د.خالد أحمد الحاجل يكتب: ليس بالأمر المستحيل
تحبير
د.خالد أحمد الحاجل يكتب: ليس بالأمر المستحيل
* كل من شهد مونديال كأس العالم الأخير بقطر ٢٠٢٢م انبهر بالبنيات الرياضية التي أقامتها قطر، وصرفت عليها الدولة صرف من لا يخشى الفقر، حتى ظهرت الملاعب بهذا الشكل الجميل المبهر، صاحب ذلك تطور كبير في
البنية العمرانية للدولة أكد أن قطر لا تقل عن الدول الأوروبية في شيء، والروعة المتناهية التي عليها الطرق ووسائل النقل الحديثة، علاوة على البنيات السياحية، ناهيك عن التعامل الراقي للإخوة القطريين مع ضيوفهم الذين أتوا إليهم من كل أنحاء العالم، بجانب كرم الضيافة الفياض، وحسن التعامل الذي جعل الغربيين يعيدون النظر في فهمهم للعرب.
* الصورة الذهنية للعرب قبل هذه البطولة وما بعدها من المؤكد ستكون مختلفة تماماً، من واقع أن ما وجده الغربيون من اهتمام متعاظم من قبل القطريين سيكون له ما بعده على مستوى التعامل وغيره في المستقبل القريب، وفي تغيير نظرتهم تجاه الإسلام والمسلمين بوجه خاص.
* قبول قطر التحدي وتقديمها لبطولة نموذج في كل شيء هو العلامة الفارقة في تاريخ بطولة كأس العالم، بعد النجاح منقطع النظير لدولة قطر في استضافة هذه النسخة الفريدة من بطولة كأس العالم باتت كافة الدول
العربية والأفريقية أمام تحد كبير، باعتقادي أن العديد من الدول العربية والأفريقية بحاجة لأن تعيد النظر في استراتيجياتها الخاصة بالرياضة، مع ضرورة مراجعة
جوانب الضعف من الجانب الرسمي حول الرياضة بصورة عامة، وكرة القدم على وجه الخصوص، بدليل أن صيانة وتأهيل الملاعب تعد الحلقة الأضعف،
وعندنا هنا في السودان الحال يغني عن السؤال!!.
* لا يمكن لنا استضافة بطولة قارية، وغالبية الملاعب لا تنطبق عليها شروط الاتحاد الدولي لكرة القدم(فيفا)، علاوة على حاجة الجماهير لثقافة التشجيع النظيف بعيدا عن التعصب الأعمى، وما يترتب على ذلك من تصرفات، نتمنى ألا نرى مرة أخرى ظاهرة تحطيم الكراسي تظهر
في ملاعبنا حال خسر فريق من فريق، أو خرج من البطولة خالي الوفاض، كم من بطولة خرجنا من مولدها بلا حمص؟ وكم من أمل ضاع قبل أن نفيق من أحلامنا بالحصول على الذهب فلا نجد من ذلك شيء ؟
* الاستثمار في كرة القدم يحتاج إلى شجاعة وعدم تهيب، باعتقادي أن دخول القطاع الخاص في الاستثمارات الرياضية قد يعيدنا للواجهة مرة أخرى، ويحفظ في ذات الوقت للمستثمرين رؤوس أموالهم التي وجهوهها للبنيات الرياضية.
* لكي يتقدم منتخب السودان على مستوى اللعبة، ويرتقي في التصنيف الدولي يلزم أن يقابل ذلك تخطيط سليم في البنيات مع ضرورة الاهتمام باللاعبين، الأولى لا تقل صعوبة عن الثانية في شيء، فتخطيط المدن
الرياضية، وعمليات التشييد تحتاج إلى إرادة وميزانيات كافية، مع وجود رقابة مشددة على أوجه الصرف، حتى نضمن الصرف حسب ما هو مخطط له، فيما إعداد
اللاعبين بالصورة المطلوبة لن يتأتى دون أن تكون هناك مدارس سنية تحتضن المواهب، وتعمل على تفريخ الموهوبين، بجانب أكاديميات كرة القدم التي تتمثل مهمتها في رعاية البراعم والناشئة ليكونوا نواة للمنتخبات، قادرين على التعاطي مع اللعبة.
* إن لم تجد هذه التفاصيل الاهتمام اللازم من القائمين على أمر الرياضة فلن تقوم لكرة القدم في بلادنا قائمة.
* لم يطلق على كرة القدم مسمى سفارة الشعوب من باب المجاملة، بل لأنها بالفعل تمثل لشعوب العالم بوابة
للتواصل مع بعضهم البعض، وتعمق الوشائج بينهم منذ عرفت الإنسانية التنافس على كرة القدم، على مستوى الأندية والمنتخبات.
* من هذا المنطلق يجب أن نحرص على التواجد بالبطولات الدولية، لنكون قريبين من شعوب العالم، ننقل لهم قيمنا وعاداتنا السمحة، ونستفيد كذلك من الجوانب المشرقة التي لديهم.
* دعونا نستفيد من التجارب لنبني عليها، وبما أن لدينا إرادة فإن الوصول للهدف ليس بالأمر بالمستحيل.