الأخبارالسودان

تابين المرحوم سليمان النور وفاء لعطاء

تابين المرحوم سليمان النور وفاء لعطاء

بقلم :محمد عبد الشيخ

إنها ليلة من ليالي الوفاء التي عرف وتفرد بها اهل النيل الأزرق
فقد مرت الايام وتعاقبت مسرعة على رحيلك المر وفقدك الجلل قبل أن يفيق الكثيرون من هول الصدمة وعظم المصاب فقد كنت بينهم شامة وعلامة ، إلتف حولك الجميع ، والكل يرى أنه صديقك الأقرب بما كنت تسدي لهم من نصح دون تجريح .
جمعت أخي سليمان بين لين الجانب وقوة المراس وكاريزما الشخصية وأناقة العِبارة وسلاسة المنطق وعمق الفكرة وسداد الرأي دون غرور او تعالي وحدث العاملين مظهراً وجوهراً فأصبح الولاء لمؤسسة الشعيرة هو همه الكُلّ
أنزلت الناس منازلهم ، تقلدت بقلائد الخُلُق والدين فاجتمعت حولك ومالت قلوب الناس أجمعين .
كان يوم وداعك وأنت تغادر النيل الأزرق إلى الولاية الشمالية مشهداً مهيباً قلَّ أن حظِي به مسؤول سجع خلفك الأستاذ الأديب الاريب(فيصل حسن) ونظم من أحرف اسمك في تلك الليلة كلمات لها دلالات ومعانٍ بما طمأن جميع الحضور أن رحِم الزكاة لا ولن ينضب وسيمضي الطريق سالكاً بعد أن عبرته أنت بالمبادرات والتخطيط السليم والمتابعة فلم يكن الرهان في نقلك إلى الشمالية لنقل الإبداع والتفرد رهاناً خاسراً فلم تخزله فبدأت عملك في الولاية الشمالية بذات الروح الوثابة التي لا تعرف الروتين والتكرار الممل
كنت أنت اضافة للمنصب ولم يكن ليضيف لك شيء حتى أصبح مقاما يحتفي وزاوية تشع نوراً وضياء لم يحُل بينك وبين سماحتك خلفاً وابتسامة عريضة لا تفارق محياك كأنك تنظر إلى مقامك في الجنة فأسرعت الخطى واستعجلت الرحيل بأحسن ختام وأكبر حراك لم تنتظر حتى رجع صداه وأثره وسط المجتمع هكذا اختار لك ربك خير ختام فكان ذلك العمل غير المسبوق من نفرة أيادي الخير وأي خير احسن وأبرك من ذاك الذي قدمته للأيتام والأرامل و”تقاقيب” القرآن .
نعم انها قيم ومعانٍي تمثلتها وتخلقت بها أخي سليمان فكانت باعثاً لتنادي زملائك وأصدقائك للتأبين بدارك وبين أصهارك في سنجة التي أحببتها واخترتها مقراً لإقامتك التي لم تطُول فكنت ضيفاً خفيفاً عليها
سنجة ومواطن سنجة صعب المراس الذي لم تراه أجمع على حب مسؤول كما فعل معك فكأنك ملكت مفاتيح دواخلهم وعرفت كيف تخالطهم وتخاطبهم وكأن بهم يوم التأبين يودون إن كان هذا تكريما يردون فيه جزءاً يسيراً من حقك عليهم وأنت حي تسعى بينهم
نعم اكتمل المشهد واحتشد المكان بالحضور الشاهق في تلك المبادرة التي تذكر فتشكر فقد تخير اخوانك اخوانك في زكاة النيل الأزرق خير الايام من خير الشهور حيث العشر الأواخر من الشهر المبارك فاستجاب لندائهم وحضر للتأبين كل المكلومين من اهلك وعشيرتك بالنيل الأزرق وأصدقائك من سنجة والضواحي وتسابق الجميع يعددون مآثرك تخنقهم العبرة وتأبى الكلمات وتستعصي كأنها مركب يصارع الريح فهربت من بين الشفاه كلمات سبقتها الدموع وما أعظم دموع الرجال وأمرها
إنها لحظات غلب فيها لسان الحال على لسان المقال وكان من يريد الحديث يعرف لحظتها أنك رحلت . نعم خلّدك المجتمع بمواقفك وتواصلك الذي امتد من أقصى جنوب النيل الأزرق في يابوس إلى أقصى حدود البلاد شمالاً في حلفا وأشكيت مسافة ملأتها قيم الوفاء لك وأنت تعطي متحاملاً على جسدك المرهق حتى آخر نفس لم تفق بعد فإلى جنات الخلد والنعيم المقيم
فشكراً لكم اخوة السبق والإقدام والمبادرة من العاملين بديوان زكاة النيل الأزرق اهل الهمم العالية والزمم الوافية والأرواح والوثابة . شكراً لكم زملاء المرحوم من سنار امينها وعامليها شكراً جزيلاً أصدقاءه في ولاية سنار
نسأل الله لسليمان المقام في جنة الفردوس الأعلى ولأهله في النيل الأبيض الصبر وجزيل الثواب على مصابهم ولأرملته وبنتها محبوبتةوايقونة حياتة و روحه الصبر وحسن العزاء .
ولا نقول إلا ما يرضي الله “إنا لله وإنا إليه راجعون ” وإنا لفراقك يا سليمان لمحزونون .

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى