الأخبارالسودان

تتقدم خطوة و تتاخر مثلها..الخرطوم و اديس ابابا …..الاخوة الاعداء

تتقدم خطوة و تتاخر مثلها

الخرطوم و اديس ابابا …..الاخوة الاعداء

العلاقات السودانية الاثيوبية علاقات جوار و تمازج قبلى و وجدانى ضاربه الجذور و فى شقها السياسي تمتد ل اكثر من خمسه الف عام قبل الميلاد ولعل أبرز سبب لعراقة هذه العلاقات كان الحاجة المشتركة لنهر النيل، والتي لا تزال مستمرة إلى عصرنا هذا
و يسجل التاريخ الحديث حسب المعلومات اسم عثمان خالد كأول سفير للسودان لدى إثيوبيا قبل الاستقلال والذي يجعل من السودان في قائمة البلدان الأوائل التي أقامت علاقات دبلوماسية مع إثيوبيا. إلا أن  هذه العلاقة  لم تصل للجدية المطلوبة إلا بعد استقلال السودان لتأخذ منحى أكثر قوة ابتداء من عام 1956.

و توجت العلاقات بتوقيع الكثير من الاتفاقيات بين البلدين وفي العديد من المجالات، إلا أن مستوى التنفيذ لهذه الاتفاقيات يصنف متدنيا، ويرجع هذا التدني للبيروقراطية التي أضعفت قدرات الانظمة
غير ان هذه العلاقات الشعبوية المميزة اعترتها بعض العقبات فى مقدمتها سد النهضة والتحالف الإثيوبي السوداني بالرغم من الاتهام بان السودان كثيرا ما يتحالف مع اثيوبيا فى هذا الملف على وجه التحديد ابان بداية الخلاف بين الدول الثلاث خاصه و ان السودان لم يخف مساندته لإثيوبيا علنا

خلافات الحدود

شكلت الحدود الطويلة الممتده بين السودانية و اثيوبيا بجانب كونها محلا للتداخل و التواصل ، احدى بؤر التوتر و ذلم بسبب احتلال وضع اليد الاثيوبى على مساحات واسعة من الاراضى السودانية بمنطقتى الفشقة ذات الاراضى الخصبة و اصبحت الحدود مكانا للمناوشات العسكرية من وقت لاخر خاصه بعد ان بسطت القوات المسلحة السودانية سيطرتها على معظم الاراضى المحتلة من قبل الجيش الاثيوبى و بعض المليشيات .اليومين الماضيين شهدت تجدد التوترات الحدوديه حيث اعلنت القوات المسلحة السودانية عن تعرض جنود الجيش الذين يعملون في تأمين الحصاد بالفشقة الصغرى في منطقة بركة نورين على الحدود مع إثيوبيا لاعتداء وهجوم من مجموعات للجيش والمليشيات الإثيوبيين استهدفا ترويع المزارعين وإفشال موسم الحصاد والتوغل داخل الأراضي السودانية. وأكد أن القوات السودانية تصدت للهجوم، وكبّدت المهاجمين خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، واحتسب عددا من القتلى. من بينهم ضابطين في اشتباكات عسكرية مع قوات إثيوبية على حدود البلدين. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصدر عسكري سوداني قوله إن “ضابطين برتبة استشهدا جراء الاعتداء بجانب بعض الجنود
و ياتى الاعتداء على القوات السودانية في الوقت الذي تخوض فيه إثيوبيا حربا على جبهة تحرير شعب تيغراي.

لهذا السبب

التوغل الإثيوبي الجديد حسب المعلومات استهدف تحقيق أمرين، الأول إسناد كبار مزارعي الأمهرة بالفشقة و ثانيا قطع الطريق امام قوات التيقراى التى تخوض حربا ضد الجيش الاثيوبى ..و معلوم ان مساحة الفشقة تبلغ نحو مليوني فدان، وتمتد لمسافة 168 كيلومترا مع الحدود الإثيوبية من مجمل المسافة الحدودية لولاية القضارف مع إثيوبيا والبالغة نحو 265 كيلومترا.

اصل الهجوم :

حسب مصادر عسكرية فان الهجوم مع القوات الإثيوبية حدث فى منطقة الفشقة الصغرى الحدودية، حينما تقدنت القوات السودانية نحو جبل السقيعة شرق بركة نورين، لتمشيط المنطقة وتنظيفها من بعض الجيوب والكمائن التابعة للقوات الإثيوبية، بغرض تأمين موسم الحصاد من أي هجمات مفاجئة.

و سجل قائد الفريق أول عبد الفتاح البرهان عقب الهجوم زيارة لمنطقة الفشه و اكد اثناء تفقده للمنطقه إن الخرطوم لا عداء لها مع أديس أبابا لكنها لن تفرّط في أي شبر من أرض السودان،.أن الشعب السوداني يقف بجانب قواته المسلحة ويساندها لبسط سيطرتها على كامل التراب الوطني، داعيا مواطني منطقة الفشقة إلى الانخراط في أنشطتهم الزراعية.

بعيدا عن المساومة :

انكار من بادر بالهجوم الاخير اعتبره الدكتور و الباحث الاكاديمى صلاح الدومه بانه امر مستهجن خاصه من الجانب السودانى صاحب الحق فى اراضيه و اعتبر النكرات سمت الدول الضعيفة و قال ان اثيوبيا لم تنكر حتى مساعدات احد الدول لها من اجل قلب موازين المعادلة فى ساحة حربها من التقراى و لفت الى ان السودان له الحق فى استعادة كامل سيادته على اراضية نافيا ان يكون الامر انتهازية و مع ذلك وصف العلاقات السودانية الاثيوبيه فى مستواها الشعبوى بالممتازة و الراسخة بعيدا عن الحقوق المشروعة

حق مستحق

للسودان الحق فى وضع يده على كامل حدود اراضيه هذا ما يراه الخبير الدبلوماسى جمال محمد ابراهيم مؤكدا على وجود تداخل قبلى تاريخى بين السودان و اثيوبيا على الحدود الشرقية و لفت الى ان هنالك عدد من المزارعين الاثيوبيين ظلوا يزرعون فى الاراضى السودانيه اعتبرها بعضهم كانها جزء من بلدهم و ان ما يحدث من حين لاخر من مناوشات تقوم بها مليشيات و ليست القوات الاثيوبيه و اضاف قانونا المزارعين الاثيوبيين فى تلك المناطق ليس لهن حق
فرصه مواتيه:
و يعتقد السفير ان الفرصه اصبحت مواتيه للسودان لفتح باب الحوار لاستعادة اراضيه على اراضيه حدوده الشرقيه و يرى ان اولى مهام الحكومة الجديده بعد تشكليها خاصه وزيرى الخارجية و الدفاع هو قيادة حوار جاد مع الجانب الاثيوبى و المصرى لاستعادة كامل اراضيه بالفشقة و حلايب و حسم هذه الملفات بشكل نهائى و قال يجب ان ينتهى عهد المجاملات و ان تمضى الحكومة بشكل جاد و بشفافيه فى مناقشه حقوق السودان و قال ان السودان له الحق فى اراضيه فى حلايب و فى الفشقه التى رسمت منذ 58 و ان وضع اليد لا يعطى الحقوق و اضاف ان الوقت الان مناسب و يجب الضرب على الحديد وهو ساخن خاصه و ان اثيوبيا المشغوله داخليا لن تبحث عن مشاكل مع الخارج معتبرا الحوار هو الانسب لحسم الملفات

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى