
بيت الشعر يستأنف نشاطه بزيارة الشاعر محمد حمد النيل
الخرطوم: سناء محمد علي
في إطار زياراته الاجتماعية للشعراء، واستمرارا لتواصل الأجيال استأنف بيت الشعر الخرطوم فعالياته، بزيارة قصد بها بيت الشاعر محمد حمد النيل، اليوم السبت 11 ديسمبر 2021م بمنزله بمنطقة أم القرى، بحضور عدد من الشعراء والمهتمين وأهل الإعلام المرئي والمقروء، تقدمهم مدير بيت الشعر الدكتور الصديق عمر الصديق، ونائبته ابتهال تريتر، وطاقم قناة الشارقة.
شاعر وإعلامي
محمد حمد النيل شاعرٌ وإعلامي من مواليد الستينيات بمنطقة بحري، مثل السودان في مهرجان المربد السادس عشر بالعراق عام 2000م، وكذلك شارك في احتفالات استقلال إرتريا مع مجموعة من الشعراء السودانيين، له مشاركات في الأردن والسعودية، وغيرها.
عمل محررا بجريدة الوادي المصرية السودانية، وجريدة الرأي القطرية في ثمانينيات القرن الماضي، كما عمل مذيعا بالإذاعة والتلفزيون ووصل لدرجة كبير المذيعين.
مطبوعات
من مطبوعاته الشعرية (ملحمة أخت روحي) من أربعة أجزاء، كتب عنها عدد من النقاد أبرزهم الناقد العربي الكبير رجاء النقاش، وديوان (الذكرى الأولى)، و(ملحمة البحارنة) عن الغوص في الخليج، كما له مسرحيات شعرية عن الربيع العربي، وديوان (الجلسة الملائكية) لم يطبع بعد.
ترحاب البيت
لدى كلمته في مستهل الزيارة قال الدكتور الصديق عمر الصديق مدير البيت: في بيت الشعر لنا نسب مع كل شاعر يحسن الشعر ويجيده، الشاعر محمد حمد النيل من الشعراء المبدعين الكبار، ولكن أقدار الأدباء هكذا أن يكون الأدباء الكبار مغمورين، فزيارتنا إنصاف له وللشعر، وتابع الصديق: نقف بزيارته لنتحدث عنه ونسمع منه بعد انقطاع كبير، وجئنا بالشباب والرواد لنصل الحاضر بالماضي، وهذا ديدن سرنا عليه في البيت.
شكر وحفاوة
احتفت أسرة الشاعر بالزيارة، رحب الشاعر محمد حمد النيل بضيوفه الشعراء وأسرة بيت الشعر، مقدما شكره على الزيارة معلناً عن سعادته الكبيرة بذلك، وقرأ مجموعة من قصائده، وكان مما قرأ..
أنت يا أسطورة كبرى توالى
سردها المسحور من فجر القدم
صورت تاريخ أجيال تتالى
أخذت منه حضارات الأمم
أنت حافظت على صندوق موسى
عندما ألقته كرها أمه
في حناياك بحلم أن يسوس
ملكا منه تأذى قومه
رؤى نقدية
قدم الشاعر الناقد أبو عاقلة إدريس رؤية نقدية استعرض خلالها ظاهرة النفس الطويل لدى محمد حمد النيل، متنقلا بين رؤى رجاء النقاش النقدية عن أعمال الشاعر، فمن ما تناوله النقاش عن محمد حمد النيل، أنه نبه في تقديمه للشاعر محمد حمد النيل إلى أن النفس الطويل الذي يعطي للشاعر حمد النيل قدرة على الانطلاق الشعري الهادئ، فكأنه موجة طيبة مباركة من موجات النيل تسري في الليل والنهار بين الضفتين من الجنوب إلى الشمال دون أن تعرف الملل أو اليأس أو الغضب.
ويقول أبو عاقلة في رؤيته النقدية: رعم النقاش – فيما أخذه على الملحمة – أن أصواتا شعرية تتسلل إلى الشاعر محمد حمد النيل في (ملحمة النيل) مثل التجاني، وأبي القاسم الشابي، وايليا أبي ماضي، ولكن الشاعر ينبغي أن يتخلى عنها حتى لا يقلل من مكانته وضعف صوته الخاص.
صوت خاص
خلص أبو عاقلة إلى أن للشاعر محمد حمد النيل صوته الخاص وإن تسللت إلى بعض شعره أصوات شعرية مما تسرب إلى حسه الباطن، فهو مثلا في مناجاته النيل في ملحمته يرى في النيل أسطورة كبرى وهو عين ما ارتأى التجاني مناجيا النيل سليل الفراديس على أن حمد النيل يلتقط من الصورة الموحشة للنيل ما ارتبط فيه بالتاريخ واقترنت فيه الحضارة بالقداسة الدينية فيلتفت التفاتة مفاجئة موحية إلى تابوت الكليم عليه السلام، وينبه إلى ما أجرى الله من كرامة في عهد الخليفة الثاني الراشد أبي حفص عمر.
ومن قصائد الشاعر حمد النيل التي قدمها في الزيارة يقول:
يا إلهي قد بدت بعض البيوت
كبيوت الشعر يعروها الخلل
يا بيوتا صرن من دون ثبوت
من زحاف أورثت منه العلل
قدم الشاعر عبدالرحيم حسن حمزة قراءة لقصيدته (إلى محراب ساجدة) أهداها للشاعر المحتفى به، كما قدم مجموعة من الشعراء قصائد قصيرة في ضيافة محمد حمد النيل.. هكذا درج بيت الشعر الخرطوم على زيارة الشعراء الذين صاحبوا الشعر صحبة طويلة، في ملمح اجتماعي ثقافي يرتكز على تواصل الأجيال.