كل واحدة من مناطق لوسيل تتميز بكونها مجتمعا قائما بذاته، بفضل ما تشتمل عليه من مقومات الحياة المختلفة مثل منافذ البيع بالتجزئة، المتاجر والمطاعم والمساحات المكتبية والوجهات متعددة الاستخدامات، والتي تجتمع كلها معا لتهيئ للسكان ورواد الأعمال مكانا مثاليا للعمل والسكن والترفيه خلال المونديال العالمي.

إنشاء لوسيل فكرة ولدت عام 2005 كنموذج عصري لمدينة مكتفية ذاتيا ومستدامة بيئيا، تعزز سهولة الوصول بين مناطقها وشتى مناطق الدوحة، إلا أن أعمال البناء بدأت رسميا بعد 3 سنوات عن طريق شركة الديار القطرية، لتصبح لوسيل أضخم مشاريع التطوير العقاري.

محاور رئيسية

أعمال البناء في هذه المدينة -التي ينبثق اسمها من أعماق التراث القطري إذ جاء مشتقا من أحد أندر الزهور في البلاد- تمت وفقا لمعايير عالمية ورؤية قائمة على الاندماج السلس بين تراث الدوحة وعصريتها، وترتكز على 4 محاور رئيسية: تحسين جودة الحياة، إلهام الأمة، الارتقاء بالمدينة، تحويل المناظر الطبيعية.

وتقدم لوسيل عالما ذا استدامة بيئية ومترابطا يجمع بين البنية التحتية والتنمية البشرية، إذ توفر أرضا خصبة لبيئة تعمل بالطاقة التكنولوجية، شبكة مترابطة من الناس والطبيعة والبنية التحتية لمدينة مستدامة نموذجية.

فقد تم بناء المخطط الرئيسي للمدينة على مفهوم الحي والمنطقة، حيث يتم دمج جميع المرافق المدنية في كل منطقة لتقليل المسافات وتسهيل الخدمات المجتمعية.

وتعد لوسيل أول مدينة من نوعها في قطر تطبق مبادئ الاستدامة، حيث إن جميع المباني تم تقييمها وفقا لاستدامة بنيتها التحتية وأدائها.

وجهة مثالية

تشكل لوسيل بمرافقها ومنشآتها المختلفة وجهة مثالية لجماهير المونديال، إذ تضم 22 فندقا حاصلا على تصنيف عالمي، وتستوعب أكثر من 200 ألف من سكان المناطق المحيطة، و170 ألفا في 19 منطقة، و80 ألف زائر لمرافق الترفيه والبيع والضيافة.

وينتظر جماهير المونديال في لوسيل، حدائق عامة ووجهات ترفيهية ومنشآت تجارية ومناطق سكنية ومرافق رياضية، إذ توفر الحديقة الهلالية ومتنزه الوادي طموحات العيش في واحة خضراء مستدامة، في ظلال مساحات واسعة وملاعب رياضية ومسارات الدراجات.

وتبرز منطقة المارينا (المرحلة الأولى من لوسيل) كمحور حيوي للمدينة، إذ تطل على ساحل الخليج ومنطقة اليخوت، فضلا عن مناطق ومساحات سكنية متعددة الاستخدامات على الواجهة البحرية، وتعد منطقة الطرفة محور لوسيل ومعلمها السياحي البارز.

تحول اقتصادي

تعتبر منطقة الوسيل مركز الأعمال والتحول الاقتصادي بالمدينة، وستكون منطقة “نيفا” السكنية بمثابة مشروع سكني متطور مناسب لنمط حياة العاملين في لوسيل، ويضم 57 ألف متر مربع من الحدائق وحوالي 7100 وحدة سكنية.

أما جبل ثعيلب فتم تصميمه وبناؤه كمنطقة سكنية راقية وأنيقة داخل المدينة، وتعكس مبانيها تفسيرات حديثة للعمارة الكلاسيكية، بينما تجسد منطقة الواجهة البحرية السكنية مثال الحياة على الشاطئ، مع أحدث وسائل الراحة في بيئة آمنة، أما منطقة الخرايج فتتمتع بموقع إستراتيجي بجانب منطقة النفل على الشاطئ، وهي مصممة لاستيعاب 42 برجا سكنيا.

تشمل منطقتا النفل والخزامى، المنخفضة الارتفاع في لوسيل على الواجهة البحرية الغربية والشمالية، قطع أراض لتطوير الفلل للعائلات القطرية، في حين خصصت منطقة الإركية للاستخدامات التجارية والطبية الفريدة، بينما صممت مدينة الياسمين الذكية -التي تستوعب 18 ألف نسمة- كمنطقة مبتكرة مخصصة للسكن، بعكس “حزوم” أحد المشروعات المميّزة التي صُممت كمنطقة منخفضة الكثافة السكانية.

أما منطقة جزر قطيفان، جواهر تاج لوسيل، فتتمتع بإطلالة بانورامية فريدة على البحر، وتقع قبالة الساحل مباشرة، حيث تشكل الجزر البحرية الأربع منطقة ساحرة، تعد الخصوصية جزءا لا يتجزأ من أسلوب الحياة فيها، إضافة إلى حياة الطبيعة.

أيقونة الدوحة

منطقة داون تاون لوسيل، أيقونة الدوحة الجديدة، أبرز وجهات جماهير مونديال قطر، إذ تعد نموذجا لتجارب الحياة العصرية المتكاملة والفريدة من نوعها، فهي تجربة حيوية وروح نابضة بالحياة في 3 وجهات رئيسية “درب لوسيل وميدان السعد والسيف” لإنشاء مجتمع متميز ومكان تنصهر فيه الثقافات والأفراد والأعمال التي تعيد تشكيل وجه قطر الحضاري.

فدرب لوسيل القلب النابض للمدينة بطول 1.3 كيلومتر، يمثل الحياة الحضرية المعاصرة المثالية التي تمتزج بسلاسة مع نسيج قطر الثقافي الغني، ويعد وجهة حيوية، متنوعة وفريدة من نوعها للتسوق والعمل والسكن، خاصة في ظل تصميم نموذج الشارع والمباني التجارية لتشبه شارع الشانزليزيه في فرنسا.

أما ميدان السعد فهو المحور الرئيسي لداون تاون لوسيل، وتحدد 4 أبراج شاهقة بارتفاع 50 و70 طابقا منطقة الميدان المتميزة، والتي تتوسطها ساحة المشاة الفريدة، مع إطلالة ساحرة على البحر.

منظومة نقل

ستوفر لوسيل لمشجعي المونديال منظومة نقل متكاملة تعد الأكثر توفيرا للطاقة والأقل ضررا للبيئة، حيث تم إنشاء شبكة متكاملة تمتد لأكثر من 200 كيلومتر من الشوارع والطرقات السريعة حول نماذج التنقل البديلة المستقبلية والسريعة في قطر، بما يتماشى مع الطموحات الوطنية لبناء بنية تحتية مستدامة.

وتبرز وسائل النقل في شبكة القطار الخفيف “الترام” التي تتكون من 4 خطوط أساسية تغطي 38.5 كيلومترا من السكك الحديدية تحت الأرض وفوقها، و36 محطة ركاب، بجانب التاكسي المائي على طوال الواجهة البحرية ولمسافة 28 كيلومترا، فضلا عن طرق للدراجات الهوائية، ومواقف للسيارات تحت الأرض تصل إلى نحو 7 آلاف موقف.

يؤكد رئيس قطاع المشاريع في شركة الديار القطرية، المهندس فهد الجهرمي، جاهزية مدينة لوسيل لاستقبال الزوار والمشجعين من أنحاء العالم خلال المونديال، حيث يشهد الملعب الذي تحتضنه المدينة في قلبها ويحمل اسمها، مباريات في جميع مراحل البطولة حتى المباراة النهائية في 18 ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ويوضح الجهرمي أن لوسيل تضم العديد من المباني السكنية والفنادق والمرافق الرياضية والمراكز التجارية، بالإضافة إلى المعالم السياحية والحدائق الواسعة، وتتميز بشبكة متكاملة من المواصلات المتطورة، حيث يشتمل مخططها العام على منظومة للنقل العام قادرة على خدمة أكثر من مليون مشجع تستعد المدينة لاستقبالهم خلال فترة المونديال.

ويرى رئيس قطاع المشاريع بالديار القطرية أن استضافة المونديال أسهمت في تسريع وتيرة التنمية في البلاد، تماشيا مع الجهود الرامية لتحقيق أهداف رؤية قطر الوطنية 2030، مبديا تطلعه للحظة التي ستكون فيها لوسيل محط أنظار العالم، عندما يستضيف ملعب لوسيل (80 ألف مشجع) نهائي كأس العالم.