والخرطــــوم شـــــرق ووسط قريبــــــًا.
الحيـــــاة في محلية بحــــري تشهد حركةً جيدةً خاصةً في مناطق الحلفـــــايا، والدروشـــــاب، وشمبـــــات، مع تزايد رحــــــلات العــــــودة.
محلية أم درمـــــان تظـــــل الأكثر نشاطًــــــا وتوسعـــــًا، حيث يدخلها يوميـــــًا عددًا كبيـــرًا من العائدين، بجانب توسع أسواقهــــــا.
وعلى صعيد الصنـــــاعة والاستثمـــــار، بدا واضحــــًا بأن (الثقــــــة) في العـــــودة باتت أكثر من ذي قبل، حيث أصبـــــح رجــــال المــــال والأعمــــال والاقتصــــاد يطرقون العاصمة لإعادة تشغيــــل أعمـــــالهم، وليس ببعيدٍ رجل الأعمـــال معــــــاوية البريـــــر الذي أعاد تشغيـــــل مصانعه. هذا بجانب تمدد رقعة الشركات العاملة خاصةً في القطــــاع الخــــاص، وعلى سبيل المثال “ســـــوداغاز وأصيل” وغيرهـــــــــم.
الخدمـــــات الضـــــرورية
الراحل الفنان الكبير سيـــــد خليفــــــة لم يكن يدري بأنّ الخرطـــــوم التي تغنى لها برائعة الشاعر عمــــر الأميـــر (يا الخرطـــــوم يا العندي جمالك جنة رضــــــوان.. وطول عمري ما شفتة مثالك في أي مكـــــان.. في وجودي أريدك وغيابي يا وطني يا بلد أحبابي).. لم يكن يدري بأنّ تدخل الخرطــــوم والبلاد في هذه الدوامة من محن الزمان، والســـــودانيون هذه الأيام كلهم أمــــلٌ وأشـــــواق بالعودة إليهــــــا، غير أنّ التحديـــــات الماثلــــــة لربما تجعل التساؤلات تتمدد وإن كانت العودة متزايدة، غير أنّها ليست بالطبع كاملة العدد.
ويقول الخبير والمحلل السياسي د. راشــــد عبد اللـــــه إنّ تعيين رئيــــس الــــوزراء بعث بالأمل والطمــــأنينة، ويتطلب أن يشرف رأس الجهــــاز التنفيذي على ملف إعمار الخرطــــوم بشكل مباشر مع إعطائها أولـــويةً كاملة، حتى يتسنى إحداث اختراقٍ حقيقي في ملف الخدمات الضرورية مثل “الكهــــرباء والميــــاه”.
وتوقع عبد اللــــه أن يلتئم شمل الكثير من العائدين في العاصمة خلال الأشهر القليلة القادمة، مُشيرًا إلى أن ذلك مرهونٌ بضرورة عودة عددٍ كبيرٍ من مؤسسات الدولة السيادية والـــوزارات لتباشر أعمالها من داخل ولاية الخرطــــوم.
العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان بدأ واضحا ان زحامها خف قليلا بعد هجرة إعداد كبيرة صوب قراهم وولاياتهم خاصة للخرطوم ومدني.
َومن الخارج تعد القاهرة الوجهة الابرز حيث يغادرها يوميا الالاف في طريق العودة للعاصمة المثلثة وليس ببعيد تفويج منظومة الصناعات الدفاعية يوم امس لاعداد كبيرة من البصات ستكون وجهتها الخرطوم والجزيرة.
المصدر : صحيفة الكرامة
